على الرغم من أهمية المعادن والفيتامينات بشكل رئيسي لجسم الإنسان إلا أن هذه المعادن وتلك الفيتامينات قد تعود بالضرر الأكبر على صحة الأطفال لأنها مركزة في الحليب البقري الذي نقدمه لهم بنسب عالية تفوق احتياجاتهم مما يؤثر سلباً على صحتهم.
تعمل زيادة نسبة الدهون المشبعة الموجود في الحليب البقري على سبيل المثال على عدم امتصاص الطفل للعديد من الفيتامينات والمعادن الأخرى كما أن الحليب البقري به نسبة عالية من الصوديوم والتي تؤثر على عمل الكُلى وفلترة الدم بجانب أنه يزيد من خطر الإصابة بالبدانة الزائدة عند الطفل.
ما هو حليب النمو اللازم للأطفال بعد عمر السنة؟
ذكرت الدكتورة رند الديسي ” أخصائية التغذية العلاجية ” أنه يجب علينا من حين لآخر التذكير بأهمية الحليب خاصة للأطفال الصغار لأننا نلاحظ زيادة انتشار فقر الدم عند الأطفال وكبار السن كذلك، لذلك عند وجود نقص في معدن الحديد وفقر الدم وبعض الفيتامينات في الجسم فإنها تكون حينئذ انعكاس للطرق الغذائية الخاطئة في الصغر أو عند الطفولة.
يجب التوعية بأن الحليب البقري غير ملائم للأطفال من ناحية التركيبات أو المواد الغذائية الموجودة به لأنها تفوق احتياجات الطفل على عمر السنة كالدهون والبروتين ونسب الفيتامينات والمعادن الموجودة به مما يعتبر شيء سلبي وليس إيجابي على عكس ما يعتقده الكثيرون، هذا إلى جانب الامتصاص البطيء للطفل لهذه المواد الموجودة في الحليب البقري.
يتضاعف مستوى النمو عند الأطفال بنسبة كبيرة مقارنة بكبار السن كما أن الأطفال يكون لديهم بعض الأعضاء تحت النمو كالجهاز الهضمي والبنكرياس والدماغ وغيرها ثم على عمر الثلاث سنوات يتضاعف حجم الطفل حيث أن يصل وزن الطفل إلى 5 أضعاف وزن الولادة ومن ثم يستوجب علينا في هذه الحالة تغطية هذه الاحتياجات إما بالغذاء أو بالحليب المكمل للغذاء حتى لا يعاني الطفل حينئذ من نقص أو فقر في بعض الفيتامينات والمعادن اللازمة له – وفق ما تراه رند الديسي.
نلاحظ كذلك أن معدة الطفل صغيرة مقارنةً مع كبار السن كما أننا نلاحظ كبر المعدة مع تقدم العمر ولكن في فترة النمو ما بين 4 أشهر إلى 18 شهر تقريباً تكون احتياجات الطفل كبيرة مقارنةً مع حجم معدة صغير.
ما هي المقارنة بين احتياجات الأطفال الغذائية وكبار السن؟
يجدر الإشارة إلى أن الأطفال يحتاجون خمسة أضعاف الحديد اللازمة لأجسامنا و 7 أضعاف فيتامين D اللازمة لنا وهذه تعتبر نسب عالية والتي تتطلب منا ضرورة الانتباه إلى نوعية الأغذية التي نقدمها للطفل ومراعاة ضرورة أن تكون هذه الأغذية صحية وتعطيه احتياجاته العالية من هذه الفيتامينات والمعادن مقارنةً بكبار السن لأن النمو كما ذُكر سلفاً يعتبر سريع نوعاً ما في أولى سنوات الأطفال.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على الطفل المحافظة على نسب الحديد في الدم والذي ينعكس على الهيموجلوبين وفقر الدم مع مراعاة أن الحديد لا يؤثر فقط في تكاثر الخلايا الدموية أو زيادة عددها وعدد كرات الحمراء ولكن الحديد بشكل رئيسي له دور في الحفاظ على النمو العقلي للأطفال، كما تثبت الدراسات أن الأشخاص الذين عانوا من فقر الحديد في أجسامهم منذ الصغر أصبحوا يعانون من تطوير الدماغ والصحة العقلية على الكبر.
ما هي مكونات الحليب البقري المخصص للأطفال؟
يحتوي الحليب البقري على نسب عالية جداً من البروتين وهذا على الرغم من أهميته للجسم إلا أن زيادة نسبة البروتين في جسم الطفل تزيد من خطر البدانة في عمر متقدم.
بالإضافة إلى ذلك، يوجد في الحليب البقري نسبة عالية من الكالسيوم والصوديوم على الطفل مما يتسبب في وجود عبء كبير على الكُلى وفلترتها للدم حيث أن الصوديوم كذلك يزيد من احتباس السوائل في الجسم مع مراعاة أن الحليب البقري كذلك به نسب مرتفعة من الدهون خاصة الدهون المشبعة التي تعيق امتصاص بعض الفيتامينات والمعادن المهمة لجسم الطفل، لذلك فإن محتويات ومركبات حليب الأبقار هي غير ملائمة لأجسام الأطفال كما أنها تعود بالضرر على أجسامهم أكثر من الفائدة الغذائية.
يعاني ما يقرب من 17.2% من الأطفال في الوطن العربي من نقص في الحديد بينما تزيد تلك النسبة عند الأطفال الذين يعانون من خطر الإصابة بهذا المعدن المهم للجسم وتعتبر الأردن من الدول الرائدة في نقص الحديد عند الأطفال الذي يستمر كذلك مع مرور الوقت عند الكبار.
إلى جانب ذلك، يعاني أطفال الدول العربية على رأسها السعودية من نقص فيتامين د في الجسم على الرغم من أن الشمس موجودة في المملكة بشكل دائم ولكن تعرضهم للشمس يعتبر قليل نوعاً ما ولا يغطي احتياجاتنا من الكالسيوم خاصة للأطفال مع عدم تناولهم للمكملات الغذائية اللازمة.
ما هي أسباب نقص الحديد عند الأطفال؟
هناك أسباب متعددة لنقص الحديد عند الأطفال أهم تلك الأسباب هي أن الأمهات تقدم أغذية إلى أطفالهم تفتقر إلى معدن الحديد حيث يعتمد الطفل في كثير من الأحيان على البطاطا وحبوب الفطور أو الحبوب المهروسة والمطحونة والتي تفتقر إلى هذا المعدن، كما أن الأطفال الصغار يرفضون في بادئ الأمر الأغذية الغنية بالحديد كالسبانخ وغيرها من الأغذية الأخرى.
من أسباب نقص الحديد عند الأطفال كذلك هي أن الأمهات تتأخر في بعض الأحيان في تقديم الأغذية الغنية بالحديد إلى الطفل وهذا ما يؤدي إلى فقر الدم ونقص الحديد بجانب أن بعض الأطفال على عمر السنة يشربون الشاي المعروف عنه أنه يعيق من امتصاص الحديد، مع مراعاة أيضاً أن الأوكزاليت الموجودة في الخضار الورقية الداكنة تعيق كذلك من امتصاص الحديد.
فيما يخص أضرار نقص الحديد على جسم الطفل فتتمثل في أن هذا النقص يزيد من فقدان الدم المعوي حيث أنه من الطبيعي أن يكون الدم 0.
3 ملليتر في اليوم الواحد للأطفال لتزيد هذه النسبة إلى 1.7 ملليتر يومياً وليس لهذا الفقدان الدموي أية أعراض غير أنه ينعكس على فقر الحديد في جسم الطفل.
وأخيراً، هناك نسب معادن كبيرة موجودة في حليب الأبقار وهذا يعود بالضرر على أجسام الأطفال لأنهم غير قادرين على امتصاص هذه المعادن والفيتامينات كما تزيد نسبة الكالسيوم الموجودة في هذا الحليب مما يؤثر على الكُلى، كما يزيد الصوديوم في الحليب البقري والذي يزيد من خطر البدانة عند الطفل مع مراعاة أن الحليب البقري يحتوي على نسب عالية من الأملاح والتي تضر بصحة الطفل.