الإعلام الرياضي أسهم في معرفة الرياضة، لكن هل أسهم في انتشار ممارستها؟
فالكثير من شباب اليوم يظن أن تشجيع الرياضة هو نوع من أنواعها، مكتفيا بالجلوس أمام الشاشات العملاقة، متنقلا بين القنوات مدفوعة الثمن مسبقا ليلاحق الأخبار الرياضية دون أن يفكر في زيادة الوزن التي بدأ يكتسبها من خلال متابعة الرياضة!.
والشاب غير الرياضي في مجتمعنا يواجه صعوبة في الاندماج مع الموجة الشبابية السائدة لتنفيس طاقته المشتعلة نحو ممارسة النشاطات الرياضية أو حتى الحديث عنها، فالشباب طالما كان رمزا للقوة، لذلك هو يحتاج إلى أن يصرف وقته في نشاط يستنزف من هذه الطاقة أو بتعبير أدق يشبع نهم الغرور لديه بامتلاك هذا الجسد المتعافي، فيجد كل ما يبحث عنه من إثارة وتحدٍّ ليتذوق لذة الانتصار.
فمنذ قديم الزمان كان الشاب يشغل وقته في ممارسة الأنشطة البدنية كالصيد والفروسية والفنون، تاركا بذلك الأنشطة الذهنية للكبار والتي يغلب عليها الطابع العلمي والسياسي.
فارتبطت بذلك الأنشطة البدنية بالشباب، كونها الفئة العمرية التي تمتلك القدرة والمواصفات المطلوبة لممارسة رياضات الحركة، فالجسد يتمتع في هذا العمر بالإمكانيات القادرة على تحمل الجهد الذي يتولد من الحركة، لذلك غالبا ما تربط المؤسسات الحكومية أو الوزارات المعنية بالرياضة اسم المنشأة بالشباب.
والرئاسة العامة لرعاية الشباب منذ أن استقلت كجهاز حكومي يهتم بالشباب قبل عدة عقود، بنت مدنا رياضية في أنحاء المملكة، وأنشأت صالات مغلقة في المدن الرئيسية، كلها من أجل خدمة شباب هذا الوطن دون اشتراط ممارستها بشكل احترافي، لكن مع ذلك لا يتمكن الشباب من استغلال هذه الأندية، كونها أصبحت تخص المحترفين من الرياضيين، فالأندية لا تهتم إلا باللاعبين الذين يجلبون لها الدخل المادي، وهذا ما أدى إلى عزوف الشباب عن ممارسة الرياضة داخل الأندية التابعة للرئاسة والركون لتشجيعها من الخارج فقط! فتولد مفهوم متابعة الرياضة عند الكثير من الشباب دون الاهتمام بالممارسة، وفقدت بذلك أهميتها!
بقلم: سعود البشر