من المعروف أهمية ممارسة الرياضة لما لها من متعة وفائدة وإيجابيات على صحتنا وأجسادنا وأيضاً نفسياتنا، ولكن هل من الممكن أن يكون للرياضة انعكاس سلبي على صحة الفم والأسنان؟
من الغريب أن نعرف أن ممارسة الرياضة يمكن أن تتسبب في تسوس الأسنان طبقاً لإحدى الدراسات التي نُشرت في الآونة الحديثة، كما أن الأشخاص الرياضين خاصةً من يمارسون رياضة الجري لأنهم يتنفسون عن طريق الفم بشكل أكبر، ومن ثم يتسبب ذلك في جفاف الفم الذي يؤدي إلى تسوس الأسنان وتآكلها، فضلاً عن أن الرياضيين غالباً ما يشربون مشروبات الطاقة التي لها دور في تسوس الأسنان.
علاقة الرياضة بصحة الفم والأسنان
من الضروري الحفاظ على الأسنان من التعرض لأية التهابات في اللثة أو حدوث أي ضرر في الأسنان، مع ضرورة تنظيف الأسنان بصفة مستمرة داخل المنزل خاصة في هذه الفترة التي نقضيها في المنزل بسبب الحجر المنزلي المفروض علينا جميعاً وصعوبة الذهاب لعيادة طب الأسنان.
أما عن جفاف الفم فإنه يتسبب في ظهور بكتيريا معينة وضارة وهي ما تتسبب في تسوس الأسنان.
يقول الدكتور عبد الرحمن الدحام “نائب رئيس القسم السعودي لمنظمة طب الأسنان” أنه تم إعداد بحث عن علاقة الرياضة بصحة الأسنان، وهذا البحث تم إعداده بالمشاركة مع مجموعة مميزة من الأطباء، وتم نشره في المجلة السعودية لعلوم الفم.
أما عن هدف البحث فكان إمكانية قياس علاقة الرياضة أو النشاط البدني بصحة الأسنان، خاصةً وأننا نعرف أن الرياضة هي نشاط هام، ولكن هناك بعض الرياضيين الذين يجهلون علاقة الرياضة بصحة الفم والأسنان، وهؤلاء هم الأكثر عُرضةً لتسوس الأسنان من غيرهم لأسباب عدة من بينها أن جميع من يمارسون الرياضة يأخذون مكملات غذائية، مشروبات للطاقة بشكل نتقطع وفي أكثر من مرحلة خلال اليوم، مما يؤدي إلى جفاف الفم وانخفاض مستوى PH في الفم، وهذا الأمر يظهر جلياً عن عند الرياضيين، ومن ثم فإنه من الضروري أن يطلع الرياضيين على هذه الدراسة لتجنب تسوس الأسنان.
الجدير بالذكر أنه تم إجراء هذه الدراسة في عدة نوادي في المملكة العربية السعودية، وبشكل مؤسف كان هناك نسبة كبيرة من الرياضيين تجهل هذه الدراسة، ومن ثم فإن أي شخص يمارس الرياضة يستوجب عليه الاطلاع الكامل على هذه المعلومات.
الفئات الأكثر عُرضة من الرياضيين لمشاكل الفم والأسنان
إن أي شخص يمارس الرياضة ويستعمل المكملات الغذائية ومشروبات الطاقة والبروتين بار يعتبر من الدرجة العالية المعرضة لتسوس الأسنان، لكن أي شخص يمارس الرياضة ولا يتعرض للمكملات الغذائية ومشروبات الطاقة والسكريات بشكل مستمر ويومي لا يعتبر معرض بدرجة كبيرة لهذه المشكلة، وهذا لا يعني ضرورة الانقطاع التام عن مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية ولكن كثرتها هي ما تؤدي إلى تسوّس الأسنان.
علاوةً على ذلك، فيما يخص واقي الفم، فإنه يحمي الفم من الإصابة بمشاكل الفم والأسنان كالتسوس وغيرها، لأن أكبر مشاكل يمكن أن تواجه هي كسر الأسنان والوجه والفكين، لذلك إنني أنصح بواقي الفم لجميع الرياضيين خاصةً فئة المراهقين والأطفال الذين يمارسون كرة القدم وكرة السلة والملاكمة وغيرها من الرياضات.
هذا الواقي عبارة عن مادة مطاطية يجب أن يرتديها جميع الرياضيين، وهذا ما وجدنا نقيضه تماماً في احدى الدراسات التي قمنا بها في المملكة العربية السعودية، مع مراعاة أنه في أمريكا على سبيل المثال، لا يُسمح بممارسة أي رياضة بدون واقي الفم خاصةً الرياضات العنيفة.
هل يمكن أن يتسبب واقي الفم في عدم تركيز الشخص الرياضي؟
ليس لواقي الوجه أو الفم أي ضرر على الشخص الرياضي، بل على النقيض يعمل واقي الفم على وقاية الرياضي من الكسور والإصابات، كما أنه يحميه أيضاً من حدوث أية كسور في الأسنان.
إلى جانب ذلك، هناك في هذه الآونة أزمة كبيرة جراء فيروس كورونا المنتشر في كافة دول العالم، وهذه الأزمة تتطلب تعاون كبير بين كافة فئات المجتمع، وهذا يتطلب منا:
- تنظيف الأسنان ٣ مرات يومياً.
- استخدام الخيط السني.
- استخدام غسول الفم.
- الابتعاد عن العادات المضرة بالأسنان كالعض على القم والعض على الأشياء الصلبة، وأكل الثلج أو الليمون وغيرها من العادات التي تؤثر على صحة الأسنان خاصة في فترة الحجر المنزلي التي يصعب فيها الوصول إلى طبيب الأسنان.
- عدم الإكثار من تناول الأطعمة في هذه الفترة التي نقضيها في المنزل دون تناول أكثر من ٣ وجبات يومية حتى لا نتعرض لتسوس الأسنان.
الحفاظ على صحة أسنان الأطفال
وختاماً، بالنسبة للأطفال الصغار يجب عليهم الحفاظ على صحة أسنانهم عن طريق:
- عدم الإكثار من تناول الشوكولاتة.
- عدم تناول الحلويات بكثرة.
- الانتباه إلى نوعية الأكل بالنسبة للأطفال.
- الابتعاد عن الخلطات الشعبية في علاج ألم الأسنان سواء للكبار أو الصغار كالمضمضة بالماء والملح أو استعمال القرنفل.
هناك تطبيق أعلن عنه وزير السعودي، ويمكن لهذا التطبيق “تواصل مع طبيبك” أن يساعد المريض في التواصل المباشر والسريع مع الطبيب خاصةً في فترة الحجر أو الحظر المنزلي، أو الاتصال على الرقم الموحد الذي خصصته وزارة الصحة ليتم تحويله فيما بعد إلى طبيب أسنان يمكن أن يدله أو يساعده في علاج المشكلة التي يعاني منها.