هناك العديد من الأمراض التي تصيب الأطفال في عمر صغير ومن أهم هذه الأمراض هو مرض الحمى الوردية الذي يُعد من الأمراض الخطيرة لأنه يترافق مع ارتفاع مفاجئ في درجة حرارة الطفل والذي يتطلب سرعة التدخل الطبي للعلاج دون اللجوء إلى المضادات الحيوية في بادئ الأمر لأنه عدوى فيروسية في نهاية الأمر.
ما هو مرض الحمى الوردية
تقول الدكتورة مي أبو حاكمة “أخصائية أطفال وحديثي الولادة”، يعتبر مرض الحمى الوردية أو ما يسمى بالروزيولا هو التهاب فيروسي يصاب به الأطفال عادةً من عمر 6 أشهر إلى عمر السنتين ونادراً ما يصاب به الأطفال الأكبر من 4 سنوات.
تبدأ أعراض هذا الفيروس أو هذه الحمى بارتفاع شديد في الحرارة ويكون هذا الارتفاع مفاجئ ويمكن أن يكون مصحوباً بآلام في الحلق أو السعال والرشح والتقيؤ مع إمكانية التعرض إلى الحرارة الشديدة فقط والتي تستمر من يومين إلى ثلاثة أيام عند الطفل يمكن أن يشكوا فيها من الأرق وقلة النوم والنكد والسعال والرشح والتقيؤ كما سبق الذكر، لذلك يجب على الأم السيطرة على درجة حرارة الطفل خاصة عند ارتفاعها لأكثر من 39 درجة.
تظهر الحمى الوردية على شكل طفح جلدي ومن الضروري مراجعة الطبيب فور تعرض الطفل للحرارة الزائدة حتى يتم فحص الطفل لاستثناء أية أمراض أخرى حيث أن ارتفاع حرارة الطفل قد يكون نتيجة التهاب في الحلق أو الأذن وليس الحمى الوردية ومن ثم يُعطى الطفل أدوية فقط مهدئة للحرارة ولا يتم علاج الحمى الوردية بالمضادات الحيوية لأنها تعتبر التهاب فيروسي.
تابعت ” مي “: يمكن أن تستمر درجة حرارة الطفل المرتفعة من يومين إلى 3 أيام بعدها تنخفض درجة حرارة الطفل ثم يبدأ الطفح الجلدي في الظهور والذي يبدأ في منطقة البطن والظهر والساق كما يمكن أن يظهر على الوجه والرجلين.
إلى جانب ذلك، يمكننا التفريق بين الحصبة والحمى الوردية من خلال ظهور درجات الحرارة المرتفعة عند الطفل حيث تظهر الحرارة العالية والطفح الجلدي على الطفل في آن واحد عند تعرضه للحصبة بعكس الحمى الوردية التي يظهر فيها الطفح بعد انخفاض درجات الحرارة.
ما هي طرق علاج الطفح الجلدي نتيجة الحمى الوردية عند الأطفال
يمكننا القول بأن الطفح الجلدي الناتج عن مرض الحمى الوردية يشفى منه الطفل تلقائياً بعد اليوم الثاني أو الثالث، وإذا كان الطفل يعاني من الحكة فإننا يمكننا إعطائه مضادات الهيستامين التي تخفف من الحكة – وفق ما تراه الطبيبة.
أما عن طريقة العدوى بهذا الفيروس فهي عن طريق التنفس والعطس أو عن طريق سائل اللعاب كما أن فترة الإصابة بالفيروس تظهر قبل ظهور ارتفاع درجة الحرارة بيومين بالإضافة إلى أن فترة حضانة المرض يمكن أن تمتد من 9 أيام إلى 15 يوم ثم بعدها تظهر على الطفل أعراض المرض.
إلى جانب ذلك، يجدر الإشارة إلى أن أكثر ما نخشاه في مرض الحمى الوردية هو التشنج الحراري للطفل نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، أما باقي الأعراض الأخرى فهي تعتبر خفيفة نوعاً ما.
وأخيراً، يظل مرض الحمى الوردية مرافقاً للطفل حوالي 6 أيام ثم يعود الطفل بعدها إلى طبيعته مرة أخرى كما يمكن أن تظل نسبة بسيطة على الطفل من الطفح الجلدي بعد اليوم الثالث ثم تختفي مرة أخرى ليعود الطفل إلى طبيعته مرة أخرى في الأكل والشرب، بالإضافة إلى أنه قد يصاب به مرة أخرى في حياته نتيجة تعرضه لفيروس هربس 6 و هربس 7 وهما المسببين الأساسين لهذا المرض.
أما عند تعرض الطفل لهذا المرض فيُنصح للأمهات ضرورة المتابعة الفورية مع الطبيب دون أن يأخذ طفلها المضاد الحيوي دون استشارة الطبيب لأن المضادات الحيوية في هذه الحالة سوف تزيد الأمور سوءاً.