يعتبر التمرد والافتقار إلى الدقة والترتيب اللامبالاة والرغبة في الاستقلال أحيانا هي أهم سمات السلوك الفوضوي عند الأطفال والتي تؤرق الوالدين كثيرا حيث يعاني العديد من الآباء والأمهات من مشكلة فوضوية الأطفال وكثرة بعثرتهم للأشياء وعدم الاهتمام بالترتيب والنظافة والتنظيم.
ما هو السلوك الفوضوي عند الأطفال؟
قالت “د. سوسن الدعجة” أستاذة علم الاجتماع. يعتبر الطفل الفوضوي عند العديد من الثقافات العربية هو الطفل الذي لم يُحسَن تربيته من جانب الأهل ولكن يمكن تعريف الطفل الفوضوي بأنه أي طفل يمكنه أن يقوم بممارسات وسلوكيات معينة داخل منظومة المنزل وتكون هذه السلوكيات غير منتظرة من الأهل، كما تختلف تلك السلوكيات أثناء الأكل واللعب ومشاهدة التلفاز وأثناء عمل زيارة للأصدقاء والأهل كما تأتي تلك السلوكيات من جانب الطفل بشكل لا يتوقعه الأهل كثيرا منه.
وأضافت الدكتورة “سوسن الدعجة” عند قيام الطفل بمثل هذه السلوكيات الفوضوية فإننا ننتظر قيامه بالسلوكيات التي ربيناه عليها أو السلوكيات التي نريدها منه القيام بها ولكننا على العكس يتم مفاجئتنا بسلوكيات فوضوية يقوم بها الطفل عند الخروج من المنزل خلال الزيارات أو التسوق إلخ إلخ..
هل سلوكيات الأطفال الفوضوية مكتسبة أم طبيعية؟
في البداية يجب الإشارة إلى أن الأطفال لديهم بعض السلوكيات المعينة المكتسبة من الأهل، لذلك يمكننا القول بأن أهم أسباب السلوك الفوضوي عند الطفل هو وجود سلوك فوضوي عند الأب والأم بحيث يصبح سلوك الطفل بمثابة تقليد لسلوكيات معينة لأيا منهما مع اتخاذ ردود أفعال فوضوية تظهر عليهم أثناء اللعب على سبيل المثال.
على الجانب الآخر، يمكن أن يكون للأهل تنظيم وترتيب جيد جدا للأشياء بحيث يؤثر هذا على الطفل ويصبح لديه رد فعل طبيعي وعكسي للتنظيم القاتل للأشياء بالإضافة إلى أن بعض السلوكيات الفوضوية عند الأطفال تكون ناتجة عن وجود مشاكل داخل البيت وتكون الفوضى من الطفل حينئذ بمثابة تفريغ للطاقة الناتجة عن التفكك الأسري داخل البيت.
وتابعت “سوسن” يمكن الفوضى عند الأطفال أن تكون نتيجة عدم وجود تحصيل علمي جيد عند مثل هؤلاء الأطفال وتكون الفوضى حينئذ بمثابة تعبير عن الغضب ويقوم بعمل بتشويش على زملاءه في المدرسة ليلفت الانتباه إليه.
هناك درجات من الفوضى التي يقوم بها الأطفال حيث يمكن أن يقوم الطفل ببعض السلوكيات العنيفة مثل الإيذاء والتخريب أو السب والشتم بالألفاظ النابية لزملائه أو إخوته، كما يمكن للطفل أن يمارس السلوك الفوضوي في حالة قدوم طفل جديد إلى المنزل بحيث يكون ردة فعله ناتجة عن الغيرة التي تولد سلوكا فوضويا غير مفهوم.
هل هنالك علاقة بين السلوك الفوضوي للطفل وبين أخلاقه؟
يمكننا الفصل بين السلوك الفوضوي وبين الأخلاق عند الأطفال ولكن على الجانب الآخر أيضا يمكن للفوضى الزائدة أن تؤدي إلى قلة الاحترام عند الطفل خاصة عند الخروج من المنزل وقيامه ببعض السلوكيات المرفوضة والتي توحي بأنه لا يملك أي قيمة من قيم الاحترام للآخر، لذلك يجب على الكبار أو الوالدين عند ملاحظة مثل هذه السلوكيات عند الطفل البدء في وضع المعايير لإعادة تربية الطفل حتى لا يزيد الطفل من اكتساب سلوكيات الفوضى فيما بعد.
ما هي معايير وطرق حل مشكلة الفوضى عند الطفل؟
في البداية يجب تقييم الطفل من حيث الفوضى ومن حيث درجة الفوضى التي وصل إليها ومن ثَم يمكننا مراجعة أسباب السلوكيات الفوضوية عند الطفل سواء هذه الأسباب ناتجة عن الأم أو الأب أم أنها ناتجة عن وجود طفل آخر داخل المنزل نتيجة الغيرة من طفل صغير أو ما شابه ومن ثَم يمكننا إعادة الطفل للسلوكيات المرجوة منه داخل البيت.