إنتشرت في الآونة الأخيرة الكثير من الفحوصات التي تختبر أنواع الحساسية الخفية في الجسم التي تسببها أنواع من الأطعمة أبرزها حليب البقر، الخميرة، والبيض، والقمح. وغالبا ما تكون عوارض تلك الحساسية الشعور بالإنتفاخ، والإصابة بالإسهال أو الإمساك. أيضا تترافق مع عوارض ذهنية وجسدية كتقلب المزاج، والتعب الدائم، والإكتئاب، والشراهة في تناول الطعام. ولكن ما مدى دقة تلك الفحوصات وهل تجنب تلك الأطعمة يؤدي إلى إختفاء تلك العوارض تماما من الجسم.
ما هو الفرق بين الحساسية وعدم تحمل الطعام؟
يشرح “د. محمد خير العج ” إختصاصي أمراض الجهاز الهضمي والكبد.
التحسس الغذائي: هو أن يأكل الشخص أحد الأطعمة التحسسية مثل “البيض” تظهر عليه أعراض خلال دقائق أو ساعات فيصاب بالإسهال، أو الحكة، وغيرها وهذا ما يسمى بالتحسس الغذائي. وهذا التحسس يصيب 1% من الأشخاص عادة بالنسبة العالمية.
– أما عدم التحمل الغذائي المناعي: فهي أطعمة لا يستطيع الإنسان تحملها فتصبح مع العمر مرض مزمن.
ما المقصود بعدم التحمل الغذائي المناعيولماذا نصاب به؟
يوضح “د. خير العج” الجهاز المناعي يقوم بتخليص الجسم من الفضلات. والعملية الغذائية والأكل أيضا يقوموا بتشكيل تلك الفضلات، فيقوم الجهاز المناعي بالإتحاد مع بروتينات الأطعمة على شكل معقدات مناعية تقوم بالتخلص من تلك الفضلات بطرق جهاز مناعي. عدم التحمل هنا نتيجة ضعف المناعة في فترة من فترات حياتنا أيا كان بسبب صدمة أو حادث سيارة أو عملية كبيرة، أو تغيير نمط غذائي يؤدي كل ذلك إلى الإصابة بضعف المناعة. وعند الإصابة بضعف المناعة يتوقف الجهاز المناعي عن العمل وعدم قدرته على التخلص من الفضلات التي تتشكل من بروتينات الأطعمة وإلى أن تصل إلى حد معين تم تحديده من قبل المعايير الطبية فهذه الفضلات تترسب في الأمعاء، والقولون، والمفاصل وتقوم بتشكيل آلية مناعية، وهذه الآلية تتعب الجسم وتسبب الكثير من الأمراض المزمنة. وعدم التحمل الغذائي يتم إكتشافه عن طريق التحاليل، وتحليل الدم. حيث يتم إكتشاف هذه القبضات ومستواها ف الجسم.
ماهي آلية التحليل؟ وكيف يتم إكتشاف أن هناك حالة من عدم التحمل الغذائي؟
يقول “د. خير العج” التحليل هو عبارة عن إكتشاف نسبة وعدد القبضات “المعقدات المناعية” بتحليل دقيق جدا يعتمد على تكنولوجيا عالية فهو يقوم بتحديد جميع الأطعمة الموجودة في حياتنا ومن ثم يقوم بتحديد نسبة القبضات أو المعقدات المناعية وعند وصولها إلى رقم معين في التحليل يتم التعرف على الأطعمة المسببة لتلك المشاكل المزمنة. وهذه المشاكل المزمنة قد تكون: تشنج قولون، أعراض عصبية أو نفسية، قلق، إكتئاب، توتر، ضعف نوم، آلام مفصلية، شقيقة متكررة من دون سبب، إحتباس سوائل، إلتهاب أنف تحسسي.
وكل هذه الأمراض تحدث بسبب عدم التحمل الغذائي.
ماهي أكثر الأطعمة المسببة للحساسية؟
هناك الكثير من الأطعمة التي قد تسبب الحساسية. ولكن التحسس الغذائي يرتبط أكثر بالحليب البقري غالبا أو ممكن من البيض وصفار البيض، وممكن أن يتحسس من البروتين وخاصة القمح، والخميرة، والفراولة، والموز، والشوكولاتة. فهذه الأطعمة تحمل نسبة تحسس عالية جدا.
كيف يستطيع الأشخاص المصابون بعدم التحمل الغذائي التعايش مع هذا الوضع دون شعورهم بأعراض إلا مؤخرا؟
الفكرة هنا تكمن في أنه يمكن إكتشاف أن الشخص مصاب بعدم التحمل الغذائي ولكن السر هنا أن هذا العرض غير مستمر مدي الحياة ويمكن علاجه عند الإنقطاع عن طعام معين لمدة من 4 إلى 6 أشهر. و ليس هناك أعراض مباشرة للتحسس الغذائي، ولكن هناك عوارض مثل ظهور طفح جلدي، أعراض جلدية مزمنة، آلام مفصلية، تهيج قولون. ومن الممكن ان يكون كل هذا مرتبط بعدم التحمل الغذائي. وهنا نقوم بالإبتعاد عن بعض الأطعمة لمدة تتراوح ما بين ال4 الى 6 أشهر والتي يتم إكتشافها عن طريق التحليل، وذلك إلى ان يتم تنظيف الجسم من فضلات هذه الأطعمة ثم يعود الشخص إلى تناولها مرة أخرى. فالمنع هنا لا يكون مدى الحياة.
هل تحايل بعض الأشخاص بأخذ دواء الحساسية قبل تناول الأطعمة التي تسبب الحساسية للطعام يجدي نفعا ويقيهم من الإصابة بحساسية الطعام؟
بالطبع لا. هذا لا يمنع الإصابة بحساسية الطعام ولكن من الممكن تعويض النقص في الجسم أو الإمتناع عن الزائد في الجسم مثل خميرة الجسم مثلا حتى لا يتعرض الشخص لحساسية الطعام. و من الممكن ان يشفى الشخص المصاب بحساسية الطعام دون تدخل طبي. فقد تقل وتختفي حساسية الطعام تدريجيا مع تقدم العمر.