أتعرف من قائل هذه العبارة “يا بني فهر، يا بني عدي“؟
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: لما نزلت ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾ صعد النبي ﷺ على الصفا، فجعل يُنادي «يا بني فهرٍ، يا بني عدي» حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولاً لينظر ما هو فقال «أرابتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تُغير عليكم، أكنتم مُصدقي؟» قالوا: نعم ما جربنا عليك إلا صدقاً قال «فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد» فقال أبو لهب: تباً لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟ فنزلت ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ | مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ﴾.
قال تعالى ﴿فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ | وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ | وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ | فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ | وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ | الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ | وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ | إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾.
معاني الكلمات
- اخفض جناحك: تعني ألِن جانبك وكلامك تواضعاً.
- حين تقوم: أي تصلي الليل وحدك.
تفسير الآيات
فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ: أي فلا تعبد مع الله معبودًا غيره فينزل بك من العذاب ما نزل بهؤلاء الذين عبدوا مع الله غيره، وهذا يوضح أن الشرك من أعظم الذنوب.
وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ: أي حذر من عذابنا الأقرب فالأقرب من قومك.
وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ: وأَلِن جانبك وكلامك تواضعاً ورحمة لمن ظهر لك منه إجابة دعوتك.
والآيتان تدلان على أن:
- البدء في الدعوة بالأقارب لأن حقهم أعظم وصلتهم أوجب.
- وجوب لين الجانب والتواضع لأهل الإيمان.
فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ: أي فإن خالفوا أمرك ولم يتبعوك فتبرأ من أعمالهم وما هم عليه من الشرك والضلال.
وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ: أي فوض أمرك إلى الله العزيز الذي لا يُغالَب ولا يقهر.
﴿الرَّحِيمِ﴾: الذي لا يخذل أولياءه، وهو ﴿الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ﴾ للصلاة وحدك في جوف الليل، ﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾: ويرى تقلُبك مع الساجدين في صلاتهم معك قائماً وراكعاً وساجدًا وجالساً.
إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ: لتلاوتك وذكرك.
الْعَلِيمُ: ببينتك وعملك.
إرشادات الآيات
ترشدنا الآيات أن على المؤمن أن يفوض أمره إلى الله ولا يخاف أحدًا سواه، وذلك لا يعارض الأخذ بالأسباب.
أن يحرص المؤمن على زادٍ كبيرٍ من صلاة الليل.
الآثار السلوكية التي نتعلمها من الآيات
من الآثار السلوكية:
- الإخلاص في العمل لله.
- صلة الرحم.
- الإكثار من صلاة الليل.