كيف يمكن التفريق بين الحساسية ونزلات البرد عن الأطفال؟
تقول “الدكتورة رند الديسي – أخصائية التغذية” أن الأعراض تكون متشابهة بين الطفل الذي يعاني من الحساسية التي تأتي من الحليب أو عنده حساسية من الحليب الذي يشربه، وبين الطفل الذي يعاني من رشح أو نزلة برد، فالأعراض متشابهة بشكل كبير ولا تعرف الأم ما السبب الذي يسبب الأعراض للطفل.
ما هي أعراض حساسية الأطفال وفي أي فترة عمرية يصابون بها؟
الأطفال حديثي الولادة تكون الأم في هذه الفترة العمرية من حياة الطفل للأسف محتارة بشكل كبير فيما تفعله مع طفلها، فتجد أن طفلها يعاني أحيانا من الغازات أو ارتفاع درجات الحرارة أو سيلان بالأنف، ولا تعرف ما السبب الرئيسي، هناك ٥ مناطق بالعادة نحدد عليها إذا كان الطفل يعاني من الحساسية أم نزلات البرد، تختلف الأعراض بين الطفل الذي يعاني من حساسية عن الطفل الذي يعاني من نزلات برد.
فأول مؤشر أو منطقة يمكن الاطلاع عليها هو الجهاز التنفسي العلوي، فإذا كان عند الطفل سيلان دائم بالجهاز التنفسي العلوي أو عنده مشاكل بالتنفس أو أزيز مثل صوت خلال التنفس بالإضافة لحرارة، يكون ذلك نزلة برد ولا يكون الطفل لديه حساسية من الحليب الذي يشربه، ولكن إذا كان عند الطفل دائما سيلان من الأنف بدون إفرازات وشفاف اللون، وكان دائما عنده صعوبة بالتنفس بالإضافة الى عدم وجود ارتفاع في درجات حرارة جسمه، هنا احتمال كبير أن يكون السبب هو الحساسية.
وأضافت “د. رند” أن الحساسية تحدث لأن الجسم يمر عليه مادة طبيعية ولكن الجسم يراها مادة غير طبيعية ويحاول أن يهاجمها، فشن الهجوم على هذه المادة تؤدي الى ضعف مناعي في المناطق الأخرى، فيحدث عند الطفل سيلان دائم في الأنف بالجزء العلوي من التنفس عنده ويحدث عنده أعراض مختلفة يمكن الشعور بها، فعند التخلص أولا من الجهاز التنفسي العلوي.
نأتي للجهاز التنفسي السفلي، الأطفال بالعادة الذين يشعروا بأي نوع من الصعوبة في التنفس خاصة أن المجرى الهوائي للطفل صغير وحساس جدا، فأي شيء ممكن أن يؤثر عليه، إذا كان عنده صعوبة في التنفس أو استمرت هذه الأعراض أكثر من أسبوع يكون السبب الرئيسي هو الحساسية وليست نزلات البرد، بالإضافة الى أن هذه الهجمات على الجهاز التنفسي مؤقته فلا تكون الأعراض دائمة، فهي تظهر وتختفي حسب تناول الطفل للوجبة.
أما المؤشر الثالث الذي يمكن الاطلاع عليه هو العيون، فالأطفال الذي يحدث عندهم احمرار بالعيون أو إفرازات هذا هو الطبيعي من نزلات البرد أو الفيروسات والبكتيريا، لكن إذا كان الطفل منزعج لدرجة أنه يحاول فرك عيونه ويبكي من هذه الأوجاع، كما تظهر هالات سوداء تحت العيون بالإضافة للاحمرار والإفرازات التي تجعله لا يستطيع فتح عينيه بالطريقة الصحيحة، هنا تكون مؤشرات أن هذه حساسية وليست فقط نزلة برد.
المؤشر الرابع هو البثور على الوجه، كل الأطفال تظهر لهم بثور أو حبوب صغيرة على الوجه أو الجسم أو الأرجل بالإضافة الى الرقبة المناطق الحساسة عند الأطفال، ولكن زيادة وجود هذه البثور وعدم اختفائها بعد شهرين الى ٣ أشهر معناه أن الطفل عنده حساسية معينة من المأكولات التي يأكلها، فيجب الانتباه للبثور التي تطلع على الوجه، وطبعا زيادة مسك الوجه من قبل الأهل يزيد ذلك من وجود البثور، وتكون تلك البثور حمراء اللون ولا تختفي بسهولة وهنا مؤشر لوجود مشاكل بالحساسية.
المؤشر الخامس والأخير هو المعدة، ففي العادة يحدث عند الأطفال استفراغ أو يطلع بعض الحليب بعد الرضاعة وهذا شيء طبيعي، ولكن عندما تزيد وتؤدي لمشاكل بالنوم ونفخة دائمة غير طبيعية ونشعر بأن الطفل بطنه كبيرة، هنا يكون هناك مشاكل حساسية وليس فقط مشاكل عدم ارتياح من الوجبة، والحل أن هناك أنواع معينة من الغذاء يجب على الأم الابتعاد عنها نهائيا، هذه الأنواع تشمل البيض والحليب والقمح بكل أشكاله، يجب الابتعاد أيضا بنفس الوقت عن الحليب ومشتقاته، وعند إرضاع طفلها يجب الابتعاد عن تلك المأكولات، وإذا كان الطفل لديه حساسية ويأخذ حليب اصطناعي يجب اللجوء للحليب الاصطناعي الذي يوجد به بروتينات قليلة جدا، لا يستطيع الجهاز المناعي اكتشافها ولا تسبب حساسية للطفل مثل الحليب الذي يوجد به جزيئات البروتين كبيرة، لكن في هذا الحليب الخاص تكون البروتينات مقسمة لجزيئات صغيرة جدا ولا يستطيع الجهاز المناعي رؤيتها، كذلك الأم التي ترضع رضاعة طبيعية يجب عليها الابتعاد عن هذه المأكولات وسوف تلاحظ الفرق مباشرة على الطفل.
أردفت “رند” أنه مع تقدم عمر الطفل ٦٠ الى ٨٠% من الأطفال تخلصوا من هذه الحساسية التي كانوا يعانون منها، فعندما يبلغ الطفل عمر سنة أو سنة ونصف، نرى إذا الطفل خرجت من جسمه هذه الحساسية، ولكن ليس عن طريق اطعامه المأكولات التي كانت ممنوعة، ولكن بمراجعة طبيب الحساسية والذي يقوم باختبار حقن البروتينات على جسم الطفل ونرى إذا تحسن أم لا، ولكن ليس عن طريق اطعامه الأكل الممنوع لأن كلما نعطي الطفل هذا الأكل كلما يشن الجهاز المناعي هجمات أكبر على هذه الأنواع من الأغذية.
ما الأعراض التي تحدث إذا لم تنتبه الأم لتلك الحساسية؟
المضاعفات هو أننا نتحدى الجهاز المناعي للطفل، فهو عادة يشن هجمة كلما نتناول هذا البروتين، فإذا استمريت في تناول تلك المأكولات والبروتينات كل مرة تكون الهجمة أقوى وأقوى، والذي يؤدي بالنهاية الى تعب الجهاز المناعي للطفل لدرجة أنه يمرض أو يصاب بأي بكتيريا عادية يمكن أن لا تصيب أي شخص آخر، لأن جهازه المناعي كان دائما يعمل ودائما كان يوجد التهاب بجسمه فنلاحظ أن الشمس يكون هزيل ومريض، ويصبح دائما مريض ودائما معرض لخطر الإصابة بأي نوع من الفيروس أو البكتيريا أكثر من الأطفال الآخرين.
وأوضحت “د. رند” أن الطفل من الممكن أن يكون لديه حساسيات مختلفة غير المتعارف عليها، فيمكن أن يكون يعاني من التفول فالأم يجب أن تبتعد عن كل أنواع البقوليات، فإذا كانت الأم لا تعرف الفرق بين الحساسية ونزلات البرد، ويعاني طفلها دائما من نفخة وارتفاع في درجة الحرارة أو سيلان في الأنف، فيكون الحل هو استشارة الطبيب ولا نجرب أنواع الحليب الاصطناعي أو إعطاؤه الماء الذي يحتوي على مواد تساعد على الهضم، لأن هذا الشيء سوف يغطي المشكلة التي يعاني منها الطفل، فالحل هو إيجاد السبب الرئيسي الذي يسبب كل هذه المضاعفات أو الأعراض عند الطفل باستشارة طبيب أو شخص مختص، حتى يساعد في طبيعة التعامل في هذه المرحلة.
هل هذه الحساسية تعتبر مرض مزمن؟
الحساسيات بالعادة يمكن أن تخرج من الأطفال أو لا، وذلك يعتمد على مدى وعي الأم للموضوع، فكلما امتنعت الأم عن الأغذية التي تسبب له حساسية أكثر كلما تخلص من تلك المشكلة بطريقة أسرع، وكلما استمر اعطاؤه هذه الأغذية كلما طالت هذه المشكلة معه أكثر، فالحل هو امتناع الأم والطفل عن هذا الغذاء نهائيا حتى تخرج الحساسية من جسمه، ويتم معرفة ذلك عبر فحص جلدي عن طريق تمرير البروتينات على الجلد ونرى تأثيرها على جسمه، وليس بإعطائه نوع طعام ممنوع لمعرفة إذا كان تحسن أم لا، لأن ذلك يستفز الجهاز المناعي للطفل، فالحل هو ارتياح جهاز المناعة بعد فترة، ويمكن أن يستغرق الطفل ١٦ سنة ليتخلص من تلك الحساسية، ولكن لا يوجد دراسات مؤكدة تثبت ذلك.