السعودي متهم بالرفاهية حتى لو كان عاطلا، وسيظل متهما بالرفاهية ولو وقف تحت أشعة الشمس طالبا مساعدة جمعية خيرية، ومهما أقسم وساق من الأيمان المغلظة فسيظل هذا المواطن في نظر المسؤول شخصا يتمتع برفاهية محسود عليها من كل من على هذا الكوكب.
من دلائل الرفاهية التي تميز هذا المجتمع أن هناك اتجاها في مؤسسة تكافل الخيرية لإيجاد برنامج يقوم على الاستقطاع الشهري الاختياري لموظفي وزارة التربية والتعليم الراغبين في دعم الطلاب المحتاجين، هذا الاتجاه الذي تنشده المؤسسة الخيرية يحتاج قبل الوصول إليه إلى إعادة النظر في أمور كثيرة، أهمها لماذا يكون هناك حاجة إلى أخذ مال من متبرعين في الوقت الذي تستطيع الدولة التكفل بذلك؟
البرنامج أو المقترح يجب قبل الذهاب إليه حسم مسألة قدرة الدولة على مساعدة الطلاب المحتاجين في التعليم العام. هناك الكثير من الفئات في المجتمع التي بحاجة إلى دعم، وينطبق عليها ما ينطبق على الطلاب، فحتى الوقت الحاضر من غير المعروف الأسباب التي تحول دون حصولهم على الدعم الكافي من الدولة، على الرغم من الأرقام الكبيرة التي ترصد في الميزانيات المالية، ومع ذلك ظلت كثير من الفئات بعيدة عن الدعم المأمول.
الأرقام تكشف أن هناك فئات محتاجة كثيرة جدا، والدليل زيادة أعداد المستفيدين من خدمات الضمان الاجتماعي، ما يدعو إلى إعادة التفكير في كثير من المفاهيم التي يبشر بها، مثل الرفاهية التي لا يظهر مسؤول إلا ويتهم السعوديين بها، لكن دون تحقيق قاعدة المتهم بريء حتى تثبت رفاهيته!
بقلم: منيف الصفوقي
وهنا نقرأ: الإذاعة السعودية.. ما لا تعشق الأذن
أيضًا؛ نجِد هاهُنا: السعودية.. نحو الإصلاح