أن تقرأ مقالا تسرد فيه قصة تخيلية عن طفل في السابعة من عمره يتولى تعليمه النساء «والعياذ بالله»، وأن هذا الطفل يبدأ البلوغ في العاشرة من عمره! لذلك يتعلق بمعلمته «ناهد»، لأن أهله أخطؤوا بعدم تعليمه على الشجاعة والخشونة في البادية مثلا!! ويكبر الطفل هاني، ويتزوج وبعد مرور سنة على زواجه الجميل، يأتي موظف الأرشيف «الشيطان» ليعيد له ذكريات «طفولته» الماجنة والمعلمة ناهد رمز الأنوثة والدلال! ليراسلها بالإيميل ويعشقا بعضهما ويكتشف زوج ناهد ويطلقها ويتشرد أطفالها، وتندم الأستاذة ناهد وتصرخ بندم «كل ذلك بسبب تعليم الصبيان»!.
تقرأ المقال وتقول «مو صدق.. أكيد يمزح»، أي عقل يحتمل ذلك؟ هكذا بكل بساطة، خوفا من تعليم المدرسات للأطفال نأتي بمثال غاية في التطرف والشذوذ واللامنطقية، النظر من ثقب الإبرة والتهويل والتخويف تجاه أي تجديد فأي خطوة طبيعية لنكون مجتمعا طبيعيا تجابه بحرب شعواء.
ليس هذا سيناريو فيلم هندي لامعقول، حيث كنا نتمازح بأن البطلة تحب البطل وهم صغار ولما يكبروا تطلع أخته!! الأخ يتكلم بجد يا ناس، والمدرسات اللواتي يعلمن أطفالا في الصفوف الأول والثاني والثالث الابتدائي رح يتطلقوا بعد عشرين سنة! ويقيمون علاقات مشبوهة مع تلاميذهم «حين يكبرون»، والأطفال سوف يصبحون ناعمين لأن «ما درسوهم رجال»، مقال ينضح باستحقار المرأة و«ماذا عسى يرجى من طفل تأثر بامرأة»؟!
أفكار ذكورية إقصائية يتم تلبيسها عنوة بالدين والآيات، أهذا هو رأي سعادة الكاتب الفاضل، له كل التحية والإكبار لهذا المثال والمقال الجليل، فما أبقى لي سوى الخرس.
مدد: «من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى».
بقلم: نايف أبوصيدة