اجتمع الأصدقاء في الفسحة في انتظار وصول الأستاذ منير، الذي حضر ومعه أربع ثمرات من الزمان وزعها على الأصدقاء أحمد ويوسف وبراء وضياء، وقال سنتحدث اليوم عن فاكهة من فواكه الجنة، ذكرها الله (ﷻ) في القرآن الكريم في ثلاث آيات، وتتميز بطعمها اللذيذ. قال براء: حقا طعمها لذيذ، وأنا أحبها كثيراً. ضحك الأصدقاء، وقال يوسف: قرأت أن موطن شجرة الرُّمَّان الأصلي إيران والمناطق المحيطة بها . فهل هذا صحيح يا أستاذ؟
أجاب الأستاذ منير: نعم يا يوسف فشجرة الرُّمَّان بدأت زراعتها في هذه المنطقة، ثم انتشرت بالبلدان العربية، كما عرفها الإسبان عن طريق العرب، ونقلها الإسبان إلى الولايات المتحدة الأمريكية. أضاف أحمد قرأت أن أزهار الرمان تُسمى باللغة الفارسية “جلنار”.
قال الأستاذ منير: نعم كلمة “جلنار” معربة من الكلمة الفارسية “كلنار”، وتعني أزهار الرمان.
سأل ضياء وما شكل شجرة الرمان؟ أجاب الأستاذ منير: شجرة الرمان يصل ارتفاعها أحيانًا إلى ستة أمتار لها أغصان متدلية، في أطرافها أشواك، وأغصانها وأوراقها تميل إلى اللون الأحمر، وأزهارها حمراء فاتحة اللون جميلة المنظر، وثمرتها كروية الشكل تحمل تاجا، بينما قشرة الثمرة جلدية القوام، وتحتوي الثمرة على كثير من البذور الحمراء أما الأوراق فتسقط في الخريف؛ ولذا فإن شجرة الرمان ليست دائمة الخضرة.
متى تشهر شجرة الرمان؟
سأل يوسف ومتى تثمر أشجار الرمان؟
أجاب الأستاذ منير: تبدأ أشجار الرمان في الإثمار مبكرًا، حيث يمكن أن تعطي محصولاً في السنة الثالثة من زراعتها، إلا أن المحصول يكون قليلا، علاوة على صغر حجم الثمار وقلة جودتها، وتعطي الأشجار أعلى محصول لها من عشرة إلى اثنتي عشرة سنة، وقد تعمر الأشجار إلى عمر خمسين سنة.
وبالمناسبة؛ هنا أيضًا ⇐ الزيتون في القرآن الكريم
استخدامات الرمان
قال أحمد: قرأت أن قشرة الرمان تحتوي على مادة ملونة تعرف باسم العفص، وقد تم استخدامها في الماضي، وما زالت تستخدم في دباغة الجلود، وصباغة الحرير.
وأضاف براء وقديما تم استخدام الرمان في علاج المغص المعوي والطفيليات المعوية، والتهاب الجلد وفي الطب الحديث تم اكتشاف أن الرمان يقي من فقر الدم، ويزيد من نضارة البشرة ويسهم في الوقاية من مرض السرطان وأمراض القلب وغيرها.
واستطرد ضياء وفي دراسة أجريت في الصين أكد الباحثون أن قشور الرمان تحتوي على نسب عالية من مضادات الأكسدة أكثر من التي تحتويها الحبوب.
وأكمل يوسف كما قرأت أن الهنود كانوا يجففون قشور الرمان ويستخدمونها لعلاج الكثير من الأمراض.
الرمان في القرآن الكريم
سأل الأستاذ منير ولكن من منكم يعرف آية في القرآن الكريم، ورد بها ذكر الرمان؟ أجاب براء ورد ذكر الرمان في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع، منها: قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾، وكذلك في قوله تعالى: ﴿فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ﴾.
أشاد الأستاذ منير قائلا: أحسنت يا براء، وفي الآية الأولى نلاحظ قوله تعالى: ﴿وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِه﴾، والمعنى: أنهما يتشابهان في الورق قريب الشكل بعضه من بعض، ويختلفان في الثمار شكلا وطعما، كما يدعونا الله ﷻ إلى التفكر في خلقه، وكيف أبدع الله هذه الأشجار من العدم، بعد أن كانت حطبا صارت عنبا ورطبًا ورمانًا، مما خلق تعالى من النباتات مختلفة الألوان والأشكال والطعوم والروائح، وكلها أدلة على كمال قدرة الخالق وحكمته. وفي الآية الثانية خص الله ﷻ عليه النخل والرمان بالذكر لشرفهما ومنفعتهما الجمة.
ردد جميع الأصدقاء: سبحان الله وفجأة دق جرس انتهاء الفسحة معلنا بدء الحصة الجديدة، وجه الأصدقاء الشكر إلى الأستاذ منير، الذي وعدهم باللقاء غدًا للحديث عن التين.