هل سيأتي يوم نعيش فيه تكاملا حضاريا في مختلف أوجه حياتنا؟ هل سيصبح الحوار ركيزة تمثل حجر الأساس لكل جانب من جوانب مجتمعنا؟ لماذا لم نعد نتقبل الرأي الآخر وبدت تصرفاتنا فردية؟ أين يكمن موضع الخلل؟ هل الحضارة والحوار لغتا العصر المفقودة؟ هل أصبح التعامل مع الآخر صعبا؟
الحضارة والحوار كلمتان عالقتان في ذهني تكبران معي ولم أستطع فك رموزهما، فقط أرى أن الحضارة قيم أخلاقية ووعي قبل أن تكون رسما هندسيا أو تكنولوجيا، والحوار منهج إلهي بدأه الله ﷻ مع خلقه والوسيط كان «الرسل»، واتسع بعد ذلك إلى أن شمل أعداءه.
الحضارة الإسلامية بها شواهد تاريخية عن التعامل السليم للآخر وهي شواهد حق تؤكد وجود الحوار في نهج الإسلام.
حقيقة إن مثل هذا الموضوع تناول فكرته العديد من الكتاب والأدباء وقدموا دراسات متعددة الأهداف ولكن يبقى السؤال: هل ما قدم كان عونا في استجلاء حقائق الأمور ونقاشها؟
الجواب «لا» فنحن في الغالب نطرح مشكلة ونعالجها بالحوار ظاهريا دون مناقشة الأسباب المؤدية لها والتشعب فيها ولا نخلق للحوار مواضيع متعددة ونخرج بقناعات كثيرة.
سئمنا التلقين الذي لم يعد يجدي وبات الحوار ضرورة كالماء والهواء وما أجمل ما خرج به نبي الله موسى والخضر -عليهما السلام- من حوار عبقري جميل.
الحوار ضرورة ملحة وذو أهمية في ظل معطيات حضارية عدة مثل ثورة الاتصالات وظهور الأيديولوجيات الفكرية العقدية وانتشار فكرة العالمية، لذلك أصبحنا كلنا هنا تحت طائلة المسؤولية ومطالبون اليوم أكثر بإحياء ثقافة الحوار ونشر ثقافة الإسلام ومبادئه التي تمثل قوة في المبادئ والقيم والفكر.
ما يحتاجه الحوار لبناء حضارة قائمة على الوعي هو وضع استراتيجية حتى نصل للهدف وليس نقاطا تمحى بمجرد أن ينفض من هم حولك!.
بقلم: ريما الشهري