يُعَدّ الجهاز المناعي (Immune system) من أهَم الأجهِزة الّتي يعتمِد عليها جِسم الإنسان، فإذا أصْبَح الجهاز المناعي في الجسم ضعيفًا، فسيكُون عُرضَة للفيروسات والطُفَيْلِيّات والبكتيريا. ويمكن معرفة مدى قوة أو ضعف الجهاز المناعي للإنسان من خلال التحاليل الدورية والمؤشرات مثل الإصابة بفقر الدم وانخفاض عدد كرات الدم البيضاء وعدد الصفائح الدموية.
ولتحسين قوة مناعة الجسم يجب اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة والاهتمام بالصحة النفسية كالبعد عن القلق والتوتر والوسواس، كما يجب توخي الحذر في التعامل مع كبار السن ومرضى السرطان خصوصًا في ظل الوضع الحالي وانتشار فيروس كورونا، لأنهم من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى والفيروسات بسبب قلة مناعتهم، ويجب الحرص على تقديم وجبات صحية لهم والحفاظ على وجود مسافة كافية بينهم وبين المحيطين بهم وخاصة الأطفال حتى لا تنتقل إليهم أي عدوى.
الجهاز المناعي
تقول الدكتورة “هنادي السالمي” نائب مدير مكافحة الأمراض المُعدية في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة، أن الجهاز المناعي هو منظومة تتكون من أعضاء وخلايا وجسيمات مهمتها حِماية الجِسْم من الأمراض والسّموم، فهي عبارة عن شبكة من الخلايا والأنسجة والأعضاء تشتبك كلها معًا لحماية الإنسان من المخاطر والهجمات الخارجية التي تشنها عليه الميكروبات والبكتيريا والفيروسات والطفيليات، هناك عدد من الأعضاء في جسم الإنسان في منظومة المناعة مثل اللوزتين والغشاء المخاطي واللعاب ودموع العين والجهاز الليمفاوي والطحال وأحماض المعدة وخلايا الدم البيضاء التي تُنتج من خلال النُخاع الشّوكي.
كيفية معرفة قوة الجهاز المناعي؟
يستطيع الإنسان معرفة إذا كان يعاني من مشاكل في المناعة منذ الولادة من خلال التحاليل، أما في متقدم العمر يكون هناك مؤشرات تحدد ضعف أو قوة المناعة، وهذه المؤشرات تبدأ بتكرر إصابات العدوى عند الإنسان واستمرارها لفترات طويلة مقارنة بشخص آخر، وهناك مؤشرات تظهر عن طريق التحاليل الدورية مثل انخفاض عدد الصفائح الدموية وكريات الدّم البيضاء وفقر الدم، كل هذه مؤشرات للإصابة بخلل في النظام المناعي في الجسم.
هل يوجد نمط غذائي لتحسين مستوي المناعة؟
أسلوب الحياة الصحي هو مفتاح المناعة وقوة الإنسان وتحمله لمواجهة الأمراض أو الفيروسات، فيجب المحافظة على تناول الغذاء الصحي المُتَنوّع وأداء التمارين الرياضية والتعرض لأشعة الشمس والاهتمام بأخذ التطعيمات الدورية في الجدول المحدد لها، وتؤثر الصحة النفسية أيضًا على المناعة فيجب البُعد عن القلق والتوتر والوسواس والنوم الجيد والبُعد عن السهر لأن ذلك يريح الجسم ويساعده على إعادة نشاطه، ففي وقت النوم ليلًا ترتاح الخلايا وتبني نفسها بصورة أفضل، أما القلق والتوتر والسهر يؤدي إلى حدوث اضطرابات داخلية في الجسم مما قد يتسبب في مشاكل أخرى.
من المهم جدًا تعليم الأطفال المحافظة على نظام غذائي متوازن والتعرض لأشعة الشمس والحرص على النظافة الشخصية وغسل الأيدي بانتظام، كما يجب عرض الطفل على الطبيب عند ظهور أي أعراض عليه وعدم اللجوء إلى إعطاؤه المضادات الحيوية عند شعوره بأي أعراض، لأن كثرة المضادات الحيوية تجعل البكتيريا الغير نافعة تتكاثر في الجسم مما يسبب نقص في المناعة.
هل الوصفات الطبيعية تساعد في تقوية جهاز المناعة؟
الوصفات الشعبية موجودة منذ الأزل، ومن الصّعب جِدًا تغيير تفكير الناس بأن هذه الوصفات الشّعبية ليس لها أي جهة علمية تُثبت فائدتها.
ولكن كثير من الأشخاص تشعر بالراحة النفسية والأمان عند تناول الوصفات الشعبية، ولكن هذا شيء خاطئ فهي تعطي وهم للإنسان وحماية زائفة ويتوهم أنه سيُشفى من السكر أو الضغط أو أنه سيحمي نفسه من الإصابة بالكورونا، لذلك يجب التركيز على معرفة أن أي علاج طبيعي أو طبي يجب أن يستند على دراسات إكلينيكية موثقة بهذا الخُصوص.
هلْ تَرغَب بمعرِفَة الأغذية الصحية التي تقوي مناعة الجسم
حماية كبار السن والمصابين بالأمراض والسرطانات من العدوى
يعتبر كبار السن من أكثر الفئات عُرضة للإصابة بفيروس كورونا، لذلك يجب أن نكون مسئولين وأكثر حذرًا في التعامل معهم ونحاول عدم تعريضهم للاختلاط بالمجتمع الذي لا نعرف مدى اتباعهم للقوانين المفترض اتباعها حاليًا للحماية من كورونا، لذلك يجب الحرص على المباعدة الجسدية عنهم والمحافظة على النظافة من حولهم، وابعادهم عن التّوتّر وعدم الخُروج إلا للحَاجة.
الأمر نفسه بالنسبة للمُصَابِين بالأمراض والسّرطانات فيجب التأكد من خُلوّ الأشخاص المُحِيطين بهم من أيّ أمراض، والمحافظة على نوعية طعامهم فلا نقدم لهم طعام غير مطبوخ، ويجب التأكد من عدم وجود الأطفال حولهم لأنهم معرضين لحمل فيروسات وبكتيريا يمكن أن تنتقل لأصحاب المناعة المنخفضة والمصابين بالأمراض.