من الذاكرة.. شدد الدكتور خالد الخليوي «الداعية والخطيب المعروف»، على ما أسماه «مسؤولية الخطابة» مشيرا إلى جملة من الاشتراطات التي ينبغي أن تتوافر في الخطيب قبل أن يصعد المنبر متحدثا إلى الناس «فالخطابة مسؤولية شاقة تتطلب إعدادا جيدا وتهيئة كاملة، لأن الخطيب مسؤول عن كلامه الذي يؤثر مباشرة في نفوس مستمعيه».
وتناول الخليوي أهمية الخطابة ودورها المحوري ونتائجها الإيجابية النافعة على الفرد والمجتمع «فهي فرصة لمخاطبة الناس وتوجيههم إلى الخير، لكنها مسؤولية عظيمة أمام مختلف أطياف المجتمع ممن تتنوع اهتماماتهم ومستوياتهم التعليمية والثقافية، وهو ما ينبغي أن يراعيه الخطيب بدقة ومهارة بحيث يكون مطلعا على قضايا مجتمعه ومتداخلا معها ليتفهم مشكلات الناس ويتحدث عنها».
وعاب الخليوي على بعض الخطباء استغراقهم في الكلام دون تدعيم بالنصوص الشرعية من الكتاب والسنة «فالخطبة ليست مجرد صف كلام إنشائي دون أدلة، فهذا يفقدها سمتها الدينية المطلوبة».
وتمنى الخليوي من زملائه الخطباء أن يهتموا بتطوير قدراتهم الاتصالية ويتعرفوا إلى طرق الإلقاء والتلوين الصوتي والإيماءات الجسدية وتركيز الخطاب وتوجيهه بصورة صحيحة «ومن الخطأ إطالة أمد الخطبة على المأمومين، فالدراسات العلمية تؤكد عدم استجابة المستقبل إذا أطال المرسل في حديثه الموجه».
وانتقد الخليوي تحويل خطب الجمعة إلى خطابات سياسية، مؤكدا أن الشؤون السياسية تحتاج إلى قرارا ليس في يد الخطيب «لذلك رأيه ليس مهما، والأولى أن ينتقي موضوعا قريبا من الواقع وذا صلة بالجمهور المخاطَب».
بقلم: محمد السهيمي