أعتقد أنكم سمعتم بالشخص السطحي.. أما الشخص الخزان؟! فلا أعتقد!
السطح هو إما أعلى الشيء أو قشرته البادية للعيان، أما الخزان فهو جرم معدني «منتفخ» تحفظ فيه المياه وقد يكون «خاويا»!
ويقال: سطحيون، نسبة للقشرة لا العلو، وهم أولئك المهتمون بالقشر دون الجوهر.
أما الشخص الخزان -وهي تسمية من ابتداعي- فهو ذلك الشخص الذي جرى نفخه في بعض «المصانع» وهو يحمل بعض شبه أفكار أو أفكارا ضحلة أو يكون خواء، وللأمانة قد يكون هو من نفخ نفسه بنفسه ليحلق في سماء النخبة، إلا أنه قد فقد اتزانه حين غادرت قدماه أرض الواقع!
السطحي همومه كثيرة فهو مشغول البال بالقيل والقال وآخر الماركات والمسلسلات و«الكشتات»! يثيره أتفه الأمور ويتأذى حين يشم طرفا لحديث عن الأمن الصحي، أو التعليم المفتوح أو المستقبل العلمي والفكري للمجتمع.. ولكنك تراه يقف في طوابير المرضى المراجعين و«يتمرمط» لأجل أن يجد جامعة «تضف» وجهه، ويعلم جيدا أنه يقبع مع جماعة الأميين فكريا وثقافيا!
أما جماعة الخزانات فلاهية في الاجتماعات الوجاهية والمؤتمرات الصورية والندوات الدعائية، وحين ينطقون فهم إما متحذلقون سفسطائيون يتحدثون بهموم البنيوية والمونودراما والأنتولوجيا.
وغالبا ما يكون هؤلاء مستغرقين في نخبويتهم منكفئين عليها، أو جاهلين يتحدثون بثقافة «الدحة» وسباق الهجن والاحتفالات العشائرية، وجل هؤلاء أبواق يتحدثون بكل شيء وفي كل وقت بمناسبة ودون مناسبة!
فيما حالات الوفاة بسبب الأخطاء الطبية وتأخر العلاج تزداد، ومعدل البطالة يرتفع، والحوادث تتفاقم والتعليم يغرق في الشكلية فيضطرب ميزان المدخلات والمخرجات، والمستوى الفكري يترنح!
الشعوب تتقدم ونحن نرقب وننتظر.. ماذا نفعل وبعض شرائح المجتمع ما بين سطحي وخزان؟!
بقلم: ملاك الخالدي