من الغرابة أن يكون لكلمة من حرفين هذا التأثير العميق في النفس البشرية، وكيف لها أن تحظى بهذا الزخم، بل إن الموروث الشعري العربي لا تكاد قصيدة تخلو من تعبير يدل بشكل مباشر أو غير مباشر على الحب.
لم يكن الحب بهذه الصورة والقداسة إلا لارتباطه الوثيق بالله عز وجل.. فالحب كلما كان مقتربا من الله أصبح مقتربا من القداسة أكثر.. فهو يستمد شرفه وعبقه وعبيره من كونه لله وفي الله..
وكلما ابتعد الحب كان مزيفا، مشوبا بالكدرة والتدليس، ومهما حاولت أن توجد ارتباطا للحب وديمومته فلن تجد سوى الحب المبني على النور والبرهان..
ولنتفق على أن محددات الحب كثيرة ومتشعبة ولا يمكن حصرها، لكن ما هو الحب الأكثر بقاء في النفس والأبقى في الوجدان..
إن الحب شيء جميل.. ومن أجل أن نعيشه سلوكا في حياتنا يجب أن نطهر قلوبنا من كل الأمراض المعنوية.. فلا حب إذا حضر الحسد.. ولا حب إذا حضر الغل.. ولا حب إذا تمكن الكذب واستمرأ الإنسان الغيبة والنميمة.
ويمكنك أن ترى الحب متجليا في أبهى صوره عندما تحسه في حب الله تعالى وحب رسوله، صلى الله عليه وسلم، بل حتى حب الوالدين وحب الأهل والأبناء فيه من المعاني التي لو تأملناها نجد أنها لا تنفك عن الحب الحقيقي المرتبط بنور الرب جل وعز.
إن الحب في معناه الشامل يجعلك قريبا ممن يستحقه، فهو يجذبك تماما كالمغناطيس تجاه أشخاص بأعينهم..
وفي ظني أن اختزال لفظة الحب في معنى الجنس يمثل حالة امتهان قاسية لكلمة يمكن أن تكون مفتاحا وحدها لقلوب البشر،
وتمثل وحدها عنوانا جميلا يجذب وحده دون تدخل..
ختاما.. الحب عبادة.. فهل تصدق؟!
بقلم: محمد السهيمي
واقرأ: عائلتي سر سعادتي .. كيف يمكن غرس دروس الحب والألفة بين الجميع