تفاصيل الاستشارة: أنا سيدة متزوجة عمري 26 سنة، وحامل في بداية الشهر الرابع، وأعاني الآن من اضطراب في الجهاز الهضمي فأشعر بوجع قوي جدًّا في معدتي لدرجة أنني أحياناً لا أحتمله؛ وسببه زيادة الحموضة في معدتي ووجود بكتيريا الهليكوباكتر؛ إذ إنني قبل حملي بستة أشهر أصبت بنفس الحالة من وجع معدة وعدم رغبة في الأكل فذهبت إلى الطبيب وأجرى لي منظارًا للمعدة؛ إذ تبين له وجود التهاب في المعدة والإثنا عشر سببه وجود هذه البكتيريا، فأخذت دواء التهاب لمدة أسبوع فقط ودواء آخر اسمه بارييت لتخفيف الحموضة لمدة 3 أشهر تقريبًا، ومنعني عن بعض الأطعمة التي تزيد من حدة المشكلة وبعدها خفت حالتي ولم أراجع الطبيب بعد ذلك.
ولكن في حملي هذا بدأت أعاني من نفس المشكلة، ولكن بقوة أكثر ربما لأنني حامل وفي بداية حملي أيضًا، ولكن عوارض “لعيان النفس” (الشعور بالقيء) خفّت عندي في الشهر الثالث، ولكن استمررت أعاني من عسر هضم نتيجة الحموضة الزائدة مع حرقة وضربات قلب متسارعة في بعض الأحيان، ولا أستطيع أن آكل جيدًا رغم أن دكتورة الحمل أعطتني دواء يخفف الحموضة والحرقة اسمه غافيسكون.
وأشرب من الوقت للآخر عصير الرمان مخفف بالماء سمعت بأنه يخفف الحموضة ويداوي القرحة، ولكن طبيبتي قالت لي بأنه يحرق أيضًا الكوليستيرول، وأنا منذ بداية حملي لم أزد شيئًا، بل على العكس نقصت كيلو (خلال الـ 3 أشهر)، مع أن وزني قليل نسبة إلى طولي وبحاجة إلى زيادة في الوزن، وبالنسبة إلى دكتور المعدة عندما ذهبت إليه كي أستشيره وعلم بأني حامل (وقتها كنت في الشهر الأول) أجرى لي فحصًا عن طريق الدم فتبين له بأن البكتيريا ما زالت موجودة، ولكن بنسبة أخف، فاقترح عليّ بما أنني حامل أن أنتظر لمدة 4 أشهر ثم آخذ بعدها دواء التهاب.
أطلت الوقت عليكم “اعذروني يا محترمون”؛ لأنني فعلاً يائسة جدًّا لدرجة أفكر أحيانًا بأن آخذ أي دواء ممكن أن يريحني وخاصة الآن، حيث أصبحت أنام على حموضة وأستيقظ على حموضة، بالإضافة إلى عسر الهضم هذا دائم لا يفارقني منذ بداية حملي.. فانصحوني يا سادة يا كرام، ماذا أفعل؟ وأي دواء أستطيع أن آخذه؟ وأي نظام صحي ممكن أن أتبعه من شأنه أن يخفف حدة مشكلتي؟ وهل أستطيع أن أستمر على عصير الرمان؛ لأنه يريحني أم لا لأنه ممكن أن يفقدني وزني كثيرًا؟ وهل فعلاً مشكلتي مرتبطة بحملي أم لا؟ وهل ممكن أن تخف تلقائيًّا خلال هذا الشهر؟ وهل أستطيع أن آخذ الدواء المضاد للحموضة طوال فترة حملي وكل يوم؟ أريد منكم الحل لو سمحتم بأسرع ما يمكن؛ لأنني لا أريد أن أفقد طفلي من خلال أي دواء آخذه أو من خلال قلة تغذيتي وأريده أن يتغذى جيدًا من خلالي، ولكم مني جزيل الشكر والامتنان.
ملاحظة: لا أشرب القهوة والشاي والنسكافيه والمشروبات الغازية ولا آكل الدسم والحوامض والتوابل والمقالي..
أريد أن أسأل عن الموز إذا كان يسبب الحموضة وعن منقوع الزنجبيل سمعت أنه مفيد وأيضًا شراب البابونج مع النعناع؛ لأنني بدأت أشرب هذه المشروبات وأحسست بتحسن من بعدها.
⇐ د. عمرو أبو الفتوح «مدرس أمراض الجهاز الهضمي والكبد والمتوطنة» أجاب على الاستشارة؛ وقال: أختنا العزيزة.. خفّف الله عنك آلامك، وبارك لك في حملك ورزقك الولادة السهلة والذرية الصالحة التي تقر بها عينك.. اللهم آمين.
قرأت رسالتك المطولة عزيزتي، ولا ضير أبدًا من طولها، وفهمت منها أنك تعانين من اضطرابات في المعدة سببه وجود البكتريا الحلزونية “هليكوباكتر”، ودعيني أوضح لك نبذة بسيطة عن هذه البكتريا فهي نوع من البكتريا يفرز مادة اليوريا التي تؤدي بدورها إلى تهتك الغشاء المخاطي الذي يغطي السطح الداخلي للمعدة والإثنا عشر وتمنعه من القيام بعمله الوقائي ضد أحماض المعدة (حمض الببسين وحامض الهيدروكلوريك)، فتهاجم هذه الأحماض أنسجة المعدة.
وقد أثبتت الدراسات الطبية دون أدنى شك الدور الرئيسي لهذا النوع من البكتريا كعامل مساعد في نشوء قرحة المعدة وفي تأخير شفائها، حيث وجد أن نسبة المصابين بقرحة الإثنا عشر والذين يحملون هذه البكتريا تتراوح ما بين 80% إلى 100% فيصبح جدار المعدة أكثر عرضة للإصابة بالقرحة.
وعادة يحتاج علاج هذه البكتريا إلى برنامج علاجي مكثف من المضادات الحيوية قد يستمر لمدة أسبوعين، ويشمل ثلاثة أدوية تعطى في آن واحد، وعادة ما يأتي هذا العلاج بنتائج ممتازة في عدم تكرار الإصابة بهذه البكتريا على المدى البعيد في حوالي 80-90% من المرضى.
هذا باختصار نبذة عن البكتريا الحلزونية التي أصابتك، ولا بد أنك تعرضت لبرنامج العلاج الذي ذكرته سابقًا والذي لا أنصح به الآن في ظل ظروف الحمل، وإن كانت مشكلة الحموضة التي تعانين منها سببها في الأصل البكتريا الحلزونية إلا أن هرمونات الحمل تزيد من حدة المشكلة.
وأنا شخصيًّا عزيزتي أفضل الالتزام بالعادات الغذائية التي تجنبك حموضة المعدة ومشاكلها في ظل الحمل، ويمكنني عرضها عليك في النقاط التالية التي ستشمل ردًّا على معظم أسئلتك:
- أن تكون الوجبات الغذائية منتظمة وصغيرة، وقليلة الدسم.
- تجنب النوم بعد الأكل مباشرة، فحاولي أن تكون وجبتك قبل النوم بحوالي ساعتين أو ثلاث ساعات.
- زيادة ارتفاع الفراش (السرير) الذي تنامين عليه بمقدار 10 سم من ناحية الرأس.
- تجنب التدخين والكحوليات، وكذلك تجنب السمنة المفرطة.
- تناول علاج دوائي بشكل مستمر يساعد في خفض درجة الحموضة، فلا مشكلة من تناول أدوية الحموضة أثناء الحمل.
- تجنب الأكلات التي تسبب الحموضة مثل: الشيكولاتة، والشاي، والقهوة، وعصير البرتقال والليمون، والأكلات الحريفة.
- تجنب شرب اللبن مساء، حيث إنه يزيد من الحموضة ولا سبيل لمنعه وأنت حامل لأهميته.
- أفضل أيضًا الابتعاد عن الرمان ذاته، حيث يمتاز بحامضيته، ولكن قشره يستخدم في علاج حموضة المعدة فيطحن ويتناول مع العسل.
- الموز مضاد للحموضة، ويرجع ذلك لاحتوائه على نسبة عالية من الأملاح القلوية التي تعادل حموضة المعدة.
- أما عن الزنجبيل فهو مفيد في حالات القيء لكن بحذر.
- والبابونج يساعد في منع تشنجات المعدة، وسائر أقسام الجهاز الهضمي، ويزيل المغص من المعدة والأمعاء والمرارة أحيانًا.
- وأخيرًا بالنسبة للنعناع فلا أفضل تناوله في حالتك؛ لأنه يزيد من الحموضة، حيث يساعد على ارتجاع المريء.
هذا عزيزتي ما في جعبتي حول حالتك، ولا يغني رأيي الشخصي عن التزامك بنصائح طبيب النساء والتوليد المتابع لحالتك.
⇐ نطالع أيضًا: لمن يعاني ارتجاع صمام المريء.. غَيّر نمط حياتك
أسأل الله تعالى لك الصحة والعافية، وأن يسعد صباحك ومساءك في نومك واستيقاظك بكل خير ودون أي قلق.. اللهم آمين.