لعل من أبرز العادات السيئة التي يدور الحديث عنها والتوعية بشأنها على الرغم من تأثيرها السلبي البالغ، هي عادة عدم الاستماع وعدم الإنصات للآخرين أثناء الحول، والاعتقاد بأنه لا شيء مهم أو جدير بالاستماع سيكون فيما سيقوله المتحدث، الأهم هو ما أقوله أنا وهو ما يجب الاستماع إليه حتى النهاية.
ومن أبرز أشكال هذه العادة السيئة هي التحدث باستمرار ودون توقف أثناء وجود شخص آخر يتحدث، وغالبا يصحب ذلك علو الصوت للتغطية على صوت المتحدث الآخر، ومن أشكالها كذلك الانتقال بالنظر والالتفات عن المتحدث والانشغال بأي من الأمور الجانبية، أو القيام والقعود، في سلوك عديم الذوق واللياقة، وينم عن قلة عقل، وأنانية، ويشير لسطحية صاحب هذه العادة السيئة، إذ إن الهدف من الحوار هو الخروج بثمرة ومعرفة وجهات النظر من زوايا متنوعة، ولكن هذه العادة تخلق شعورا لدى المتحدث إلى صاحب هذه العادة السيئة بأن حديثه تافه أو دون قيمة، فيجد نفسه أحيانا مضطرا إلى بتر حديثه في منتصفه وإنهاء الموضوع، احتفاظا بما بقي للمتحدث من احترام وتقدير لذاته، لا يريد أن يخسرهما بالتحدث إلى مثل هذه النوعيات.
وأسوأ ما تكون هذه العادة إذا تسربت إلى أحد الزوجين، وفقد القدرة على الإنصات والإصغاء لشريكه، سواء بسبب اتصافه بهذه العادة السيئة أو بسبب تسللها إلى شخصيته بسبب ما يطلق عليه الملل الزوجي، أو الشعور الداخلي لدى الزوج بشكل مسبق بأنه أيا كان هذا الحديث أو الحوار الذي ستقوله زوجته فهو حتما ليس ذا أهمية.
وعلى الأغلب تظهر هذه الصفة على شكل إصدار بعض الأصوات، كأن تتحدث الزوجة بكلام جاد بينما يقوم الزوج بتمثيل دور المستمع ويردد بين كل فقرة وأخرى من حديثها: آه، أو: أيوة، أو: أما، وهو بالأساس لا يدري عن أي شيء تتحدث، وسرحان في واد بعيد، تحديدا إن كان جالسا على الإنترنت.
ولا ريب؛ فالكل يعلم أنّ الحوار بين الزوجين هو مفتاح التفاهم والانسجام.
بقلم: سالم السيف
هنا يُمكننا الاطلاع -سويًا- على: آداب الحوار باختصار
وكذلك؛ هاهُنا: احترام الرأي الآخر وأهمية تبادل الآراء