يصبحني كل يوم بنكتة إما «قديمة» فأحاول بكل ما أوتيت من صبر أن أضحك منها بأثر رجعي! أو «سمجة» فأشد كل عضلات وجهي حتى أصنع له ابتسامة صفراء نظير جهده المبذول! أو «طويلة» فأستجمع كل صبري لأتظاهر بالإنصات له قبل أن يباغتني بضحكته المجلجلة إعلانا بانتهائها، فأصبح مضطرا لمشاطرته الضحك على الـ«لاشيء»!
أما اليوم أيها السادة فقد قال شيئا مختلفا، حتى وهو يظنها نكتة، قال كلاما كبيرا حتى وهو يعتقدها كغيرها من الحكايات، إليكم ما قاله:
يحكى أن تاجرا عزم على إنشاء مدينة ترفيهية في قريته، وحين اكتمل المشروع لم ينس أن يضع لافتة كبيرة توضح أنه يجب دفع 50 ريالا لكل من تسول له نفسه الدخول، ولأن أهل تلك القرية كانوا يعلمون يقينا أن كل ما بداخل تلك المدينة الترفيهية لا يستحق أن تدفع له 20 ريالا فما بالك بـ 50؟ فقد عزفوا عن دخولها، ما أجبر التاجر على ممارسة أولى أساليب التنازلات فـشاهد أهالي القرية في الغد إعلانا من نوع «واحد والثاني مجانا، عائلة والأخرى مجانا، لعبة والخمس الأخرى مجانا»..
إلا أن أهالي القرية كانوا أعلى وعيا من أن تنطلي عليهم تلك الحيلة، فصمموا على المقاطعة إيمانا منهم أن لا شيء يستحق المبلغ المدفوع، الأمر الذي هدد بسقوط المشروع وفشله، فعمد التاجر الجشع إلى الأسلوب الثاني من أساليب التنازلات بعد الاستعانة بصديقه «الشيطان» الذي وسوس له بوضع «لافتة» أكبر من السابقة بالنص التالي «بشرى سارة لكل أهالي القرية.. الدخول مجانا، بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية».
استبشر أهالي القرية لانصياع التاجر لرغباتهم فتوافدوا على مدينته الترفيهية حتى آخر طفل منهم، وحين اطمأن التاجر والشيطان أن كل من في القرية أصبح داخلها، أقفلا بابها الخارجي بإحكام ثم ثبتا بإحكام أكبر لافتة عرفها التاريخ بالنص التالي «الخروج بـ500 ريال»!
هذه ليست نكته أيها السادة هذه حقيقة ستقرؤونها هنا في الغد بإذن الله!
بقلم: ماجد بن رائف
وقد يروق لك الاطلاع على: أنواع النصب والاحتيال اللي شربناها
أيضًا: سأستقيل من أجل الإعانة!