يقول صاحب الاستشارة: إني مقدم على الزواج؛ ولكن الإنسانة التي تقدمت لها قالوا لي إنها عندها حمى روماتزمية، وتأخذ حقنة كل شهر، وأنا سألت عن هذا المرض، وعرفت أنه نتيجة التهاب اللوزتين، وإن لم تأخذ الحقنة تبدأ الأرجل بالتورم ويبدأ الجسم بالاحمرار، ولكني لم أتعمق في المعرفة، وأريد منكم التفصيل عن المرض؟ وما هي أضراره حتى بعد الزواج؟ لأني أخشى أن يؤثر على الحمل فيما بعد حيثما سمعت، وإلى متى تستمر هذه الحقنة؟ وهل من شفاء تام؟ وهل لها أضرار مع مرور الوقت؟ أي تضعف الصحة باستمرار؟
وسمعت أنها لها علاقة بالقلب؟ وهل هذا المرض بما أنه مرتبط بالقلب ونبضات القلب.. فهل له علاقة بطبيعة العلاقة الزوجية.. أقصد المعاشرة/الجماع؟
أرجوكم أجيبوا علي بسرعة؛ لأني متردد في القرار بالارتباط؟ ولكنها إنسانة متدينة وذات خلق، فهذا ما يحيرني؟ أفيدوني أفادكم الله..
ملحوظة: بالنسبة للحقنة اسمها البنسلين..
الإجـابة
الأخ الفاضل.. سأبدأ ردي عليك أخي الكريم بمعلومات بسيطة عن الحمى الروماتيزمية فأعتقد أنك تحتاج إلى هذه المعلومات.
الحمى الروماتزمية عزيزي هي نوع من الحمى عادة ما يأتي في الصغر وسببه الإصابة المتكررة للوزتين بميكروب يعرف بالبكتريا السبحية (أي بكتيريا لها شكل السبحة تحت الميكروسوكوب).
وأعراضها تنحصر في الآتي:
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- ازدياد ضربات القلب مع آلام في المفاصل الكبيرة غالبًا (أي الركبة والكاحل والفخذ والكوع والمعصم والكتف) وأحيانًا بسيطة في المفاصل الصغيرة.
والتهاب المفاصل هذا يأتي على شكل تورم واحمرار وعدم القدرة على الحركة مع شحوب في اللون وفقدان الشهية.
وعلاجها يتأتّى بما يلي:
- راحة تامة أثناء فترة ارتفاع درجة الحرارة وآلام المفاصل.
- استعمال المسكنات مثل الأسبرين.
- ثم إعطاء الطفل المصاب البنسلين خلال الفترة الحادة والاستمرار عليه بعد ذلك لمدة 5 سنوات على الأقل إما بالحقن طويلة المدى بالعضل كل 21 يومًا أو كجرعة يومين عن طريق الفم.
والمعمول به عادة هو إعطاء هذه الحقنة طويلة المفعول كل شهر مرة.
هذه هي عزيزي الحمى الروماتيزمية في مرحلتها الحادة وهي ما تعرف بـ(Acute Stage)، وإذا تم تشخيصها التشخيص السليم في وقتها مر الأمر بسلام واستمر الطفل حتى يكبر عادة لسن 21 سنة أو لمدة 5 سنوات بعد الإصابة على حقنة بنسلين طويلة المفعول كل شهر، لضمان عدم رجوع الحالة.
وفي هذه الحالة (أي حال التشخيص السليم والسريع) مع إعطاء العلاج المناسب وقتها لا يكون فيها أي خطر من أي نوع على القلب أو غيره، ويصبح المصاب بعدها طبيعيا جدًّا، مثل أي إنسان عادي، وخاصة بعد استيفاء جرعات البنسلين طويل المفعول حتى يكبر وهذا يجيب لك على كل تساؤلاتك التي سألت عنها فلا توجد أضرار بعد الزواج ولا تؤثر سلبًا على الحمل والولادة، وليس لها أي تأثير على العلاقة الزوجية الخاصة.
أما الحمى الروماتيزمية التي تصيب القلب ولا يتم تشخيصها تشخيصًا سريعًا ويتم علاجها بشكل خاطئ في البداية حتى تتمكن من عضلة القلب فعلاً وتصيب صماماته بعاهات مستديمة. ففي هذه الحالة فقط يكون هناك تأثير على الزواج والحمل والولادة، وحسب شدة الحالة يكون العلاج، ولا يكتفى وقتها بالحقنة طويلة المفعول الشهرية فقط بل يداوم المريض على أخذ علاجه من أدوية تساعد على سيولة الدم، ويظل في متابعة طبية شهرية ومستمرة بالتحاليل. وقد يتطلب الأمر التدخل الجراحي أحياناً.
فإذا كانت حالة الأخت الكريمة والمرشحة للخطبة كالحالة الأولى التي ذكرتها لك فهذا شيء غير مقلق ويصاب به أعداد كبيرة في المجتمع، ولا ضرر تمامًا من إتمام الزواج السعيد؛ لأنها بمجرد انتهاء جرعاتها من هذه الحقنة عند سن 21 سنة أو بانتهاء الخمس سنوات بعد الإصابة التي ذكرناها لك تكون طبيعية بإذن الله ولا يعوق زواجكما شيء.
فمبارك مقدمًا يا أخي، وتوكل على الله.
مع أطيب دعائنا لك بالسعادة والصحة..