«ميمو» تسأل: أنا عندي 24، عمري ما ارتبط بأي شخص عاطفيا ودائما لو حد حاول يعلن عن إعجابه بي بكون خائفة ومرتبكه ولو أتقدم لخطبتي أي عريس بكون خائفة جدا ومرتبكه ومتوترة من قبل لما اشوفه.
وفي مره حاولت أتغلب علي الشعور ده واتخطبت لشاب ولكن فشلت الخطوبة لأننا كنا مختلفين تماما، أنا مش رافضه فكره الجواز لكن نفسي أتجوز عن حب وأنا مش عارفه اعمل ايه عشان أتغلب علي نفسي وعلي الهلع اللي جوايا؟
وللعلم أنا علي قدر عالي من الجمال والتعليم.
الإجابـة
ابنتي العزيزة.. جاءت كلماتك مختصرة جدا وكنت أتمنى أن اعرف المزيد عن طبيعة نشأتك وعن علاقاتك الاجتماعية بوجه عام… على سبيل المثال هل تتمتعين بعلاقات اجتماعية ناجحة في دوائر الاتصال المحيطة بك سواء داخل الأسرة أم خارجها وهل هذه الدوائر تشمل تعاملات طبيعية مع الجنس الآخر (زملاء عمل أو أقرباء) أم أن الأمر يتعلق فقط بأمر الزواج ومقدماته.
إن الارتباك والتوتر عندما يعلن احدهم إعجابه بك أو يتقدم لخطبتك أو لاتخاذ قرار الزواج في حد ذاته ينتج عن عدة أسباب:
- أولا: عدم وجود رؤية واضحة عن مفهوم الحب والزواج.. فإننا دوما نتوتر من أي تجربة جديدة نخوضها دون سابق معرفة أو خبرة وهذا أمر طبيعي، إن كان في حدود المعقول ويمكن التغلب عليه بالمزيد من المعرفة من مصادر موثقة.. بمعنى القراءة والاضطلاع أو بسؤال ذوى الخبرة الناجحة وأهل الحكمة.. لكن المعلومات المستقاة من صفحات الانترنت ومن تجارب الحب الفاشلة وتجارب الزواج التي لم يكتب لها النجاح لن تزيدنا إلا خوفا وارتباكا.
- ثانيا: قلت انك تريدين الحب، ولكن ما هو الحب الذي تريدينه عزيزتي.. الحب الحقيقي لا يأتي من أول نظرة كما تصوره الأفلام وليس هو المشاعر الجارفة التي تجعلك تعيشين أحلام اليقظة وترسمين صور رومانسية مستقبلية رائعة الجمال على لوحة الوهم.. الحب الحقيقي مشاعر تدريجية تأتى بعد اقتناعك بالإنسان بالعقل وقبول مبدئي له ويتدرج تدريجيا بالمعاشرة والمعايشة …
- ثالثا: قد يكون ناتجا عن ضعف الخبرة في التعامل مع الجنس الآخر بصفة عامة فهناك من عاشت في بيئة اجتماعية أو دينية لا تسمح بالاختلاط الطبيعي مع الجنس الآخر.. مما يفقد الفتاة هذه القدرة ويجعلها تشعر بالتوتر لأي تعامل.
- رابعا: قد يكون ناتجا عن ضعف الثقة بالنفس.. فأنت كما قلت تتمتعين بقدر عالي من الجمال والتعليم.. ولكن الجمال والتعليم ليس كل شيء.. الأهم من الجمال والتعليم الخلق والثقافة والحكمة في تقدير الأمور.
- خامسا وأخيرا: ضعف التوكل على الله وضعف اليقين.. عندما يعتمد الإنسان على نفسه وعقله في أصعب اختيار في حياته ومع إحساسه بضعفه وعدم ثقته بنفسه فيلجأ دوما إلى العليم الحكيم يدعوه ويستخيره ويسأله أن يمده بالطاقة والقوة والثبات في المواقف المختلفة.. فهو ﷻ نعم المولى ونعم النصير.
⇐ هنا أيضًا صفحات ذات صِلة:
- ↵ من الحب إلى الكراهية: كيف أتعامل مع مشاعري المتناقضة تجاه زميل؟
- ↵ زواج فتاة قلقلة: هل ستؤثر صفاتها على حياتها الزوجية؟
- ↵ فتاة ملتزمة في مجتمع منفتح: هل أقبل صداقة شاب معجب بي؟
⇐ أجابتها: دعاء راجح