نزيف الأنف أو الرُّعاف من أحد الأمراض التي تصيب الكثير من الأشخاص، حيث نجد الشخص ينزف دمًا من أنفه بشكل فجائي وبدون أي أسباب واضحة، وللرُعاف العديد من الأسباب التي قد تكون من عوامل خارجية أو أمراض داخلية لدى المصاب، فما هي هذه الأسباب وكيف يتم علاجها وما هي عوامل خطورة الإصابة بالرُعاف، كل ذلك سنتعرف عليه في مقالنا.
المقصود بالرعاف وأسبابه
الرُعاف كما عرفه أخصائي الأنف والأذن والحنجرة “د. صهيب الحلايقة” هو النزيف الذي يحدث عن طريق الأنف، ويكون غالبًا فجائي بدون سابق إنذار، ويكون أمامي فنجد المصاب ينزف دمًا من أنفه أو أن يكون خلفي فيشعر المريض بأنه يبلع دمًا، و٩٠٪ من الرُعاف هو النزيف الأمامي.
وأسباب الرُعاف متعددة ويمكن حصرها في الآتي:
أسباب موضعية
- الإصابة أو اللعب بالأنف فيتسبب الشخص في جرح أنفه لكثرة الشعيرات الدموية في الأنف.
- جفاف الأنف لذلك تزيد حالات الرعاف في درجات الحرارة العالية.
- التهاب أنسجة الأنف.
- أورام التجويف الأنفي.
- ثقب في حاجز الوتير الأنفي.
أسباب عامة
- مشاكل الدم مثل الهيموفيليا.
- الأمراض الوراثية مثل توسع الشعيرات الدموية.
- بعض الأدوية كالمميعات وغيرها.
- المناعة الضعيفة.
- مشاكل الكلى أو الكبد.
- ارتفاع الضغط.
متى يصبح الرُعاف خطيرًا؟
إذا أصاب الرُعاف الأطفال أقل من سنتين أو كبار العمر فوق السبعين سنة ومرضى الضغط والسكري والقلب كذلك فعلى كل هؤلاء استشارة الطبيب لمعرفة الأسباب وعلاجها، وكذلك إذا صاحب الرُعاف نبضات قلب عالية أو شعور بضيق في التنفس أو شحوب بالوجه فكل هذه علامات تعطينا إشارة أن المصاب دخل بمضاعفات لا سمح الله بسبب الرُعاف، وفي حالات النزيف المتكرر كذلك يجب مراجعة الطبيب لمعرفة السبب ومعالجته.
الاسعافات الأولية للتخفيف من الرُعاف
هناك الكثير من المعتقدات الخاطئة حول الإسعافات الأولية للرُعاف حيث نجد الأم برفع رأس الطفل للأعلى عند نزف الأنف وهذا أمر خاطئ.
فأول خطوة عند إصابة الطفل بالرُعاف أن يجلس الطفل في حضن الأم بحيث تنظف الأم أنف الطفل من الكتل الدموية الموجودة به بمنديل ومن ثم تُنزل رأس الطفل للأسفل وتضغط على المنطقة الغضروفية من أنف الطفل لمدة ١٠- ١٥ دقيقة، لضمان عدم دخول الدم للمجرى التنفسي، أما إذا أستمر النزيف لأكثر من ٢٠ دقيقة علينا الرجوع للطبيب فورًا.
أسباب النزيف من الجهة الخلفية للأنف
النزيف من الجهة الخلفية غالبًا يكون بسبب الأورام السرطانية حيث تكون هناك كتلة سرطانية في التجويف الخلفي للأنف وتسبب تقرحات على الشريان.
لكن هذا ليس شرطًا فيمكن أن تكون أسباب النزيف من الجهة الخلفية هي نفس أسباب النزيف من الجهة الخلفية ولكنها تكون بنسبة قليلة جدًا في الأطفال خاصة ~ حسبما ورد على لسان ” د. الحلايقة” في ذلك.
طرق علاج نزيف الأنف المتكرر
العلاج أولًا يكون بتنفيذ الإسعافات الأولية التي تم ذكرها أولًا، أما إذا أستمر النزيف فعلينا مراجعة الطبيب ويكون العلاج هنا باللجوء لعدة أمور، فيمكن أن يكون العلاج بأحد الطرق الآتية:
العلاج بالكي لمنطقة الرعاف ويكون
- كي كيميائي “بارد” ويتم عن طريق تحديد مكان النزيف وكي المنطقة حول الشريان النازف لوقف التغذية الدموية له.
- الكي بالليزر.
- العلاج بوضع فتيلة بالأنف حيث تقوم بعمل ضغط على الأوردة الدموية المسببة للنزيف وبالتالي تقوم بإيقاف النزيف، ويتم ترك الفتيلة من يوم إلى ٥ أيام حسب حدة النزيف.
- العلاج الجراحي ويكون عن طريق عملية ربط للشريان النازف، ومن أحد العلاجات التي أثبتتها الدراسات الحديثة هي عملية تعديل انحراف الوتيرة الأنفية حيث أنها تساعد في تقليل وإيقاف النزيف.
- العلاج بالأشعة التداخلية حيث يتم الدخول بهذه الأشعة لمكان النزيف وعمل إغلاق بالكوي للشريان النازف، ولكننا لا نلجأ لهذه الطريقة لأن مضاعفاتها خطيرة فقد تسبب فقدان للنظر أو جلطات دماغية.
طرق الوقاية من الرُعاف
انهى ” د. صهيب الحلايقة” حديثه أن الوقاية خير من العلاج، لذلك علينا اتباع بعض التعليمات لتجنب الإصابة بالرُعاف أو نزيف الأنف وهي:
- استعمال مرطبات الأنف بشكل مستمر لتجنب جفاف الأنف، أو استخدام الفازلين الطبي لترطيب الأغشية المخاطية.
- علاج السبب المخفي فمثلًا لو أن المريض يشتكي من مشاكل بالكلى أو الكبد أو قلة في الصفائح الدموية، فعلاج السبب يُجنبنا خطر الإصابة بالنزيف.
- استعمال بخاخات الأنف بطريقة صحيحة حيث لا يجب استعمال البخاخة في اتجاه حاجز الوتيرة الأنفي، والصحيح أن يتم استعمال البخاخة في اتجاه العين وليس العكس.