في الثامن عشر من شهر ديسمبر سنويًا تُحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم “اليونسكو” اليوم الدولي للغة العربية، وذلك إدراكًا منها بدور اللغة العربية المهم في حِفظ ونشر حضارة الإنسان وثقافته.
واحتفال هذا العام يأتي بعنوان “الذكاء الاصطناعي واللغة العربية” بهدف معرفة قدرة الذكاء الاصطناعي على التعامل مع اللهجات العربية المتعددة وكشف العلاقة الممكنة بين الذكاء الاصطناعي واللغة العربية، وهذا ما سنتحدث عنه في مقالنا التالي.
كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على اللغة العربية؟
بدأ أستاذ الذكاء الاصطناعي بجامعة عين شمس ” الدكتور / ابراهيم فتحي” حديثه بأن اللغة العربية هي أحد اللغات الطبيعية كغيرها من اللغات الأخرى، وهذا المجال نسميه معالجة اللغة العربية، وهناك تطبيقات عدة تُستخدم في هذا المجال.
فيمكن عمل روبوت يتكلم باللغة العربية، وهذا المجال يسمى معالجة تطوير اللغات الطبيعية، فمثلا عند البحث في محرِّك البحث جوجل عن شخصية عربية يدعى هذا التطبيق بتطبيق استرجاع المعلومات، وهناك تطبيقات أخرى كترجمة النصوص.
فالذكاء الاصطناعي يعد من أحد العلوم المتخصصة والتي يساعدها بعض العلوم الأخرى، وكلمة معالجة هنا تعني استخدام احد النصوص باللغة العربية وتلخيصها، فمعالجة تطوير اللغات الطبيعية يمكن تعريفها بأنها فهم وإنتاج النصوص سواء كانت نصًا أو صوتًا.
كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تخطي اللغة العربية!
تُقسم اللغة العربية إلى ثلاث أنواع:
- لغة القرآن وهي اللغة التقليدية أو الكلاسيكية.
- اللغة الحديثة.
- اللغة العامية وهذه تختلف من بلد لبلد وأحيانًا من منطقة لمنطقة.
واللغة العربية هي لغة غنية بالكثير من المرادفات، وبالتالي استخدام اللغة العامية في الذكاء الاصطناعي يزيد اللغة العامية، فالذكاء الصناعي يتعاون كعلم مع علوم اللغة المختلفة كعلم المنطق والإحصاء والرياضيات ليصبح قادر على معالجة اللغة العربية.
نسبة محافظة الذكاء الصناعي على مفردات اللغة العربية
يجب أن يكون هناك جهود عربية تحافظ على قيمة اللغة العربية، فيجب أن يكون متوفر محتوى عربي من الأبحاث والرسائل العلمية، كما يجب التدريس باللغة العربية، حيث أخذت وزارة التربية والتعليم المصرية خطوة في هذا المجال بالتعاون مع بنك المعرفة المصري.
حيث تقوم بنشر البحث باللغة العربية ولكن يكون العنوان باللغة الإنجليزية ليتم استخدامه من الآخرين، فكلما كان مكنز (محتوى) اللغة العربية كبير نستطيع عمل معاجم للغة العربية منه، ويمكن من هذه المعاجم عمل أدوات مختلفة ونشرها ليستخدمها الباحثين.
وهذا نجده بالفعل منتشر بشكل كبير في اللغة الإنجليزية فنجد معاجم باللغة الانجليزية ولها أدوات كثيرة وهي مجموعة من البرمجيات تساعد الباحث في عمل برنامج كتلخيص النصوص أو الترجمة الآلية واسترجاع المعلومات حسبما ذكر “د. فتحي”.
مدى نجاح استخدام هذه التكنولوجيا مع اللغة العربية
يجب التعامل مع الذكاء الاصطناعي على أنه أداء لتكملة الإنسان، تمامًا مثل الآلة الحاسبة في الإنسان فهي أداة يستخدمها الإنسان لتسريع العمليات الحسابية والتقليل من نسبة الخطأ قدر المستطاع.
وبالتالي أصبحنا نفضل كأساتذة جامعات تعليم الطلبة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في كل مجالاتهم، وبالتالي يمكنهم ذلك من عمل ابتكار ما وحل مشكلات أكبر باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي.
سبب تأخّر الذكاء الاصطناعي في استخدام اللغة العربية
اختتم ” د. إبراهيم فتحي” حديثه بأن مراحل تطبيق أي برنامج يستخدم اللغة العربية تكون بفهم البرنامج لجميع الكلمات حيث يستطيع تحليل الجمل وإعرابها فيقوم بفهم المعنى المطلوب.
فضعف وجود مكانِز وأدوات ومعاجم للغة العربية هو السبب في تأخر الذكاء الاصطناعي في استخدام اللغة العربية، فنحن كدول عربية نحتاج فرض محتوى وتوفير أدوات وموارد لتطوير استخدام الذكاء الاصطناعي في استخدام لغتنا العربية الجميلة.