ما هي الجرثومة الحلزونية؟
أجاب الدكتور “محمود خليل الشيخ” استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد قائلًا: الجرثومة الحلزونية من الجراثيم العادية التي يمكن أن تنتقل إلى الإنسان بعدة طرق منها تناول الأغذية الغير نظيفة وخاصةً الخضروات والفواكهة لأنها غالبًا ما تُأكل نيئة، ويمكن أن تنتقل أيضًا بواسطة البشر، فالأسرة الواحدة المصاب أحد أفرادها بالجرثومة الحلزونية لابد وأن تنتقل العدوى إليهم جميعًا. وتنظيف وتعقيم الأغذية الطازجة من هذه الجرثومة يكفية تعريضها إلى الماء الجاري بشكل مكثف وغزير قدر الإمكان.
وتجدر الإشارة إلى الإرتفاع الشديد في نسبة الإصابة بالجرثومة الحلزونية بين شعوب الشرق الأوسط، حيث تصل نسب الإصابة إلى أكثر من 60% من الشعب العربي، وقد يعود هذا الإرتفاع إلى العادات الغذائية والإجتماعية الغير الصحية.
ما هي أعراض الإصابة بالجرثومة الحلزونية؟
أشار “د. محمود” إلى أنه تستوطن الجرثومة الحلزونية بعد دخولها إلى الجسم البشري في جدار المعدة، حيث يروق لها العيش في البيئة الحامضية الموجودة في المعدة، وهي عادةً ما تحتاج إلى فترات زمنية طويلة للتكاثر وبدء ظهور الأعراض الصحية الناتجة عنها، فهذه الأعراض قد تظهر بعد الإصابة بها بشهور وقد تظهر بعد الإصابة بسنوات، وظهور أعراضها يرتبط بالأساس بدرجة مناعة الجسم وردة فعله على وجود جسم غريب داخله، فكلما كانت مناعة الجسم أقوى كلما ظهرت الأعراض أشد وأسرع.
وتتراوح الأعراض الصحية الناتجة عن الجرثومة الحلزونية من عسر الهضم والغثيان والتقيؤ المستمر وآلام المعدة إلى نزيف في الجهاز الهضمي من جراء التقرحات التي تُنشِأها الجرثومة في الجهاز الهضمي العلوي (المعدة والإثنى عشر)، وعلى المدى الزمني البعيد تزيد الجرثومة الحلزونية إذا لم تُعالج بشكل صحيح من فرص الإصابة بسرطانات المعدة.
هل تتساوى المضاعفات الصحية للجرثومة الحلزونية مع كل الفئات العمرية؟
أكد “د. محمود” على أنه تختلف شدة ونوعية المضاعفات الصحية الناتجة من وجود الجرثومة داخل الجسم بإختلاف عمر المريض، فعند الفئات العمرية الصغيرة والمتوسطة نادرًا ما تصل المضاعفات إلى التقرحات، أما مع كبار السن فيظهر عليهم سريعًا نزيف الجهاز الهضمي الناتج عن تقرحات الجهاز الهضمي العلوي التي تحدث بفعل هذه الجرثومة.
كيف تُشخص الإصابة بالجرثومة الحلزونية؟
تعتبر الأعراض المذكورة سابقًا هي المؤشر الأوَّلِي لتشخيص الإصابة بالجرثومة، ثم يتأكد هذا التشخيص إما عن طريق فحص النَفَس، وإما عن طريق الدخول بالمنظار إلى المعدة لسحب عينات منها وفحصها، وإما عن طريق فحص البراز مخبريًا وهو أسهل طرق التشخيص وأكثرها إستخدامًا وأسرعها في الحصول على النتائج حيث تظهر نتائجه خلال ساعتين فقط، كما أنه يُعطي نتائج على درجة عالية من الدقة. وبشكل عام تصل نسبة دقة الفحوصات المذكورة إلى أكثر من 90%.
كيف تُعالَج الجرثومة الحلزونية؟
أردف “د. محمود” قائلًا: يتمحور علاج الجرثومة الحلزونية حول أدوية المضادات الحيوية، إلا أن هذا النوع من الجراثيم ذو درجة مقاومة مرتفعة للمضادات الحيوية التقليدية المعروفة، لذلك لم تتجاوز نسبة النجاح معها الـ 80% بأحسن الأحوال، ولكن بعد ظهور أجيال جديدة من المضادات الحيوية ارتفعت نسبة نجاح العلاج إلى 90% في الوقت الحاضر. وإلى جانب أدوية المضادات الحيوية يُوصف للمريض الأدوية الخافضة للحموضة في المعدة للتقليل من تكاثر الجرثومة ونموها وتطورها.
والبرنامج الزمني للعلاج متشابه تقريبًا مع كل الحالات المرضية، حيث يشتمل على العلاج المتواصل بالمضادات الحيوية لمدة أسبوعين، والعلاج بخافضات حموضة المعدة لمدة شهر متواصل أيضًا. ومن الضروري بعد إنتهاء البرنامج العلاجي إعادة الفحص بأحد طرق التشخيص المذكورة سابقًا للتأكد من إختفاء الجرثومة من المعدة نهائيًا.