كنت أعتقد أن اللحظة المناسبة للتوقف عن مشاهدة فيلم ما، هي تلك اللحظة التي ينتابني فيها الإحساس بأن المخرج «يطقطق على رأسي»؛ وللناطقين بغير لغة «الطقطقة»: هي اللحظة التي ينتابني فيها الشعور بأن مخرج الفيلم يظنني أحمق بما فيه الكفاية لأصدق مثلا أن المادة الحمراء التي يتناولها بطل الفيلم قادرة على إخفائه عن عيون أعدائه! أو أن القدرة الخارقة التي يمتلكها بطل الفيلم وتجعله قادرا على «تصفيق» كتيبة كاملة من الجنود، تكمن في خاتمه الأخضر! وهو الذي يتحول من دونه إلى «أضعف» مخلوق عرفته الدنيا!
الاعتقاد السابق بدأ يضعف تدريجيا بعد أن خضعت للكثير من الجلسات المكثفة عند صديقي «أيمن» وهو مدمن سابق لأفلام الخيال العلمي -باحث حالي في مجال تقنية النانو- يقول أيمن نقلا عن «برنارد شو» إن «التخيل هو بداية الابتكار»، وبرنارد شو نفسه هو من قال «يرى بعض الناس الأشياء كما هي ويتساءلون لماذا؟ أما أنا فأتخيل الأشياء التي لم تحدث وأقول لم لا؟» بل إن غيره ذهب إلى أوسع من ذلك حين يقول «إن التخيل أهم من المعرفة»! ثم يشرح لي أيمن بالإثباتات والصور كيف تخيل الفنان الإيطالي «ليوناردو دافنشي» عام 1480 فكرة ما، ثم حولها لرسومات على الورق حين رسم آلة على شكل لولب هوائي تدور أشرعتها حول محور عمودي وتشبه الطائرة المروحية المعروفة في أيامنا هذه!
بعد كل ما سبق تحسنت حالتي كثيرا حتى إنني أستطيع اليوم الصبر لمدة ربع ساعة فقط أمام أحد أفلام الخيال العلمي، بل إنني الآن في طور البحث عن الخاتم الأخضر الموجود عالي هذا المقال!
بقلم: ماجد بن رائف
أيضًا؛ تقرأ هنا: تفاحة نيوتن سقطت في سبيل الاكتشاف