ما قام به علماء السعودية ودعاتها وخطباؤها ومشايخها بشكل عام بدءا من رأس الهرم سماحة مفتي المملكة -حفظه الله- مثل نموذجا حيا للدور الحقيقي في مؤازرة الدولة ووأد أي خطوة تحاول زعزعة أمن البلاد أو النيل منها.
ومع كون هذا الدور يمثل خطوة إيجابية نحو مد اليد بين كافة التيارات من أجل المزيد من التفاهم حول المشترك الوطني وتفعيل هذا الدور الغائب بكل أسف وأسى.
ومع كل هذا لا يزال الصراع الخفي بين فئات المجتمع ومحاولات الإسقاط التي يتبعها كل طرف على حدة من أجل تمرير فكرته التي يعتقد صحتها يمثل عقبة كبيرة أمام الإصلاح ومتابعة الجهود نحو مزيد من التأثير.
إن صراع التيارات داخل المجتمع ومحاولة التأثير في المجتمع من خلال الإيقاع بالمناوئين للفكرة التي يحملها طرف دون طرف تجعل من فرضية التعايش الحقيقي بين هذه التيارات فرضية جدلية قد لا تتحقق على مدى قريب وهو ما يجعل الأمر متجها نحو أبعاد لا تكون محمودة والسبب هو التعنت والصلف والتمسك برأي كان يمكن من خلاله المقاربة والتوفيق بين الآراء وذلك لمصلحة مجتمع كامل.
وعندما تتأمل في التجربة التركية والتي يعد فتح الله كولن هو عرابها الحقيقي تجد دورا بارزا قام به الإسلاميون قابله رضوخ من قبل العلمانيين والسبب هو نهضة تركيا بل يصرح العلمانيون هناك بأنهم لن ينتخبوا سوى أردوغان الذي أعاد لتركيا هيبتها وقوتها الاقتصادية وهو أمر قد يكون عجيبا بعض الشيء لكن تغليب المصلحة الوطنية والنفع العام لا الانتصار للآراء الشخصية عندما تكون أساسا يتم الانطلاق منه سيجعل من مسألة الاتفاق ولو على نطاق بسيط مما يسهم في تعزيز ثقافات متعددة يحتاج إليها المواطن كانت غائبة عنه في ظل الصراع الخفي الذي أتمنى ألا يدوم طويلا.
بقلم: محمد السهيمي
وهنا تقرأ: كلام عن اليوم الوطني السعودي.. مؤثر
وكذلك؛ قد ينال استحسانك: سلطان بن عبدالعزيز.. القائد العسكري المحنك