تتعرض المرأة الحامل للكثير من التغيرات النفسية والهرمونية خلال فترة الحمل، حيث أن هذه الفترة تعتبر صعبة جدًا على المرأة وتؤثر على حياتها بشكل كامل.
لذلك يجب على المرأة الاهتمام الكامل بصحتها الجسدية والنفسية لأن جميع هذه الاضطرابات سوف تؤثر على الجنين.
التغيرات النفسية التي تحدث للمرأة الحامل
تقول الدكتورة “فادية الإبراهيم”، أخصائية علم الاجتماع، أن المرأة تمر بمرحلة تغيرات نفسية وهرمونية كبيرة خلال فترة الحمل، ومن أهم هذه التغيرات هي التقلبات المزاجية والعصبية والتوتر.
إضافة إلى الحساسية المفرطة وكثرة البكاء، وقد تدخل المرأة أحيانًا في حالات من الاكتئاب، ولكن هذه الاضطرابات لا تحدث لدى جميع السيدات، ولكنها تحدث لدى نسبة من النساء.
وتعتبر الحالة الاجتماعية والمعيشية وعلاقة المرأة مع زوجها من الأشياء التي تلعب دور في حدوث هذه التغيرات، وكذلك الحالة الصحية.
وكذلك فإن حدوث الحمل المبكر بعد الزواج مباشرة يعتبر من أحد أسباب حدوث هذه الاضطرابات الهرمونية لدى المرأة، وخصوصًا أنها في هذه الفترة تتعرض للكثير من الانتقالات والتغيرات في بيئة جديدة ومكان جديد وحياة جديدة، وتصبح المرأة عليها القيام بدورين معًا؛ دور الزوجة ودور الأم.
وإضافة إلى ذلك فإن التغيرات الجسدية وزيادة الوزن أيضًا تلعب دور في حدوث تغيرات نفسية وهرمونية لدى المرأة الحامِل.
هل تؤثر التقلبات المزاجية والحالة النفسية للمرأة الحامل على صحة الجنين؟
تابعت د. “الإبراهيم”، لقد أثبتت جميع الدراسات أنه في منتصف الشهر الرابع يبدأ الجهاز السمعي للطفل في التكون، أما في الأشهر الأخيرة ما بعد الشهر السادس يكون الطفل قد اكتمل.
وبالتالي فإنه يستطيع أن يسمع العالم الخارجي من رحم الأم، كما يستطيع سماع نبض الأم والأصوات الداخلية، وبالتالي فإن الحالة النفسية والتقلبات الهرمونية للسيدة تؤثر في مزاجية هذا الطفل.
ولذلك يفضل أن تكثر المرأة الحامل من الحديث مع الطفل في الأشهر الأخيرة من الحمل.
مما لا شك فيه أن المرأة الحامل يجب عليها أن تتبع نظام حياة سليم وصحي خلال فترة الحمل، سواء كان ذلك في الصحة النفسية أو الجسدية وذلك حتى تستطيع التخلص من هذه الضغوطات النفسية قدر الإمكان، فيجب عليها أن تتناول غذاء صحي ملئ بالكالسيوم والفيتامينات، حيث أن نقص بعض الفيتامينات يؤثر على نفسية المرأة وتدخل في حالة من التعب والإجهاد.
لذلك يلعب الغذاء دور فعال في تحسين الحالة النفسية. كما تؤكد الدكتورة أيضًا على أهمية النوم الكافي للمرأة الحامل، وذلك لدوره في التخلص من التوتر والعصبية والاكتئاب المرافق للحمل.
وإضافة إلى ذلك فإن المرأة من الممكن أن تحاول تفريغ طاقتها السلبية والتخلص من المزاج السيء عن طريق ممارسة أنشطتها المفضلة، وذلك بالإضافة إلى الضرورة لممارسة الرياضة.
تنصح د. “الإبراهيم” بعدم أخذ نصائح بخصوص فترة الحمل أو طريقة رعاية الجنين من الأشخاص المحيطين أو الكبار في السن، وذلك لأن العادات والتقاليد القديمة قد تغيرت كثيرًا الآن، واختلفت معظم المفاهيم وطرق العيش.
لذلك يجب على الأم أن تكثر من القراءة وتثقيف النفس في هذه الفترة في هذا المجال. وتؤكد الدكتورة أن الدعم النفسي للمرأة الحامل من قِبل الزوج يعتبر من الأشياء المهمة جدًا في الدرجة الأولى.
دور الزوج في دعم زوجته خلال فترة الحمل
من الجدير بالذكر أن النساء تختلف خلال فترة الحمل؛ فبعض النساء تكون فترة الحمل لديهن بسيطة وسهلة وتمر بطريقة يسيرة، بينما هناك نساء تعانين من التعسر في فترة الحمل، وتظهر لديهن الكثير من الأعراض الغريبة؛ فهناك نساء لا تتحمل رؤية زوجها خلال هذه الفترة، ونساء آخرين لا يستطيعون القيام بالطبخ طوال فترة الحمل.
بالإضافة إلى النساء اللاتي لا يستطعن القيام بأي أعمال في المنزل أو أي مجهود، لذلك هنا يبرز دور الزوج في هذه الفترة؛ فيجب أن يكون الزوج على وعي كامل بصعوبة هذه الفترة، ويجب عليه مساعدتها في أعمال المنزل.
كما يجب أيضًا أن تحصل المرأة على الدعم الكامل من قِبل جميع الأشخاص المحيطين؛ سواء الأهل أو الأصدقاء أو المقربين.
أردفت د. “فادية”، أن المرأة الحامل يجب أن تكون قوية خلال هذه الفترة وأن تحاول بكل الطرق إعطاء الدعم لنفسها، وأن تحاول دائمًا التفكير في النتائج الجيدة والسعيدة لهذا الحمل، وأن تحاول دائمًا أن الحصول على الراحة والسعادة والابتعاد عما يسبب الإزعاج.
كما يجب عليها أيضًا التخطيط لمرحلة الحمل نفسها قبلها بفترة، ومحاولة التخلص من جميع المشاكل الموجودة في حياتها قبل التخطيط للحمل.
وتنصح الدكتورة المرأة الحامل بمراجعة الطبيب في حالة الشعور بأي أعراض نفسية غريبة.
كما يجب عليها الإدراك الكامل بأن التوتر والضغط النفسي ينتج طفل عصبي وهذا سوف يسبب الكثير من الإزعاج بعد الولادة، إضافة إلى ذلك فإن هذه الاضطرابات قد تسبب الولادة المبكرة، أو ولادة طفل بصحة غير جيدة.
وختامًا، يجب على المرأة الحامل عدم التقصير أو الاستهانة أبدًا بصحتها الجسدية أو النفسية لأن ذلك سوف يؤثر عليها بشكل كبير، كما أنه يؤثر أيضًا على الطفل.