«سارا» تسأل: مشكلتي قد تكون نفسيه أكثر منها عضويه فأنا أحب شخصا حبا شديدا، ونحن متفقان على الزواج، ولكن بعد فترة من تعارفنا ابتلاه الله بمرض مزمن وهو السكري؛ حيث أوضح له الطبيب أنه ناتج عن تدمير خلايا البنكرياس بفعل فيروس؛ فوقعت في حيرة كبيرة من أمري، خاصة أنني أسمع كثيرا عن تأثير مرض السكري على العلاقة الجنسية بين الزوجين، والأمراض الأخرى التي يسببها من فشل كلوي وغيرها من الأمراض، ولكنني مصممة على عدم التخلي عنه. وفي نفس الوقت أحس بالألم كلما تذكرت مرضه.. هل سيؤثر عليه؟ هل سينتقل إلى أولادنا؟ هل وهل وهل؟
كثير من الأسئلة تنتابني كلما فكرت في هذا الموضوع. أرجو أن أجد عندكم المساعدة لكي أستطيع تخطي هذه المحنة.
⇐ فريق الاستشارات الصحية أجاب الاستشارة؛ فأوضح: أختنا العزيزة.. أود عزيزتي في البداية أن ألوم عليك، فعلى الرغم من أنك تسألين لخطيبك فإنك ذكرت البيانات الخاصة بك ولم توضحي كثيرا عن حالته -ولكن لا بأس- وقبل الخوض في التفاصيل أود أن أطمئنك؛ فمريض السكر من حقه أن يتزوج ويمارس حياته الزوجية بشكل طبيعي فتوكلي على الله.. جعله الله زواجا مباركا وألف بينكما ووهبكما الذرية الصالحة إن شاء الله.
وعن حالة خطيبك عزيزتي فلا أخفي عليك أن مرض السكر بالفعل يؤثر على الناحية الجنسية، لكنه لا يؤثر على الخصوبة، وما أود أن أشير إليه هو أن العامل النفسي له دور كبير بل أساسي في التأثير على القدرة الجنسية في مثل تلك الحالة؛ حيث يشعر المريض أن إصابته بمرض السكر هي نهاية المطاف.
وهنا أقول لك عزيزتي: اجعليه يفكر كيف يصبح مرض السكر صديقا له؟ فهو لا يدرك أبدا أنه بمجرد المداومة على العلاج وبتنظيم الأكل والمتابعة الدورية مع الطبيب المختص والنفسية السليمة – وأؤكد عليها مرة أخرى – يمكنه أن يعيش بشكل طبيعي جدا، بل وأفضل من الشخص السليم.
وكان من المعتقد أن مرض السكر يؤثر على الهرمونات الجنسية وبالتالي يؤدي للضعف الجنسي ولكن هذا الاعتقاد خاطئ.
ودعيني أقل لك كيف يؤثر مرض السكر على الناحية الجنسية: فارتفاع نسبة السكر في الدم تؤثر على الأوعية الدموية المغذية للأعصاب وبالتالي تؤثر على الدورة الدموية، والدورة الدموية هي المسئولة عن دفع الدم في القضيب لإتمام عملية الجماع شاملة الانتصاب والقذف، فعندما تحدث الإثارة الجنسية تصدر إشارة من المخ إلى الأعصاب الموجودة بالقضيب لإتمام العملية الجنسية كما ذكرنا، هذا بالإضافة إلى أن ارتفاع نسبة السكر في الدم تتسبب في لزوجة السائل المنوي مما يعوق حركة الحيوانات المنوية.
ولتفادي حدوث هذا الضعف الجنسي الناتج عن هذا الخلل في الدورة الدموية الذي يسببه مرض السكر لا بد من الآتي:
- في البداية نزيل أي ضيق نفسي يشعر به المريض تجاه هذا المرض، وإبعاده عن جميع العوامل المسببة للقلق والاضطراب النفسي.
- ضبط نسبة السكر في الدم بالمتابعة مع طبيب مختص.
- معالجة ضغط الدم وضبطه إن كان هناك خلل ما به.
- معالجة إي التهابات في الجهاز التناسلي إن وجدت.
وأطمئنك أكثر فأقول لك: إن الضعف الجنسي الناتج عن مرض السكر له علاج وبطرق مختلفة ومتعددة أيضاً قد لا يتسع المجال لذكرها كلها، ولكن لا بد من المتابعة مع طبيب مختص لتحديد أيها أفضل للشخص. وأذكر لك منها:
- وسائل الحقن الموضعية قبل الجماع فيتم حقن العضو الذكري بـpapaverine أو بـprostaglandine.
- الفياجرا، وهي علاج حاسم للضعف الجنسي في حالات مرضى السكر فهو ينشط الدورة الدموية ويحفز وصول الدم إلى الأعصاب المغذية للقضيب بشكل خاص، ولكن لا بد من أخذه تحت إشراف طبي؛ حيث يحظر استخدامه مع أي وسيلة أخرى لعلاج الضعف الجنسي.
ولمزيد من المعلومات يمكنك مطالعة: علاج ضعف الانتصاب لم يعد مستعصيًا الآن.. هذه كافة الطرق المتاحة لديك
وأخيرا عزيزتي أطمئنك -وللمرة الثالثة- على ذريتكما في المستقبل إن شاء الله فكما ذكرت أن خطيبك مصاب بالسكر نتيجة لفيروس أصيب به، أي إن مرض السكر ليس وراثيا في عائلته، وهذا يؤكد أن ذريتكما لن تتأثر به إن شاء الله بخلاف لو كان المرض وراثيا في العائلة فهذا يزيد من احتمالية نقله لأولادكما.
ولا أحتاج أن أذكرك بأن الصبر على الابتلاء يبلغكما الجزاء إن شاء الله، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ “البقرة: 153″، وقال في جزاء هذا الصبر ﴿وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ “النحل: 96”.
⇐ وهذا أيضًا لنقرأه: التعايش مع السكري.. سهل ونتائجه مذهلة
مع أطيب الدعاء بزواج سعيد وحياة زوجية سعيدة وذرية صالحة إن شاء الله تعالى. وفي انتظار استشارة أخرى للاطمئنان.