السمنة المفرطة مرضاً يصيب الأشخاص في جميع أنحاء العالم، فهي تجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الخطيرة مثل السكري وأمراض القلب والشرايين، وبعض أنواع السرطان.
إذن فالسمنة هي عبارة عن زيادة كمية الدهون في الجسم، وعادة ما تنتج عن العادات الغذائية الغير صحيحة، بجانب قلة النشاط البدني، وعدم ممارسة الرياضة، ونمط الحياة الذي ساهم بشكل كبير في حدوث السمنة المفرطة لدى الكثيرون.
وفي هذا المقال سنتعرف على تاريخ السمنة وأسبابها، والعادات الغذائية قديما وحديثاً فتابعنا عزيزي القارئ.
السمنة المفرطة
قال “د. محمد خريس” أخصائي الجراحة العامة وجراحة السمنة بالمنظار: السمنة المفرطة هي أي زيادة أو زيادة مفرطة في تراكم الدهون في جسم الإنسان، لدرجة الوصول إلى المشاكل الصحية من هذه الزيادة.
والسمنة بالمفهوم الطبي والرقمي تعتمد على كتلة الجسم وهي الوزن على مربع الطول بالمتر، فالشخص صاحب الوزن الطبيعي تتراوح كتلته ما بين ١٩ إلى ٢٥، أما من ٢٥ إلى ٣٠ تعد زيادة وزن، أكثر من ٣٥ هي زيادة مفرطة.
ويمكن تعريف فرط الوزن والسمنة أيضاً بأنه تراكم غير طبيعي أو مفرط للدهون، وقد تكون للأنسجة الدهنية الزائدة عواقب صحية وخيمة.
فالسمنة هي من الحالات الطبية الأكثر شيوعاً في المجتمعات اليوم، وأكثرها صعوبة من ناحية علاجها والتصدي لها، فإذا كنت تعاني من السمنة فإنك أكثر عرضة من المعدل العام للإصابة بعدد هائل من الأمراض، تشمل ٥٠ مرضاً مختلفاً، من بينهم:
- أمراض القلب.
- السكتة الدماغية.
- السكري.
- بعض أنواع السرطان.
وكذلك الأمراض الأقل انتشاراً مثل:
- داء النقرس.
- حصى المرارة.
- ألم العظام.
- ارتفاع الكولسترول.
- الدهون الثلاثية.
- مشاكل الجهاز التنفسي.
فإذا كنت بديناً بشكل حاد فقد يكون للرجيم والأدوية تأثيراً قليلاً على وزنك، وإن أفضل فرصة لديكم لإنقاص الوزن على المدى الطويل وتحسين الصحة تكون من خلال جراحات السمنة.
تاريخ السُّمنَة
يرتبط تاريخ السمنة بالحالة الإجتماعية للعائلة والبلد والدول بشكل عام، وتوجد أكبر نسبة سمنة على مستوى العالم حالياً في الدول الغنية علماً بأن نسبة السمنة في العالم ٣٠٪.
ثم بدأت هذه الزيادة تنتشر في جميع الدول حتى في الدول الفقيرة، فبدأت نسبة السمنة تزداد في هذه الدول، ما عدا مناطق دول جنوب الصحراء الكبرى.
ويادة الوعي التغذوي كان هو الضابط الوحيد لتلافي السمنة، ولكن بالنسبة للدول الغنية إزدادت الوجبات السريعة، وزيادة العادات الغذائية الغير سليمة، مما أدى في الثلاثين سنة الماضية إلى زيادة غير طبيعية في عدد حالات السمنة.
في عام ١٩٩٠ كانت الإحصائيات حوالي ١٠ مليون، أما الآن فقد وصلت النسبة إلى الضعف، كنسبة زيادة في عدد حالات السمنة بنسبة ٣٥٪.
وكما ذكرنا فتاريخ السمنة يرتبط بالعادات الغذائية والحالة الإجتماعية للدول والعائلات.
العادات الغذائية قديماً وحديثاً
كان الناس قديماً يأكلون من الأرض، فكانوا يتناولون الخضروات والفواكه، بجانب الحركة المستمرة، والمجهود البدني والرياضي، ولكن اليوم ومع تقدم التكنولوجيا وتتطور الحياة زادت نسبة الدهون والأطعمة الدسمة وخاصة الوجبات السريعة التي لجأ إليها الكثيرون، وكذلك قلة الحركة التي ساهمت بدور كبير في حدوث السمنة، بسبب تطور وسائل المواصلات، ووسائل العمل أصبحت أكثر تطوراً.
كان الآباء والأجداد يمشون لمسافات طويلة للوصول إلى منطقة العمل، أما اليوم فقدت قامت السيارات بهذه المهمة، فالشخص يقود سيارته من المنزل إلى مكان العمل دون ممارسة أي مجهود بدني.
كما أصبح العمل نفسه من أكبر عوامل حدوث السمنة المفرطة، وخاصة العمل المكتبي، والعمل على الأجهزة الإلكترونية، فإزدادت نسبة السمنة بقلة الحركة وقلة المجهود البدني، والإبتعاد عن العادات الصحية السليمة.
وفي فترة الحجر المنزلي زادت نسبة السمنة واخصة في خلال الثلاثة أشهر الماضية، ولكن لم تُجرى إحصائيات دقيقة للسمنة لما بعد الحجر.
وقد وصلت نسبة السمنة في الأردن حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى ٣٥٪، ولكن قد تكون هذه النسبة غير دقيقة، ولا يوجد سجل وطني لجراحة السمنة حتى الآن.
أسباب السمنة
تابع “د. خربس” هناك أكثر من سبب لحدوث السمنة، والسبب الرئيسي هو زيادة تناول الطعام مع قلة الحركة، فالجسم قائم على التوازن، وأي خلل في هذا التوازن يؤدي إلى مرض، فإذا حدث خلل ما بين السعرات الحرارية التي نأخذها عن طريق الطعام، وبين حرق هذه السعرات بعد ذلك، سيحدث خلل في التوازن.
فاليوم ومع العادات الغذائية الغير صحية، وتناول الأطعمة الدسمة، بجانب الخمول البدني وقلة الحركة، لا نستطيع حرق هذه السعرات الحرارية، وبناءاً على ذلك فقد زادت نسبة الطعام وقلت نسبة الحركة، واختلفت نوعية الطعام مع زيادة قلة الحركة.
فكل هذه العوامل تؤدي إلى السمنة وهذا هو السبب الرئيسي، الذي يقوم على عدم التوازن بين السعرات الحرارية التي نتناولها بعادات غذائية غير سليمة، وبين الخمول وقلة المجهود الحركي، بجانب العوامل الأخرى، والعوامل الوراثية أيضاً.
الأمراض المرتبطة بزيادة الوزن:
هناك أمراض كثيرة مرتبطة بالسمنة وزيادة الوزن ومنها:
- الإعتلالات الهرمونية: والتي تؤدي إلى بطء عملية حرق السعرات الحرارية، وبعلاج الإعتلالات الهرمونية، ينزل الوزن، ومن هذه الإعتلالات:
- الغدة الدرقية.
- تكيس المبايض.
أو أي خلل هرموني آخر يؤدي إلى زيادة الوزن، بالرغم من تناول الطعام الطبيعي والمناسب، ويتم علاج هذا الخلل الهرموني من خلال المختصين في هذا المجال.
هل ترتبط السمنة بعمر معين؟
في هذا الوقت الحالي ترتبط السمنة بعمر ما قبل ال ١٨ سنة، لأن هناك زيادة حادة في نسبة السمنة ما بين ٥ سنوات إلى ١٨ سنة، وللأطفال قياس خاص بالسمنة وليس بناءاً على قياس كتلة الجسم كما في الكبار.
ولكن السبب الرئيسي يكمن في العادات الغذائية الخاصة بالعائلات، فبعض العائلات تُعطي أطفالها الطعام الغير صحي، وفي أي وقت، ولا يُراعون أن هذه الأطعمة تؤدي إلى السمنة عند الأطفال.
فحالياً نسبة السمنة على مستوى العالم في أقل من ١٨ سنة حوالي ٣٠٪، ١٥٪ منهم سمنة مفرطة، ويحتاجون لتدخلات أخرى، فهذه الفئة العمرية يجب الإهتمام بها لأنهم جيل المستقبل.
وتصاب النساء بالسمنة أكثر من الرجال ولكن بنسبة ١٪ فقط.
وعن تأثير السمنة على الحياة اليومية أوضح “د. محمد” أن السمنة تؤثر على الصحة بشكل عام وعلى القلب والدورة الدموية بشكل خاص، حيث يمكن أن تتسبب السمنة في حدوث الجلطات.
كما تؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسكري، وكذلك تكيس المبايض عند السيدات.
وهناك نسبة وتناسب بين زيادة الوزن وزيادة الإصابة ببعض أنواع السرطانات وخاصة سرطان بطانة الرحم، وسرطان الثدي، وسرطان القولون، ففي زيادة في نسبة تعرض أصحاب الأوزان الثقيلة لهذه الأنواع من السرطانات.
كما تؤثر السمنة على الأمراض المزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو الدهون الثلاثية، فيجب علينا الإنتباه لهذه الأمراض وعلاجها.