تتحقق السعادة الأسرية في أفراد الأسرة الواحدة من بداية اختيار زوج وزوجة متفاهمين حيث يقومون ببناء حياتهم من الأساس على الحب والاحترام والتفاهم.
فللسعادة الأسرية مفاتيح ومقومات هامة لتحقيقها، في مقالنا هذا سنتحدث عن كيفية القيام بتحقيق السعادة الأسرية.
أهمية توطيد العلاقة بين أفراد الأسرة
قالت مستشارة التدريب ” المهندسة/ آسيا أمير القرشي” في بداية حديثها أن عندما نقرر أن نُكَون أسرة يجب أن نكوف كُفء لذلك، فيجب تحديد الهدف من تكوين الأسرة وما هي الحقوق الواجبة على الفرد عند قراره في تكوين أسرة.
فعند توطيد العلاقة بين الزوجين من البداية بدون أنانية بطريقة بها نوع من النُضج والتفاهم والاحترام المتبادل، فالاتفاق والتواصل الراقي بين الزوجين يجعل العلاقة بين أفراد الأسرة بأكملها مترابطة.
والأسرة المترابطة نجدها تستطيع عبور أي مراحل تحدي في الحياة بالمشاورة والتفاهم، فكلما كانت العلاقة بين أفراد الأسرة قلت حدة المشاكل وزادت إمكانية حلها بهدوء وسلام.
ويجب أن نعلم كذلك أن هدف الزواج في الإسلام هو زيادة النسل وتربية النشأ تربية صالحة تنفعهم وتنفع دينهم وأوطانهم.
مفاتيح السعادة
الحياة ليست مثالية على الأغلب، فنحن نتعرض لمواقف فيها حزن وتوتر، وهذه المواقف والآلام تجعلنا نُقدر اللحظات السعيدة، فالسعادة سلوك ومشاعر نميل لها ونُفضلها، ولتحقيق السعادة يجب علينا التفكير بشكل إيجابي، فالسعادة تصرف وقرار، وعندما تقرر أن تكون سعيدًا عليك التكيف مع الظروف والتعايش معها، فللسعادة ثلاث مفاتيح أساسية وهي:
- العبد إذا أُنعم عليه شكر: فوجود الأسرة واستقرارها نعمة عظيمة يجب شكر الله عليها، وهذا الشكر يكون باستثمار اللحظات الجميلة بيني وبين أفراد الأسرة وتربيتهم تربية صالحة.
- إذا أُبتلي صبر: يجب الصبر على أقدار وابتلاءات الله عز وجل، ويكون ذلك بتوصية نفسي وأفراد أسرتي على عمل الخير.
- العبد إذا أذنب أستغفر: فيجب الاعتراف بالتقصير في حق الله أولًا ومن ثم في حق أفراد الأسرة، ويجب استغفار الله سبحانه وتعالى والاعتذار لهم، وتعويض هذا التقصير.
مقومات السعادة الأسرية
فيما يخص مقومات السعادة الأسرية فهي كما ذكرتها ” م. القرشي” يمكن حصرها في النقاط التالية:
- الاحترام وهو أساس الأسرة المستقرة، فيجب احترام خصوصية أفراد الأسرة لبعضهم البعض، واحترام القدرات المتفاوتة بين الأبناء.
- الاهتمام فيجب عدم غفلة الأم أو الأب عن أبنائهم، فيجب اعطاء وقت يومي للتحدث مع أبنائهم.
- الثقة بين أفراد الأسرة بعد تربيتهم على الصدق والوضوح.
- الأمانة فيجب أن يتعود جميع أفراد الأسرة أن يكون للمنزل خصوصية وأسرار لا يمكن أن يعرفها أحد.
- تقليل العتاب واللوم بقدر المستطاع، فمن الذكاء تخيير الأب والأم لأطفالهم بين الصواب والخطأ أفضل من إجبارهم على الصواب.
فما أجمل اتباع منهج الرسول صلى الله عليه وسلم في التربية فكان الرسول -عليه السلام- حتى في العتاب يُركز على تعليم الصحابي عبد الله قيام الليل فكان يقول: {نِعَم العبد عبد الله لو كان يُقيم الليل}.
فتقديم الإيجابيات في بعض الأمور التي تحتاج إلى تقويم عند الأطفال أسلوب رائع في التربية الإيجابية.
واقرأ هنا أيضًا نصائح لحياة زوجية سعيدة وناجحة من الدكتورة هالة سمير
وأنهت ” م. آسيا القرشي” حوارها بالنصح بتحميل تطبيق على الهاتف يُسمى “نافذة جوهاري” حيث يعمل هذا التطبيق عند اجتماع الأسرة، وهو يُركز على أربعة عناصر أساسية وهي:
- أمور يعرفها الفرد عن نفسه وغيره كذلك.
- أمور يعرفها الفرد عن نفسه ولا يعرفها الغير.
- أمور لا يعرفها الفرد عن نفسه ويعرفها الغير.
- أمور لا يعرفها الفرد ولا الغير عن الشخص.
وتقبل الانتقاد البناء في مثل هذه الألعاب الأسرية يعمل على تطوير الذات وتصليح الأخطاء كما أنها تُشجع على اجتماع الاسرة لوقت كبير ومناقشتهم في أمور تخصهم على شكل لعبة أو تطبيق.