يُستخدم مصطلح العناية طويلة الأجل لوصف الخدمات المقدَّمة في المنازل، والمجتمع للبالغين اللذين يحتاجون إلى مساعدة للاعتناء بأنفسهم، وهناك عدة أنواع للرعاية طويلة الأجل، أكثرها شيوعاً الرعاية المنزلية؛ حيث يمكن لمساعدي الرعاية الصحية الشخصية أو المنزلية مساعدة المريض في الاستحمام، وارتداء الملابس، وغير ذلك من الاحتياجات الشخصية في المنزل، بالإضافة إلى التدبير المنزلي، واعداد الوجبات والتسوق، وتوفر ممرضات الصحة المنزلية الرعاية الطبية الأساسية في المنزل، مثل مساعدة المريض في تناول الأدوية.
وقد تكون الرعاية الطبية طويلة الأجل على هيئة دور رعاية مخصصة لكبار السن، وتلك التي توفر شققًا للإيجار مخصصة لكبار السن تحديداً؛ حيث تقدم بعض هذه الدور وجبات الطعام، ووسائل للتنقل، والأعمال المنزلية والأنشطة للمسنين، وكبار السن الذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية.
وكذلك هناك مرافق الرعاية الدائمة: حيث توفر هذه المرافق موظفين للمساعدة في تناول الأدوية والاستحمام وارتداء الملابس، وكذلك في اعداد الوجبات ووسائل النقل والأعمال المنزلية والأنشطة الاجتماعية، وقد تحتوي بعض مرافق الرعاية عالية الجودة على مراكز تجميل، بالإضافة إلى وسائل راحة أخرى.
ماذا تُعني الرعاية الطبية طويلة الأجل؟
يقول اخصائي العناية المركزة الدكتور “محمد حسين محمد”: أن فكرة الرعاية الطبية طويلة الأجل قد بدأت منذ الحرب العالمية الثانية تحديداً؛ حيث كان هنالك حاجة مُلحة لوجود أسرّة لرعاية المرضى في المستشفيات، ومن هنا تم نقل المرضى إلى بعض المنازل شديدة البدائية، والتي تحتوي على هيئة تمريضية بسيطة نوعاً ما.
وبعد مرور الحرب العالمية الثانية، أصبح هؤلاء المرضى في حاجة إلى رعاية طبية لإعادة التأهيل، ولذلك فاستمرت هذه المنازل تؤدي نفس الخدمة الطبية للمرضى، وكان هذا بالتزامن مع إنشاء فكرة الإنعاش الرئوي والقلبي من قبل طبيبين وهما “بيتر”، و “جيمس”، ومن هنا نشأت فكرة أن يكون هناك هيئة كاملة متكاملة تقوم على رعاية المرضى رعاية طبية كاملة، تحت إشراف فريق عمل طبي متكامل، والذي يشمل:
- أخصائيين في العناية المركزة.
- أخصائيين للتنفس.
- أخصائيين في العلاج الطبيعي.
- أخصائيين لمتابعة النطق والكلام، والبلع.
- أخصائيين في التغذية العلاجية.
- فريق تمريض متكامل.
ويحتاج إلى هذه الرعاية الطبية تحديداً مجموعة من المرضى، والذين قد تكون مشاكلهم الصحية بسيطة، أو متوسطة التعقيد، أو معقدة تماماً، والذين من أهمهم المرضى بعد الجلطات الدماغية، أو هؤلاء الأشخاص الذين قد تعرضوا لتوقف مفاجئ في عمل القلب؛ حيث توفر هيئات الرعاية الطبية طويلة الأمد رعاية تمريضية على مدار ٢٤ ساعة للذين يتعافون من مرض، أو إصابة ما كما وضح الدكتور “محمد”، وتعمل بوصفها مساكن طويلة الأجل على خدمة الأشخاص غير القادرين على رعاية أنفسهم، كما توفر الرعاية اللازمة في آخر مراحل الحياة، وتشمل الخدمات عادة المساعدة في تناول الطعام، وارتداء الملابس، والاستحمام، ودخول المرحاض، وكذلك العناية بالجروح والعلاج التأهيلي.
واقرأ هنا أيضًا: ما هو الطب الإنعكاسي
ومن الجدير بالذكر أنه قد تكون حالة المريض تستدعي أن يظل في المستشفى ليتلقى الرعاية الطبية طويلة الأجل، أو قد تكون لدى المريض رغبة حقيقية في المكوث في المنزل مع تقديم له الرعاية الطبية اللازمة من قبل أخصائيين الرعاية الطبية طويلة الأجل، مع أهمية أن يتم إمداد المريض بالأجهزة اللازمة له داخل المنزل، والتي أهمها أجهزة لقياس النبض، والضغط، ولقياس نسبة الأكسجين في الدم أيضاً، ويتم التواصل مع أهل المريض بشكل مستمر، وبشتى الطرق، ذلك إلى جانب تعليم الأهل الأساسيات التي يمكن من خلالها رعاية المريض.
وعلى الرغم من كون الرعاية الطبية طويلة الأجل عالية التكلفة نوعاً ما إلا أنه هناك بعض الأنواع منها الحكومية، والبعض الآخر تابع لهيئات الجيش والشرطة، ذلك بالإضافة إلى وجود بعض الجمعيات الخيرية التي تقدم الرعاية الطبية طويلة الأجل بتكاليف بسيطة جداً، بل قد تصل أحياناً إلى أن تكون مجانية.