المنطق يقول إن الأضواء تلاحق نجوم الكرة أينما ذهبوا.. والعقل يؤكد أن من مصلحة أي شركة ترغب في استقطاب الأضواء إليها من خلال الأعمال الاستثمارية تبحث عن المكان الذي يعج بالأضواء.
وبناء على ذلك استندت شركات الاتصالات في عملية توجهها للرعاية والاستثمار الرياضي في السعودية مما جعل المسألة محصورة بين خمسة أندية فقط تحظى بالرعاية.
أنا لا ألوم شركات الاتصالات على توجهها هذا رغم ما يتردد بأنها لو لم تجد الفائدة المادية والدعائية لما التفتت أساسا إلى الأندية السعودية عامة وكرة القدم على وجه الخصوص.
الغريب في الأمر أن الصراعات التنافسية متروكة بين شركات الاتصالات دون أدنى تدخل من القطاعات الأخرى سواء كانت البنوك أو القطاعات الصناعية أو حتى كبرى شركات القطاع الخاص التي أدارت ظهرها جميعا لأحد أهم مصادر الدخل في العالم.
من المزعج جدا أن يكون لدينا مكانة اقتصادية مرموقة بين الدول وأنديتنا تبحث عن رعاة من خارج الوطن في سبيل دعم شبابنا الذين يعدون ثروة وطنية تسهم في البناء.
قد تؤخذ المسألة من باب أن الأندية الأخرى لا يمكن أن تقارن بالهلال والاتحاد والنصر والأهلي والشباب من ناحية المستويات أو المتابعة وهذا أمر فيه نوع من الصحة إلا أننا لو نظرنا إلى أن الأندية «المنسية» هي التي تغذي الكبار باللاعبين في مختلف الدرجات وكذلك تستطيع مقارعتهم والوقوف في وجوههم فإن هذا وحده يكفي للتفكير في رعايتها خاصة إذا ما نظرنا إلى النمو الكبير في القطاع الرياضي.
وأعتقد أن الفرصة مواتية للشركات للحصول على رعاية أندية بمبالغ تعتبر رمزية مقارنة بمصروفاتها الدعائية في الفضائيات والصحف بحيث تضمن هذه الشركات ظهورا مستمرا وتكسب سوقا يمثل مرتادوه أكثر من ثلاثة أرباع الوطن إلى جانب أن بإمكانها إعادة مبالغها المدفوعة من خلال فرض بنود للتحكم في إمداد الأندية الكبيرة باللاعبين.
بقلم: عوض الصقور