الحسن البصري.. سيد أهل زمانه علما وعملا

الحسن البصري.. سيد أهل زمانه علما وعملا

هو من أكثر الشخصيات البارزة في عصر صدر الإسلام، شيخ أهل البصرة، ومفتيها، سيد أهل زمانه علما وعملا، حافظ القرآن الكريم، العامل بآدابه وتعاليمه، أحد أئمة التابعين وأشهر علماء عصره.

حبر الأمة في زمنه وهو أحد العلماء الفقهاء الفصحاء الشجعان النساك، قال عنه الإمام الغزالي: “كان الحسن البصري أشبه الناس كلامًا بكلام الأنبياء، وأقربهم هديًا من الصحابة وكان غاية في الفصاحة، تتصبب الحكمة من فيه “.

ولد الحسن البصري في المدينة لسنتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، ونشأ بين الصحابة رضوان الله عليهم؛ مما دفعه إلى التعلم منهم، ولقد رأى الحسن البصري عددًا كبيراً من الصحابة وروى عنهم مثل: النعمان بن بشير، وجابر بن عبد الله، وابن عباس وأنس (رضي الله عنهم)، ونتيجة لما سبق فقد لقبه عمر بن عبد العزيز (رحمه الله) بسيد التابعين، حيث يقول: لقد وليت قضاء البصرة سيد التابعين.

أما السيدة عائشة (رضي الله عنها)، وعندما سمعته يتكلم قالت: من هذا الذي يتكلم بكلام الصديقين؟

تنقل الحسن البصري بين أكثر من مدينة؛ حيث كان مولده ونشأته في المدينة المنورة إلى أن سافر إلى كابل، كما عمل كاتبا للربيع في خراسان وكان ذلك في عهد معاوية بن أبي سفيان، بعدها استقر في البصرة حتى حصل على لقبه البصري وأصبح يعرف باسم” الحسن البصري”.

كان الحسن البصري أعلم أهل عصره، وكان صوامًا قوامًا، فكان يصوم الأشهر الحرم يومي الإثنين والخميس، ويقول ابن سعد عن علمه: كان الحسن جامعًا، عالما، عاليا رفيعا، ثقة، مأمونًا، عابدا، ناسكًا، كبير العلم، فصيحا جميلا وسيمًا.

وكان أنس بن مالك (رضي الله عنه) يقول: سلوا الحسن فإنه حفظ ونسينا، وقال قتادة كان الحسن من أعلم الناس بالحلال والحرام.

وقال أبو قتادة العدوي: الزموا هذا الشيخ -يعني الحسن- فما رأيت أحدًا أشبه رأيًا بعمر بن الخطاب (رضي الله عنه) منه.

وروى بلال بن أبي بردة قال: “مَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ لَمْ يَصْحَبِ النَّبِيَّ ﷺ أَشْبَهَ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مِنْ هَذَا الشَّيْخِ” ~ يَعْنِي الْحَسَنَ.

وكان الحسن البصري إلى جانب ورعه شجاعًا زاهدًا، استغنى عن الناس وما في أيديهم فأحبوه، وكان ناصحًا لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، كتب إليه عمر بن عبد العزيز: انصحني.. فكتب إليه: إن الذي يصحبك لا ينصحك، والذي ينصحك لا يصحبك.

وتوفي الحسن ليلة الجمعة سنة عشر ومائة وعمره تسع وثمانون سنة، وقيل: ست وتسعون سنة.

أضف تعليق

error: