كما نعرف جميعاً فإن الأشخاص الذين يأخذون علاج الكورتيزون يكتسبون وزن زائد ولكنهم بعد التوقف عن أخذه فإنهم يحتاجون لحمية غذائية معينة حتى يمكنهم فقدان الوزن مرة أخرى ولكن هذه الحمية لها أصول معينة حتى تكون ناجحة معهم وتساعدهم على التخلص من السوائل والأملاح المحبسة في جسمهم نتيجة أخذ حبوب الكورتيزون لفترات طويلة.
ما هو الدايت المناسب ما بعد الكورتيزون؟
ذكرت الدكتورة رند الديسي ” أخصائية التغذية العلاجية ” أن هناك العديد من الأشخاص الذين يستعملون أدوية الكورتيزون وهم من يعانون من التهابات معينة أو قصور في عمل الغدة الدرقية على سبيل المثال.
إلى جانب ذلك، يميل هؤلاء المرضى الذين يأخذون أدوية الكورتيزون إلى زيادة الوزن أكثر من اللازم بسبب احتباس السوائل والأملاح في الجسم، لذلك من الضروري معرفة كيفية التعامل غذائياً خلال فترة العلاج بالكورتيزون.
أثبتت الدراسات أن 70% من الحالات التي تعتمد على أدوية الكورتيزون يعانون من زيادة الوزن بعد الانتهاء من الجرعات اللازمة وهذا لعدة أسباب منها أن الكورتيزون يعمل على احتباس السوائل في الجسم لأنه يغير من نسب المعادن والأملاح في الجسم مما يساعد على تغيير نسب الصوديوم في الجسم بالإضافة إلى السوائل، كما أنهم يفقدون نسب أعلى من البوتاسيوم الذي يساعد على تقليل الأملاح الموجودة في الجسم.
بالإضافة إلى ذلك، يعمل الكورتيزون على تغيير الأيض في جسم الإنسان مما يساعد على تغيير طرق استهلاكنا واستعمالنا للنشويات والأحماض الأمينية والبروتينات مما يؤدي إلى زيادة الوزن – وفق ما تراه أخصائية التغذية العلاجية.
تابعت ” رند ” تختلف أشكال زيادة الوزن عند حالات الكورتيزون أولها احتباس السوائل والأملاح في الجسم بجانب تغير نسب الدهون في الجسم والتي من أهمها منطقة البطن والوجه والرقبة بالإضافة إلى أن مرضى السكري الذين يُعالجون بالكورتيزون يحدث لهم زيادة في الوزن بسبب تغيير نسب السكر في الدم مع مراعاة تغير الشكل الخارجي للجسم وهذا يتم للأشخاص الذين يأخذون 7.5 ملجم من الكورتيزون لمدة تزيد عن شهرين طبقاً لإحدى الدراسات الطبية.
هل يمكن للكورتيزون أن يؤذي الجسم على المدى البعيد؟
بالطبع يمكن لاحتباس السوائل والأملاح نتيجة تناول جرعات الكورتيزون لمدة طويلة أن يؤذي الجسم كما أننا نلاحظ ارتفاع في نسب السكر في الدم نتيجة الكورتيزون بالإضافة إلى أن الأملاح والسوائل تضغط على الكُلى ومسألة فلترتها للسوائل بصفة دورية بجانب أن السوائل والأملاح تؤثر على الشرايين الدقيقة الموجودة في الجسم مما يتسبب في ظهور الدوالي بعد العلاج بالكورتيزون، لذلك يجب علينا قبل أخذ حبوب الكورتيزون التأكد من ضرورة أخذ هذه الحبوب مع إمكانية استعمال بخاخة الكورتيزون التي تؤثر على الرئة فقط ولا تؤثر على باقي الجسم، وهنا يظهر دور الطبيب في تحديد ما إذا كان المريض بالالتهاب بحاجة إلى الكورتيزون من عدمه مع إمكانية وصف بديل للكورتيزون.
إلى جانب ذلك، خلال فترة العلاج يحدث هنالك زيادة في الشهية لدى الشخص الذي يعتمد على أخذ حبوب الكورتيزون ومن ثم يجب تقليل كمية الوجبة التي نتناولها مع ضرورة توزيعها على فترات أكبر خلال اليوم مع ضرورة استهلاك السوائل بنسبة أكبر حتى نساعد أجسامنا في التخلص من الأملاح الزائدة والسوائل المحبسة بجانب أهمية أخذ البوتاسيوم على شكل مكمل غذائي والذي يساعد في تخفيض نسب الأملاح في الجسم ويؤدي كذلك إلى تقليل نسب الصوديوم.
أردفت ” الديسي “: يمكننا اتباع نظام غذائي خالي أو قليل بالنشويات لأن ذلك يساعد على التقليل من نسب السوائل في الجسم لأن كل جرام من النشويات يحمل معه 3 جرام من الماء مما يساعد على التقليل من احتباس السوائل في الجسم.
بالإضافة إلى ذلك، يُنصح لحالات الكورتيزون الاعتماد على تناول وجبات غذائية مليئة بالبروتين لأن البروتينات تعتبر مصدر جيد للأحماض الأمينية خاصة البروتينات الحيوانية والتي تعوض القوة العضلية التي يفقدها الجسم عند استخدام الكورتيزون وذلك وفق إرشادات أخصائي التغذية العلاجية حتى لا يحدث مضاعفات أخرى على الجسم.
وأخيراً، يجدر الإشارة كذلك إلى أنه يجب التركيز على ممارسة الرياضة بشكل يومي ولكن إذا كانت الالتهابات مفصلية عند حالات الكورتيزون فإن ذلك لا يمنع من ممارسة أنظمة رياضية نراها على اليوتيوب يمكننا اللجوء إليها أثناء وضعيتنا على الكرسي دون الحاجة إلى بذل مجهود أكبر.
أما بعد فترة أخذ الكورتيزون فيجب علينا اتباع نظام غذائي قليل في السعرات الحرارية مثل النظام الكيتوزي لأنه يساعد بشكل كبير في عدم احتباس السوائل والأملاح في الجسم.