يفترض عند تقديم أي عمل خيري أن يراعى أسلوب التقديم تقديرا لمشاعر المستفيدين وتخفيف شعورهم بالحاجة وحتى لا ينظر لهم بأنهم مساكين وضعفاء، ومن رضي منهم بهذه النظرة لسوء حاله فيجب ألا نعممها على الآخرين لأن هناك المتعففين الذين يصبرون على قسوة العيش على أن يسألوا الناس، فكيف إذا تم التشهير بأنهم من المستفيدين من العمل الخيري لظروف حاجتهم وعوزهم!
أذكر مثلا أن رجل إحسان تبرع بريع صالة مناسبات للأعمال الخيرية وسماها باسمه مقرونا بالخيرية والذي حصل أن تلك الصالة لاقت عزوفا اجتماعيا على إقامة الأفراح بها لأنها خيرية؛ وذلك بسبب أن طبيعة النفس البشرية لا تحب أن يتفضل عليها أحد ولو لفترة قصيرة، ويحاول الشخص بقدر الإمكان أن يعتمد على نفسه فما بالكم بمن يعيش طوال عمره مطوقا بالجميل الخيري!
أما إذا كانت مجموعات فإنها ستشكل فئة اجتماعية أيضا محاصرة بالطوق الخيري وسينعكس ذلك على طريقة التربية، وربما لا تستطيع أن تنشئ جيلا قويا قادرا على المشاركة الفعالة في مناحي الحياة وذلك بسبب أنه حُكم عليه بأنه إنسان محتاج واستسلامه لهذه النظرة ستزيده ضعفا ولن أقول: ذلة!
لذا من الأفضل أن نعيد النظر في إعلان الصفة الخيرية على المشاريع التي تخدم المجتمع سواء كانت صحية أو تعليمية أو إسكانية ونكتفي بإطلاق اسم من تبرع بها تخليدا لفعله دون أن نؤثر في نفوس المستفيدين منها.
بقلم: هزاع بن نقاء