الذئبة الحمراء هو مرض جلدي مزمن، وله علاقة بالمناعة الذاتية، يصيب أجزاء الجلد أو معظم أجزاء الجسم.
كما أن مرض الذئبة الحمراء يصيب جميع أجزاء الجسم، ويظهر على الجلد، وله مسميات أخرى كثيرة، والصفحة المميزة لهذا المرض أنه يظهر باللون الأحمر على شكل فراشة، ويكون على جسر الأنف، ويمتد إلى منطقة الخدين.
أسباب الإصابة بمرض الذئبة الحمراء
يقول الدكتور نائل محمد، استشاري أمراض الجلدية، مرض الذئبة الحمراء هو مرض مناعي ذاتي، ويحدث فيه أن الجهاز المناعي يهاجم الجسم نفسه، ويهاجم النسيج الضام، وهذه الأنسجة موجودة في جميع أجزاء الجسم، وسبب هذا المرض الحقيقي غير معروف حتى الآن.
ولكن هناك سبب جيني، وسبب هرموني، وسبب بيئي، والجيني يعني أن الجسم لا بد أن يكون لديه الاستعداد لهذا المرض.
ويكون هناك محفزات تجعل الجهاز المناعي يقوم بمهاجمة الجسم، ومن هذه المحفزات التعرض للأمراض، أو التعرض للشمس لفترات طويلة، حيث أن التعرض للشمس يُحدث تغيير في تركيب بعض الخلايا، فيحفز الأجسام المضادة على مهاجمة الجسم، وأيضاً الضغط النفسي والارهاق والتدخين له دور في ذلك، والتعرض لبعض الأدوية.
مرض الذئبة الحمراء له طيف كبير من المرض، هناك طيف يصيب الجلد فقط، ويتم علاجه بالكورتيزون الموضعي، وطيف آخر يصيب جميع أجزاء الجسم.
وقد يحدث طفح جلدي، والطفح الجلدي يزيد في الأماكن التي تتعرض للشمس، وقد يصيب هذا المرض الشعر، فيحدث تساقط عام في الشعر.
ويصيب الأوعية الدموية الدقيقة، في دي إلى تغيير لون الأصابع، في معظم الأحيان يُحدث مرض الذئبة الحمراء حمى، وارتفاع شديد في درجة الحرارة، وإرهاق شديد، وآلام في المفاصل والعضلات.
وقد يصيب نسيج الرئة، وعشاء القلب، أو عضلة القلب نفسها، وقد يحدث مضاعفات خطيرة، منها الفشل الكلوي.
لذلك من المهم جداً التشخيص الجيد لهذا المرض، وهذا المرض مزمن، ولكنه يمر بفترات زيادة في حدة المرض، ثم تقل هذه الأعراض إلى أن تختفي، وهذا المرض تختلف أعراضه من شخص لآخر.
علاج مرض الذئبة الحمراء
تابع “د. محمد” الأدوية تقلل من شدة الأعراض وتخفف من الألم، ويتم من خلالها السيطرة على المرض، ومنع حدوث أي مضاعفات مثل الأمراض العصبية، والتشنجات.
لذلك يجب التشخيص والعلاج المبكر لهذا المرض، ويجب الاهتمام بمعرفة التاريخ المرضي للمريض عند التشخيص، ثم الكشف على جميع أجزاء الجسم، ثم إجراء مجموعة من التحاليل، فنجد أجسام مضادة في تحليل الدم، ونسبة ٩٠٪ من هؤلاء الأشخاص يحملون مرض الذئبة.
وهناك أجسام مضادة معينة تعطي إيحاء بإصابة في مكان معين في الجسم، وهناك تشخيص آخر عن طريق أخذ وخزة لحمية من الجسم، وتعتمد على تعرض هذا المكان للشمس، وهذه الوخزة اللحمية تعطي إيحاء بالمكان الذي سوف تحدث فيه إصابة في الجسم.
مرض الذئبة الحمراء منتشر، ويصيب جميع الأشخاص، رجال ونساء وأطفال، ولكن نسبته تكون عالية في النساء، وتكون المشكلة هرمونية، ويفضل عدم حدوث حمل في فترة الإصابة بمرض الذئبة الحمراء شديدة التأثير، لأن الطفل قد يتأثر، وقد تحدث ولادة مبكرة.
ولكن هناك بعض التحاليل والكشوفات تحدد مدى خطورة الحمل في هذا الوقت، وفترة الاصابة عند السيدات تكون من عمر ١٥ إلى ٤٥ عام.
وهناك نوعان من الذئبة، نوع يصيب الأطفال، والذئبة التي تصيب الأطفال تكون بسبب الأم، إما أن تكون الأم مصابة بالذئبة، أو يتوقع إصابتها في المستقبل.
ونوع من الذئبة يصيب الطفل بعد الولادة مباشرة، وتختفي أعراضه بعد فترة تصل من ٥ إلى ٦ أشهر، ونوع آخر للأشخاص المتقدمين في العمر، وتكون الأعراض في الرئة، ويكون المرض مصاحب لاستخدام بعض أنواع الأدوية.
في الحالات البسيطة من مرض الذئبة الحمراء، يتم استخدام الكورتيزون الموضعي، وهناك بدائل للكورتيزون، يؤدي عمل الكورتيزون ولكن مشاكله الجانبية تكون أقل.
ولكن عند استخدامه لفترة طويلة يسبب بعض المشاكل، منها ضمور في الجلد، وتغيير لون الجلد وسُمكه، وهناك أدوية ضد الالتهاب بدون كورتيزون، وتستخدم لتقليل الألم، وخفض الحرارة.
ويتم استخدام الكورتيزون بجرعات كبيرة عندما تزداد شدة المرض، فهو يسيطر على المرض بدرجة كبيرة، ولكن عند تحسن المريض يجب التقليل من جرعة الكورتيزون.
وهناك أدوية حديثة تحتوي على نسبة من السموم، وهي تفيد المريض ولكن تكون لها آثار جانبية وتحدث أضرار أخرى، والعلاج الآمن لهذا المرض سوف يكون متوفر خلال الأربع سنين القادمة.
وأخيراً، مرض الذئبة الحمراء هو أقرب لأمراض الروماتيزم، ولكن تحديد تخصص الطبيب يكون على حسب المكان المصاب، فمثلا عند إصابة المرض للجلد، يجب استشارة طبيب جلدية.
وعند إصابة الكلى، يتم استشارة طبيب الكلى، وعند إصابة المرض للقلب، يتم استشارة الطبيب المتخصص لأمراض القلب.