الخرف الكاذب (Pseudodementia) هو أحد حالات الخرف التي تبدأ بالظهور عند تقدم الشخص في العمر، ويترافق مع هذه الحالة قلة الحركة والنشاط والاهتمام في حدود بسيطة.
يقوم الأطباء بتشخيص حالة المريض على ان لديه خرف كاذب عندما يكون لديه بعض السلوكيات والتغيرات الشبيهة بالخرف، وفي بعض الحالات قد يخطئ البعض في تصنيف تلك الحالة كخرف عضوي دون البحث في التفاصيل والأعراض والفروق بينها وبين الخرف الناتج عن التغيرات العضوية المعروفة.
أعراض الخرف الكاذب
عندما يتقدم الإنسان في العمر؛ يبدأ ظهور أعراض قلة الحركة والنشاط لديه وهذا الأمر هو أمر طبيعي، اما في حال تطور الأمر لتصبح هذه الأعراض مؤثرة على الفرد، يقوم الأطباء بتشخيص تلك الحالة على انها حالة خرف كاذب.
من أهم الأعراض التي تؤكد أن الشخص يعاني من وجود خرف كاذِب:
- فقدان الوزن.
- الانقطاع عن الصلاة.
- التوقف عن قراءة القرآن.
- عدم الاهتمام بمتابعة الأخبار اليومية.
- عدم الرغبة في مداعبة الأطفال.
- فقدان التركيز بشكل ملحوظ.
- تدني مستوى الذاكرة.
- بدء ظهور احتماليات وجود حالة اكتئاب.
- الاهمال في النظافة الشخصية، وكذلك في الملبس والمأكل.
- الشعور المتزايد بالإرهاق والتعب وانخفاض مستوى الطاقة.
- تزايد الشعور بالعجز واليأس.
- الشعور بالضغط النفسي نتيجة وجود الضعف المعرفي.
وغيرها من الأعراض الأخرى التي تشير الى وجود الخرف الكاذب لدى الأشخاص المتقدمين في العمر.
أسباب الخرف الكاذب
يتسائل البعض عن أسباب حدوث الخرف الكاذب لدى الشخص، والاجابة هي ان هذا المرض يحدث نتيجة وجود بعض المشاكل الصحية النفسية العقلية المرتبطة ارتباط وثيق بالمزاج والحالة النفسية لدى الشخص، أي اننا يمكننا القول أن هذا المرض يمكن أن يحدث نتيجة وجود اكتئاب أو أي مرض نفسي آخر.
تشير الدراسات الى أن هذا المرض يحدث بنسبة أعلى لدى السيدات حيث أنهم أكثر عرضة للاصابة به. ومن جانب آخر؛ يمكن أن يحدث هذا المرض نتيجة وجود مشكلات اجتماعية مثل الطلاق، أو اقتصادية مثل انخفاض مستوى المعيشة.
في الواقع؛ سُمي الخرف الكاذب بهذا الاسم لان أعراضه تتشابه كثيرا مع أعراض مرض الخرف بشكل عام، لكن يمكن أن يصعب على الأطباء تشخيصه لتشابه أعراضه مع أعراض الاكتئاب أو أعراض مرض الشيخوخة لدى الأشخاص المتقدمين في العمر.
كيف يمكن التفرقة بين الخرف الحقيقي والخرف الكاذب؟
هناك بعض الأعراض التي تمكننا من معرفة الفرق بين كل من الخرف الحقيقي والخرف الكاذب، ويمكن تلخيصها فيما يلي:
- عند بدء أعراض الخرف لدى الشخص؛ نجد أن في حال اصابة الشخص بالخرف الكاذب يمكن للأهل معرفة موعد بدء أعراض فقدان الذاكرة، اما في حالة الخرف الحقيقي؛ نجد أن بدء ظهور الأعراض يكون غير واضح بالنسبة للمريض وأهله حيث أن الأهل لا يتمكنوا من الانتباه لوجود الاعراض الا بعد مرور فترة كبيرة.
- في حالة الخرف الكاذب؛ نجد أن تصرفات المريض لا تتماشى مع تدهور شخصية المريض كما هو الحال في حالة الخرف الحقيقي.
- في حالة الخرف الكاذب؛ عند سؤال المريض عن أي شيء نجد أن الاجابة تكون أنه لا يعلم أو لا يستطيع التذكر، اما في حالة الخرف الحقيقي؛ نجد أن المريض يعاني فقط من أعراض الاكتئاب.
علاج الخرف الكاذب
مرض الخرف الكاذب هو مرض له نفس العوارض الصحية الخاصة بمرض الخرف، فالمريض يعاني من ضعف في ادراكه للحقائق المحيطة به، لكنه لا يعاني من نفس الأعراض الخاصة بالخرف الحقيقي.
يمكن علاج مرض الخرف الكاذب باستخدام الأدوية، بشرط تناول الدواء الصحيح تحت اشراف الطبيب المختص. كذلك يساعد تشخيص المرض مبكرا في نجاح عملية العلاج بشكل كبير.
في الواقع؛ يتم علاج مرض الخرف الكاذب عندما يتم علاج الاكتئاب بنجاح حيث ترتفع الحالة المزاجية لدى الشخص، ومن ثَم يستعيد المريض ادراكه المعرفي بالكامل.
الوقاية من الاصابة بالخرف الكاذب
تشير الدراسات الى انه لا توجد طريقة مؤكدة لمنع حدوث مرض الخرف الكاذب، ولكن هناك بعض الخطوات التي يمكن اتباعها لكي يتمكن الشخص من تجنب الاصابة بهذا المرض:
- يجب أن يقوم الشخص بإبقاء عقله نشط من خلال ممارسة الأنشطة المحفزة للعقل مثل القراءة وتدريب الذاكرة.
- يفضل ممارسة الشخص للأنشطة البدنية والاجتماعية.
- يجب الاقلاع عن التدخين في مرحلة منتصف العمر لتجنب الاصابة بأمراض الأوعية الدموية، وتحسين الحالة الصحية العامة لدى الشخص.
- تناول القدر الذي يحتاجه الجسم من الفيتامينات والمعادن خاصة فيتامين د.
- اتباع نظام غذائي صحي والذي من شأنه تحسين الحالة النفسية والصحية لدى الشخص.
- الحصول على قدر كافِ من النوم في الوقت المناسب لذلك للحفاظ على الحالة النفسية والبدنية.
- وأخيرا يجب على الشخص الاهتمام بعلاج أي أمراض لديه خاصة الأمراض النفسية مثل الاكتئاب لتجنب الاصابة بهذا المرض.
مما سبق ذكره؛ يمكننا التوصل الى أن مرض الخرف الكاذب هو أحد الأمراض التي تُصيب الأشخاص المتقدمين في العمر نتيجة اصابتهم بالاكتئاب حيث يعتبر الاكتئاب هو المسبب الرئيسي لهذا المرض. ومن جانب آخر؛ يجب أن ندرك مدى أهمية اتخاد الخطوات والاجراءات الوقائية اللازمة لتجنب الاصابة بهذا المرض، فالوقاية دائما خير من العلاج.