يُعد خوفنا من الندم محركاً قوياً يدفعنا نحو الحفاظ على الوضع الراهن في حياتنا وكم تغيير حلمنا به ولكن سيطر هذا الشعور علينا وحال دون تقدمنا نحو الخطوة الأولى تجاه نجاحنا.
كيف يتكون شعور الخوف من الندم؟ وهل هو شعور طبيعي؟
قبل الخوض في مسار هذا الشعور يمكننا القول أن أسوء مشاعر مرتبطة مع بعضها البعض هي الخوف مع الندم كما أن الندم يتمثل في تأنيب ولوم الذات وهي من أسوء المشاعر التي تسحب وتستنزف من طاقة الإنسان حتى أنه لا يمكنه عيش حياته ببساطة ويفقد لحظات السعادة في هذه الحياة حتى قد تصل إلى مرحلة من الانتحار الروحي والمعنوي لدى هذا الشخص.
وأضافت المدربة “لينا دغلس” هناك شيء إيجابي يعود على الشخص الذي يشعر بالندم أو تأنيب الذات ولكن على الجانب الآخر يجب علينا مراجعة أنفسنا عند القيام بشيء خاطئ تجاه أحد ومن ثم يجب علينا سرعة الاعتذار كما أنه إذا استمرت مدة تأنيب أو لوم الذات أكثر من ربع ساعة فإن هذه الحالة تعتبر بمثابة مرض نفسي يجب علاجه.
هم الأشياء التي يخاف الإنسان من تغييرها
كما سبق الذكر يمكننا التأكيد على أن الخوف الذي صنعناه لأنفسنا هو في الأساس عبارة عن وهم يمكننا التخلص منه في أي وقت لكن الخوف الحقيقي قد خلقه الله فقط لنخافه هو وحده، أما عن نشأة الخوف بهذه الطريقة عند الإنسان فيكون بسبب الأسرة منذ الصغر حيث تُزين الأسرة هذا الندم أو الخوف لطفلها ويعيش هذا الطفل طيلة الوقت في comfort zone لكي يُحمى من العديد من الأشياء من حوله.
على الجانب الآخر، يمكننا الشعور بالندم أو الخوف من التغيير بسبب الحالة التي يرجوها جميعنا وهي أننا دائماً ما نود أن نكون perfect طيلة الوقت وهو ما يعتبر شيء صعب المنال في العديد من الأوقات.
وأردفت ” لينا” بالإضافة إلى ذلك، يمكننا القول أن التأنيب والشعور بالذنب عند المرأة يفوق الرجل بثلاثة أضعاف وتلك دراسة تم إثباتها كما أن الرجل هو أكثر من يلوم المرأة على أفعالها أو أفعال من تتولاهم في مسئوليتها وعادة ً ما يأتي ذلك من الرجال الذين لديهم ضعف في طاقة التطور ويتعمدون في إسقاط أسباب المشاكل على غيرهم من الناس.
هل شعور الخوف من الندم أقوى من التعاسة؟
يجب علينا التفكير مسبقاً في جميع أفعالنا قبل القيام بها خاصة إذا شعرنا أننا سنقوم بالندم عليها فيما بعد مع ضرورة الاعتياد على الشجاعة في كسر حاجز الخوف لدينا طيلة الوقت مع تحدي الشخص لنفسه وأن يجرب أن يخاطر ليكسر حاجز الخوف بجانب أهمية سلب الندم من حياته ومشاعره حيث أن هناك بعض الناس ممن يظلون مع هذا الشعور بالندم لسنوات طويلة مع تأنيب ولوم للذات.
وأخيراً، في حالة تعرض أياً منا لشعور الندم فيجب عليه الحديث مع ذاته ومراجعة ذاته مع ضرورة العمل على تطور حياتنا والتعلم من أخطائنا بجانب ضرورة تحمل المسئولية تجاه أنفسنا فقط مع البعد عن الأشخاص اللوامين مع ضرورة التحلي بمشاعر الرحمة والكرم والحب والتسامح مع الذات.