قال أنس –رضي الله عنه– كان غلام يهودي يخدم النبي ﷺ فمرض فأتاه النبي ﷺ يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له ﷺ «أسلِم»، فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له: أطع أبا القاسم، فأسلم، فخرج النبي ﷺ وهو يقول الحمد لله الذي أنقذه من النار.
وجوب الدعوة إلى التوحيد
الاستفادة من هذه القصة هي الدعوة إلى التوحيد، فقد أمرنا الله ﷻ بوجوب الدعوة إلى التوحيد، ودليل ذلك قوله ﷻ ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾.
- المقصود بـ سبيلي: أي طريقي.
- بصيرة: أي على علم.
التوحيد هو أول ما يجب أن يُدعى إليه الناس
التوحيد هو أساس الدين، وهو أهم ما يجب أن يعتني به الدعاة إلى الله ﷻ لحديث عبد الله بن عباس –رضي الله عنهما– قال: قال رسول الله ﷺ لمعاذ بن جبل –رضي الله عنه– حين بعثه إلى اليمن «إنك ستأتي قوماً أهل كتاب فإذا جئتهم فادعوهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتقِ دعوة المظلوم، فإنه ليس بينه وبين الله حجاب».
- أهل الكتاب: هم اليهود والنصارى.
- ويقصد بكلمة كرائم: أي جمع كريمة، وهي خيار المال.
شروط الدعوة إلى التوحيد
- الشرط الأول: الإخلاص لله في دعوته، قال ﷻ ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ﴾.
- أما الشرط الثاني: فالمتابعة لرسول الله ﷺ.
أسباب بداءة الدعوة بالتوحيد
- أن التوحيد هو أول الواجبات.
- أن التوحيد هو مفتاح الدخول في الإسلام.
- أن الله ﷻ لا يقبل أي عمل وإن كان في ظاهره صالحًا إلا بالتوحيد.
- أن الدعوة إلى التوحيد هي منهج الأنبياء والمرسلين –عليهم السلام–.