يعاني العديد من الأطفال من مشكلة فرط الحركة ونقص الانتباه ولكن يجدر الإشارة إلى ضرورة التفريق بين المشاغبة العادية للطفل وبين فرط الحركة والنشاط، ومن ثم تأتي أهمية تشخيص حالة الطفل عند الطبيب المختص.
ما الفرق بين الحركة الطبيعية وفرط الحركة عند الطفل؟
تقول الدكتورة بسمة الكيلاني “أخصائية علم النفس العيادي”، إن الطفل الحرك هو ذلك الطفل الذي يود استكشاف ورؤية كل شيء من حوله كما أن معظم الأطفال يقومون بهذه الأفعال ليستكشفوا المحيط الخص بهم من حولهم وينجزون المهمة الموكلة إليهم خاصة إذا كانت مهمة بالنسبة لهم.
أما الطفل الذي يعاني من نقص الانتباه وفرط الحركة فإنه يحاول أن ينجز ويلعب لعبة معينة أو يقوم بسلوك معين ولكنه لا يستطيع أن يواصل على هذا الأمر، لذلك فإن الفرق بين الطفل مفرط الحركة والطفل الذي يعاني من نقص الحركة هو أن ناقص الحركة والانتباه نشعر وكأن عاصفة دخلت البيت عند قدومه ولا يستمع إلى التعليمات وعادةً ما يكون اندفاعي أكثر من اللازم ولا يقدِّر الخطر الذي ينتظره، بينما الطفل الحرك يفكر في عواقب الأمور ويبعد عن الخطر ولكنه يقوم بالتحرك والنشاط أكثر من اللازم لاستكشاف أي شيء من حوله.
هل يمكن للطفل مفرط الحركة الجلوس في مكان معين لفترة طويلة؟
بالطبع من الصعب أن يطيل الطفل مفرط الحركة والنشاط الجلوس في مكان واحد لفترة طويلة مع الانتباه إلى أن الطفل الحرك في مكان ما وغير حرك في مكان آخر لا يعاني من نقص انتباه وفرط الحركة وفي حالة تعرض الطفل لهذا الأمر فإن الخلل يبدوا واضحاً في السلوكيات أو المضايقات التي يمارسها الغير عليه في ذاك المكان، ومثال على ذلك فإن الطفل الذي يتعرض للضبط والالتزام داخل المنزل فقد نرى العكس في المدرسة حين يقوم هذا الطفل بفرط الحركة والنشاط والشغب – وفق ما تراه الطبيبة.
هل لفرط الحركة وتشتت الانتباه علاقة ببعض الاضطرابات؟
إن كثيراً من التصنيفات العلاجية تعتبر فرط الحركة وتشتت الانتباه اضطراب في حد ذاته ولكن هناك نظريات أخرى ترى أن فرط الحركة وتشتت الانتباه هو عَرَض لمناطق في الدماغ لم تُطور وظيفياً كما يجب، فبالتالي فإننا نلاحظ أن الطفل الذي يعاني من عسر القراءة يعاني كذلك من فرط الحركة ونلاحظ أن من يعاني من التآزر الحركي يعاني أيضاً من فرط الحركة، لذلك فإن هناك نظريات مختلفة حول هذا الأمر.
أما عن الأهل فيُنصح لهم عدم التسرع في تشخيص حالات فرط الحركة وتشتت الانتباه لأن ذلك السلوك لابد له من أن يؤثر على أدائه وفي حالة عدم تأثيره على أدائه وسلوكياته فلا يمكننا تصنيفه على أنه فرط للحركة.
هناك بعض الحلول الدوائية لعلاج حالات فرط الحركة ونقص الانتباه عند الطفل مع إمكانية علاجه ببعض الطرق السلوكية التي يُنصح البدء بها في عمر صغير بجانب ضرورة التغذية الصحيحة للطفل حيث أن أكل السكر له علاقة واضحة بنقص الانتباه وفرط الحركة بجانب أن نقص الأوميجا3 وبعض المعادن مثل الماغنيسيوم والزنك يؤثر على نقص الانتباه وفرط الحركة.
وأخيراً، يجب أن يدرك الطفل أن هناك أمور منتظمة لحياته مثل تحديد وقت معين للنوم والأكل واللعب والدراسة مما يجعله يستعد لكل هذه الأمور ذهنياً مع ضرورة أخذ استراحات من وقت لآخر حسب درجة الاضطراب وعمل تغيير مستمر لأنه يمل كثيراً من أي نشاط يقوم به لأن هذا الاضطراب يعتبر مزمن نقوم بإدارته.