أصناف التين وفوائده، وذِكره في القرآن الكريم «للأطفال»

أصناف التين وفوائده، وذِكره في القرآن الكريم «للأطفال»

اندهش الأصدقاء عندما حضروا في الفسحة ووجدوا رجلاً غريبا يرونه لأول مرة مع الأستاذ منير، وكان هذا الرجل يحمل كتابًا كبيراً معه، أشار أستاذ منير إليه قائلا: رحبوا معي بالدكتور فريد، وهو أحد المتخصصين في زراعة التين.

فرح الأصدقاء، وأخذوا يرحبون بحضور الدكتور فريد، إذ كان لديهم أسئلة كثيرة حول هذا الموضوع، وفي البداية تحدث دكتور فريد قائلا: سعيد بوجودي معكم؛ لأني سمعت من أستاذ منير كثيراً عن مدى شغفكم بالمعرفة، ويسعدني أن أجيب على أي تساؤل لديكم.

رفع أحمد يده سائلا: لم أر شجرة تين من قبل، وكنت أريد معرفة شكلها؟

فتح الدكتور فريد الكتاب الذي يحمله، وأشار قائلا: شجرة التين أو شجيرة التين، وهي شجرة معمرة دائمة الخضرة، سريعة النمو نسبيا، يتراوح ارتفاعها من متر واحد إلى عشرة أمتار تقريبا، لها أوراق عريضة وخشنة ومقسمة، أوراقها وسيقانها تخرج منها مادة بيضاء تشبه الحليب عند كسرها، وتحمل الشجرة ثمار التين منفردة أو على شكل أزواج فوق ندبات الأوراق المتساقطة.

أما براء فسأل دكتور فريد وفي أي تربة يمكن زراعة شجرة التين؟

أجاب الدكتور فريد تنمو أشجار محصول التين في أنواع كثيرة من التربة، مثل: التربة الرملية، والتربة الطينية بشرط أن تكون جيدة الصرف والتهوية.

أصناف التين في مصر

واستفسر يوسف قائلاً: عندما أذهب لشراء الفاكهة ألاحظ أنواعًا مختلفة من التين، فما الفرق بينها؟!

وضح الدكتور فريد بالفعل يا يوسف تزرع في مصر مجموعة من أصناف التين، ومن أهمها:

  • التين السلطاني: ويُعرف في بعض المناطق بالبرشومي أو الفيومي، وهو أكثر الأصناف انتشارا، ويزرع حاليًا على الساحل الشمالي الغربي، ويتسم بأن ثماره كبيرة وقشرته الخارجية بنية، ولحمه يميل للون الأحمر.
  • التين العبودي: يتواجد محصول التين العبودي في الوجه القبلي، وخاصة في محافظتي سوهاج وقنا، ويتسم بأن ثماره صغيرة رقيقة بنية اللون، ولحمه أحمر اللون.
  • التين العدسي: ينتشر هذا الصنف في محافظة شمال سيناء، ويتسم بأن ثمرته كروية صغيرة حلوة اللحم ويتواجد منه سلالتا العدسي الأحمر والعدسي الأبيض.
  • التين الكمثري: وينتشر هذا الصنف في المناطق الشمالية، ويتسم بأن ثمرته متوسطة، وقشرته الخارجية مصفرة، ولحمه أحمر فاتح.
  • التين الأسواني: ويتواجد بكثرة في قنا وأسوان والأقصر، ويتسم بأن ثمرته كمثرية شديدة الحلاوة، ولحمه محمر وقشرته خضراء مصفرة.
  • التين الكهرماني: ثماره صغيرة، كمثرية الشكل لونها أصفر كهرماني جلدها متوسط السمك، لحمه أبيض شديدة الحلاوة، وهو يعتبر من أفضل الأصناف المحلية.

عندها صاح ضياء قائلا: ولكني أحب التين الشوكي كثيراً، فلماذا لم نتحدث عنه؟! ضحك الدكتور فريد، وقال: أنت محق يا ضياء؛ فزراعة التين الشوكي من الزراعات ذات العائد الاقتصادي الكبير، وتكلفة إنتاجه قليلة، بالإضافة إلى أنه يتحمل ظروف البيئة الجافة وشبه الجافة، كما ينمو في ظروف التربة الفقيرة؛ لذا تنجح زراعته في الأراضي الرملية ذات الموارد المائية المحدودة.

فوائد التين

نظر الأستاذ منير إلى الدكتور فريد وسأله: وأنا أيضًا أريد أن أسألك عن فوائد التين؛ لأني أعرف أنه من أقدم الفواكه التي استخدمت في العلاج؛ إذ يقول المؤرخون: إن أهمية التين كمادة علاجية للعديد من الأمراض عرفت في مصر سنة 1500 قبل الميلاد.

أجاب الدكتور فريد يحتوي التين على الكثير من المواد المفيدة للجسم، على رأسها الماغنيسيوم الذي يساعد على تقليل الضغط العصبي، وتقوية القلب والدورة الدموية، وتساعد مكونات التين على علاج حالات الشعور بالتعب وفقدان القدرة على التركيز، كما أن احتواء التين على الزنك يجعله مثاليا في تحسين الحالة المزاجية ويمكن أن يستخدم التين كمسكن لألم اللثة، وذلك عن طريق وضع قطعة منه على مكان اللثة الملتهب.

التين والزيتون

واستطرد دكتور فريد قائلا: أقسم الله ﷻ في القرآن الكريم بالتين والزيتون في “سورة التين”، وقسم الله لا يكون إلا بشيء عظيم، وحكمته ﷻ في ربط هاتين الثمرتين ببعضهما، وارتباطهما بخلق الإنسان في أحسن تقويم، يدل على أهميتهما الكبيرة بالنسبة للإنسان وفوائدهما العظيمة، وقد حرص العلماء وخبراء التغذية على معرفة فوائد التين والزيتون لجسم الإنسان، وتبين أن التين به مادة مفيدة، وهي مادة الميثالونيد ولكن لا يظهر تأثيرها ولا تؤتي مفعولها إلا عند خلطها بالزيتون، وأن النسبة التي تعطي نتيجة أفضل، هي ثمرة تين واحدة مع سبعة حبات من الزيتون في المرة الواحدة.

ضحك الأستاذ منير، وشرح للدكتور فريد أنهم يجتمعون كل يوم من أجل الحديث حول شجرة أو نبات ورد ذكره في القرآن الكريم، وأنه بحديثه هذا وضح الآية التي ذكر بها التين في القرآن الكريم، وقرأ الأستاذ منير قوله تعالى: ﴿وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ﴾.

ثم فسر الأستاذ منير قائلا: أقسم الله بالتين ليبين عظم فائدته، فهو جميل المنظر، حلو الرائحة، طيب الطعم إذا نظرنا إليه على غصنه الزاهي وجدناه مائلا على وجه كأنه راكع من خشية الله، وأقسم بالزيتون؛ لعلو منزلته، وهو أكثر طعام أهل الشام والمغرب، كما أنهم يتداوون به، وفيه منافع أخرى كثيرة ، وقد قال النبي ﷺ: «كُلُوا الزَّيْتَ، وَادَّهِنُوا بِهِ؛ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ».

ردد جميع الأصدقاء: سبحان الله…

وفجأة دق جرس انتهاء الفسحة معلنا بدء الحصة الجديدة، وجه الأصدقاء الشكر إلى الدكتور فريد، كما وجهوا الشكر إلى الأستاذ منير الذي وعدهم باللقاء غدًا للحديث عن اليقطين.

أضف تعليق

error: