تفاصيل الاستشارة: سيدة تعالجت منذ أربع سنوات بعلاجات إشعاعية وكيماوية، وأخبرها الطبيب المعالج أن من الأمور التي ستتضرر وتتوقف عنها الدورة الشهرية (الطمث) وفعلا انقطعت عنها الدورة خلال فترة العلاج واستمرت لمدة أربع سنوات، ثم تعالجت بهرمون بديل لعلاج انقطاع الطمث، وجاءت الدورة متقطعة ثم أوقفت العلاج، وعاد انقطاع الطمث، ومن يومين عزمت على السفر للعمرة، وتفاجأت بنزول الدم مع أن الطمث توقف لمدة 9 أشهر منذ توقف علاج (الهرمون البديل) فماذا تفعل؟
الإجـابة
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فيقول الشيخ جعفر الطلحاوي، من علماء الأزهر:
أولا: إذا كان وقت دورة ويعرف ذلك بالآلام التي كانت تعتريها أثناء الدورة، وتنطبق على الدم النازل مواصفات دم الدورة فهي دورة وإلا كان دم استحاضة لا يمنع من القيام بالتكاليف الشرعية من صلاة وصيام وطواف وغيرها.
ثانيا: إذا قلنا بأنه دم دورة بانطباق المواصفات الآنفة الذكر هنا فهي بالخيار إما أن تأخذ برأي الجمهور من الإحرام بالعمرة من الميقات وتنزل إلى مكة وتصبر حتى ينقطع الدم وتطهر ثم تطوف وتسعى وتتحلل بالتقصير.
ثالثا: إذا كانت مضطرة وعلى عجلة من أمرها ولا سبيل إلى طول الإقامة حتى ينقطع الدم وتطهر وتتكبد مشقة نفسيا وبدنيا وماليا إلى آخر ما هنالك من مثل التأخر عن الركب أو التأخير للركب بأكمله فلها عند ذلك رفعا للحرج ودفعا للمشقة أن تغتسل وتحرم من الميقات وتستثفر (تتحفظ) تماما بحيث لا يصيب أرض الحرم من هذه الدماء الطبيعية شيء –في حالة ما إذا قلنا أن هذا الدم دم حيض– وتطوف وتسعى وتتحلل وبالتقصير أخذا برأي الأحناف، الذين ذهبوا إلى أن الأمر الإلهي بالطواف في قوله تعالى {وليطوفوا بالبيت العتيق} الحج:29، جاء هذا الأمر الإلهي عاريا من كل قيد ومنها قيد الطهارة.
رابعا: أما إذا قلنا بأن هذا الدم دم استحاضة فلتحرم من الميقات وتستثفر وتنزل الحرم طائفة وساعية ومقصرة وإن قطر الدم منها، إذ الاستحاضة لا تمنع من القيام بالتكاليف الشرعية لقوله تعالى {وما جعل عليكم في الدين من حرج} ولقوله تعالى: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}.
والله أعلم.
⇐ وإليك المزيد من فتاوى الحج والعمرة: