هل فعلًا توجد حمية غذائية خاصة لمريضات تكيس المبايض؟
بدأت أخصائية التغذية “رُبى مشربش” حديثها قائلة: مرض تكيس المبايض من الأمراض الشائعة الإنتشار بين السيدات في الوطن العربي، والحاجة إلى تخصيص حمية غذائية له تنبع من محاولة التغلب على الأعراض المصاحبة للمرض، حيث أن السيدات المصابات بتكيس المبايض عادةً ما يُعانين بجانب مشكلات الإنجاب من عدم إنتظام الدورة الشهرية وظهور الشعر الزائد على الجسم، والأهم في أعراض تكيس المبايض أنه يصيب مريضاته بمشكلة في زيادة الوزن ويصيبهن بمقاومة الإنسولين وإرتفاع الهرمون الذكوري، ومن كل هذه الأعراض وبخاصة الثلاثة الأخيرة يتضح جليًا أهمية الغذاء كوسيلة علاجية ضمن برنامج متكامل للقضاء على زيادة الوزن وتعديل إستقبال الإنسولين وعمله وتحسين مستويات هرمونات الجسم، الأمر الذي يصب في النهاية في مصلحة تحسن حالة التكيس والشفاء النهائي منه.
هل تعتمد حمية تكيس المبايض على تقليل النشويات؟
أكدت “أ. رُبى” على أن حمية تكيس المبايض لا تلغي ولا تتجنب النشويات، ولكنها تستهدف التركيز على أنواع معينة من النشويات المعقدة التي لا تؤدي إلى إرتفاع نسبة السكر في الدم بصورة سريعة بعد تناولها، ولذلك تركز الحمية على أغذية الحبوب الكاملة والبقوليات وبعض أنواع الفواكهة كالتفاح والبرتقال، وهذا لا يعني منع أنواع الفاكهة الأخرى كالعنب والتين ولكن يتم التقليل منها فقط لتجنب إرتفاع السكر، ونشير هنا إلى أنه من الأخطاء الشائعة عند بعض المريضات الإكتفاء بـ 50 جم فقط من النشويات في اليوم وهذا تصرف خاطيء لأنها كمية قليلة جدًا لا تكفي إحتياجات الجسم، وكذلك الحال مع مريضات التكيس اللاتي يتبعن حميات منعدمة النشويات، فهذا التصرف يؤدي إلى أضرار صحية وآثار مرضية على الدماغ والتركيز وعلى الكتلة العضلية للجسم.
هل يجب على مريضات تكيس المبايض تجنب الحليب ومنتجات الألبان؟
أشارت “أ. رُبى” إلى أن الدراسات العلمية في هذا الصدد متضاربة، فبعضها أشار إلى إمكانية تأثير منتجات الألبان في زيادة إفراز هرمون “التستسترون” وهو الهرمون الذكوري الذي يكون بالأساس مرتفع عند مريضات التكيس، ولكن هذه الدراسات لا تعتبر كافية، وعليه تشتمل الحمية الغذائية لتكيس المبايض على منتجات الألبان حتى لا تضعف مستويات الكالسيوم وفيتامين D، بشرط أن تكون هذه الألبان من النوعية قليلة الدسم وبشرط ثاني هو تناول حصتين فقط في اليوم.
ما المقصود بمساعد السكري؟
مساعد السكري من الأدوية التي أُشيع إستخدامها في السنوات الأخيرة، والدور العلاجي لهذا الدواء هو المساعدة في تخفيف مقاومة الإنسولين، والأصح هو عدم تناوله إلا بوصفة طبية لأن التناول العشوائي قد يتسبب في هبوط سريع وحاد في مستوى السكر بالدم، والجدير بالذكر أن كفاءة مساعد السكري العلاجية ترتفع إذا ما تزامن معه الإلتزام بحمية غذائية صحية وكذلك ممارسة الرياضة.
اقرأ أيضاً: أسباب وأعراض تكيس المبايض الخفيف، المتوسط والشديد ومراحل علاجه
إلى متى يتم الإلتزام بحمية تكيس المبايض؟
نبَّهت “أ. رُبى” على أن مدة إتباع حمية تكيس المبايض تتوقف على الحالة الصحية للمريضة ودرجة الشفاء من مرض تكيس المبايض، وبشكل عام لا مانع من الإستمرار في إتباع الحمية الغذائية إلى ما لا نهاية مع تعديل بعض الإختيارات والأصناف الغذائية بعد الشفاء من المرض لأنها في النهاية حمية متوازنة وصحية وذات أساس علمي.
وأضافت أن أهم أنواع الأغذية التي يجب على مريضات تكيس المبايض تجنبها هي الأغذية الدهنية والحلويات والأغذية الغنية بسكر التحلية مثل المشروبات الغازية وغيرها من الأطعمة التي تزيد من مستويات السكر في الدم.
ما دور ممارسة الرياضة في علاج مقاومة الإنسولين؟
أشارت “أ. رُبى” إلى أن هرمون الإنسولين مسئول عن نقل السكر إلى الخلايا للإستفادة منه، ومصطلح مقاومة الإنسولين يشير إلى أن الخلايا لا تستجيب له ولا تتقابل منه السكر بل وتقاومه مما يؤدي إلى إرتفاع مستوى السكر في الدم، وعند ممارسة الرياضة وزيادة المجهود البدني يؤدي ذلك إلى تنشيط مستقبلات الخلايا مما يجعلها أكثر إستجابة لتقبل السكر الذي يحمله الإنسولين، والشاهد أن كل الأبحاث المتعلقة بتكيس المبايض ومقاومة الإنسولين أكدت على ضرورة إلتزام المريضة بالبرنامج العلاجي الذي يتضمن ثلاثة محاور أساسية لا يمكن إلغاء أحدها وهي العلاج الدوائي والحمية الغذائية وزيادة المجهود البدني.
كيف يتم إختيار الأطعمة المناسبة لمرض تكيس المبايض وتضمينها في الحمية؟
تابعت “أ. رُبى” قائلة: تُختار الأطعمة بناءًا على مؤشرها الجلايسيمي، والمؤشر الجلايسمي هو المعدل الذي يشير إلى درجة وسرعة الغذاء في رفع السكر بالدم، فكل طعام يرتفع مؤشره عن 55 يعتبر من الأطعمة التي ترفع معدلات السكر في الدم بصورة كبيرة وسريعة وبذلك من الأفضل تجنبه، أما الأطعمة الأقل من 55 فهي الأفضل دائمًا للأمراض التي ينبغي معها تجنب إرتفاع السكر، ومن الأمثلة على المؤشر الجلايسيمي لبعض لأغذية ما يأتي:
• حبوب الإفطار العادية: مؤشرها الجلايسيمي 83، لذلك تعتبر من الأطعمة الغير صحية لمريضات التكيس لذا وجب عليهن تجنبه.
• الشوفان: يعتبر من الأغذية المعتدلة نوعًا ما في المؤشر الجلايسيمي حيث يبلغ 61.
• البرغل: وهو بديل جيد للأرز عند مريضات التكيس لأن مؤشره يساوي 48 وبالتالي هو من الأغذية المنخفضة.
• الجوافة: مؤشرها الجلايسيمي 48 لذلك هي من الفاكهة المفيدة لمرض تكيس المبايض.
• التفاح: مؤشره الجلايسيمي يساوي 36، ولذلك هو لا يرفع السكر في الدم بشكل كبير ولذلك فالتفاح من الفواكهة الأساسية في حمية تكيس المبايض.
• الأرز البني: مؤشره الجلايسمي يساوي 55.
• الخبز الأبيض: مؤشره يساوي 70 لذلك يعتبر الخبز الأسمر أفضل منه نوعًا ما، وبصفة عامة تحتاج مريضات التكيس إلى التقليل من الخبز قدر الإمكان.