لماذا تزيد مشكلات العيون في فصل الربيع؟
أشار الدكتور “إبراهيم سعيدات” استشاري طب وجراحة العيون إلى أن فصل الربيع من الفصول الرومانسية الجميلة التي يحلو فيها التنزهات والرحلات، إلا أن تفتُّح الأزهار وتقلبات الرياح يجعله من أسوء فصول السنة طبيًا حيث تكثر فيه أمراض الحساسية بشكل عام وحساسية العين بشكل خاص.
لماذا يُصاب البعض بحساسية العين في الربيع بشكل أكبر من البعض الآخر؟
أمراض الحساسية ناتجة في كثير من الحالات المرضية عن الإستعداد الجيني الوراثي، فلا عجب من مشاهدة عائلات كاملة مصابة بالحساسية، وتختلف مناطق التحسس من شخص لآخر فالبعض يُصاب بحساسية القصبات الهوائية، والبعض الآخر تتحسس عنده الأنف، وقسم ثالث تظهر أعراض الحساسية فيه على العين.. وهكذا. ومن ناحية أخرى نجد أن البعض بعيد عن أعراض الحساسية، والبعض الآخر يُصاب بالحساسية من العديد من المؤثرات، وكل هذا من الأدلة الدامغة على الإرتباط الكبير بين العامل الوراثي وأمراض الحساسية.
وأكد “د. إبراهيم” على إختلاف أمراض الحساسية من منطقة جغرافية إلى منطقة جغرافية أخرى لإختلاف وجود المؤثرات التحسسية، فمنطقة الشرق الأوسط مشهورة بأنواع من الحساسية لا تتوافر في المنطقة الأوروبية، وذلك لوجود أنواع معينة من النباتات غير موجوده هناك، إلى جانب ما تشتهر به المنطقة العربية من العواصف الترابية والغبار، وكذلك لتميز المنطقة العربية بالجو الجاف الغير رطب، فكلها عوامل مساهمة في تباين أنواع الحساسية من مكان إلى آخر.
ما هي أنواع الحساسية التي تُصيب العين في فصل الربيع؟
نبه “د. إبراهيم” على إمكانية تصنيف الحساسية التي تُصيب العين في الربيع إلى ثلاثة أنواع هي:
• تحسس ما حول العين أي الجفن، وتُسمى أيضًا إكزيما الجفن، وتُصاب بها النساء أكثر من الرجال، ومن أعراضها:
1. حكة الجفن.
2. وجود قشور بيضاء على الجفن.
3. ظهور تجاعيد على جلد الجفن.
• تحسس العين البسيط، وتُعرف أيضًا باسم حساسية الربيع البسيطة، وهي من أنواع الحساسية الموسمية التي تظهر في فصل الربيع نتيجة للتأثر بأنواع معينة من الزهور ولقاحات النباتات التي تنتشر في الهواء في هذا الوقت من العام تحديدًا، وقد تستمر الإصابة بهذا النوع من الحساسية لعدة أيام أو لعدة أسابيع، ومن أعراضها:
1. الحكة.
2. الإحمرار.
3. إنتفاخ العين.
4. تجمع السوائل في العين.
5. عدم الراحة وتشوش الرؤية.
• الرمد الربيعي، وهو أشد أنواع التحسس، ويُصيب الأطفال عادةً وخصوصًا في سن الثلاث سنوات، ومن الممكن أن تُصاب به الفئات العمرية الأكبر حتى 20 سنة، وإذا لم يُعالج بطريقة صحيحة أو أُهمل علاجه قد يتطور إلى مضاعفات صحية طويلة الأمد والتي قد تؤثر على جودة النظر، ومن أعراضه:
1. الإحمرار الشديد.
2. الحكة الشديدة.
3. تورم الجفون وإلتهابها بالكامل.
4. خروج إفرازات من العين.
5. وجود حبوب في الجفن من الداخل بحجم حبة السمسم.
6. وجود كتل حول الجزء الملون من العين.
7. الشعور بالألم والإنزعاج عند فتح العين أو تحريك الجفن.
وتابع “د. إبراهيم سعيدات” قائلًا: النوعان الأول والثاني من الحساسية تختلف درجة شدة الإصابة بهما، ويتحدد البرنامج العلاجي لكل منهما بناءًا على شدة الأعراض وإستمراريتها، فإكزيما الجفن البسيطة قد تُعالج فقط بالمرطبات الموضعية، لكن مع شدتها قد يتطلب الأمر وصف الأدوية بمعرفة الطبيب. وكذلك التحسس البسيط قد لا يتطلب علاجه سوى قطرات بسيطة مضادة للهيستامين للتخفيف من الإحمرار والحكة إلى جانب وضع ضمادات الماء البارد على العين.
أما النوع الثالث وهو الرمد الربيعي فيحتاج إلى متابعة الطبيب من البداية لأن القصور في علاجه أو معالجته بشكل خاطيء قد يتبعه تلف دائم للعين والنظر كما سبق وأن ذكرنا، وعادة ما يتركز علاج الرمد الربيعي في الآتي:
1. تجنب كل المؤثرات التي تتحسس منها العين سواء كانت نباتات أو أطعمة أو غبار… إلخ.
2. وضع ضمادات الماء البارد على العين.
3. عدم حك العين نهائيًا.
4. وضع النظارات الشمسية وأغطية الرأس المزودة بغطاء للعين (الكاب).
5. وبالنسبة للعلاج الدوائي فيبدأ بالقطرات المضادة للهيستامين، وقد يتطور إلى القطرات المحتوية على الكورتيزون وهو ما يتطلب المتابعة الدقيقة للمريض وعدم الإفراط في الإستخدام لتجنب مضاعفات الكورتيزون على العين من حيث إرتفاع ضغط العين وظهور الماء الأبيض، وإذا لم تتحسن الحالة الصحية قد يصف الطبيب الأدوية المثبطة للمناعة.
ما الفرق بين حساسية العين وإلتهاب العين؟
الإلتهاب كلمة عامة تشمل مجموعة كبيرة من الأعراض الصحية التي تظهر على العين وعلى باقي الجسم أيضًا مثل الإحمرار والشعور بالأوجاع وإرتفاع درجة الحرارة وتعطل بعض الوظائف الحيوية للأعضاء، والإلتهاب في العادة ناتج عن الفيروسات أو البكتيريا أو المواد الكيماوية. أما التحسس فهو جزء من الإلتهاب لإشتماله على مجموعة بسيطة من أعراض الإلتهاب تظهر فقط على المنطقة المصابة بالحساسية، كما أنه في الغالب ما يكون ناتج عن مثيرات خارجية بعيدة كل البعد عن الجراثيم والبكتيريا، وإن كان لا ينفي هذا أثر الفيروسات في الإصابة بالحساسية.
هل ترتبط حساسية العين بأية أمراض عضوية في الجسم؟
اختتم “د. إبراهيم” حديثه مشيرًا إلى أنه على إعتبار أن الحساسية نوع خاص من الإلتهاب فمن الوارد حدوثها لسبب ما داخل الجسم لأن كثير من الإلتهابات مصدرها من داخل الجسم، فكثير من الفيروسات المسببة لإلتهابات الحلق يمكن لها أن تتسبب في إلتهابات العين، ومن ناحية أخرى قد تكون إلتهابات العين مقدمة لمضاعفات صحية أخرى داخل الجسم، والفحص الطبي الدقيق هو المُحدد لكل هذه الأمور.