هل التوقع مضر في علاقة الحب؟
تقول الاختصاصية النفسية في العلاقات الزوجية والعائلية “رشا صليب”: أن التوقعات هي أمر طبيعي وضروري لدى أي شخص في علاقته بشريك حياته، وتعتبر التوقعات هذه أمر ضروري في بعض الأحيان.
حيث أنها توضح أن ذلك الشخص يدرك قيمته الذاتية، والشخصية، وهذا ينطبق على التوقعات الواقعية والمنطقية، والصحية أيضاً مثل أن يتوقع الشخص أن يحترمه شريكه، أو يكون مخلص له، أن يبادله الحب، أن يتسم بالعدل والإحسان في تعامله.
ولكن قد يكون التوقع مضر في بعض الأحيان فعلياً، وذلك ينطبق على التوقعات غير المنطقية، أو غير الواقعية، والمبالغ فيها؛ حيث تسبب هذه التوقعات العديد من المشاكل والخلافات بين الشريكين، وذلك مثل أن نتوقع من شريك الحياة أن يكون هو الأب، الأخ، الصديق، والحبيب وكل شيء وهذا بالطبع غير طبيعي أو صحي على الإطلاق، وكذلك مثل أن يتوقع أحد الشريكين أن العلاقة ستظل صحية وأيضًا رومانسية طوال الوقت.
ومن الجدير بالذكر أن التوقعات في العلاقة العاطفية أو الزوجية غالباً ما تكون ناتجة عن تجاربنا السابقة التي قد مررنا بها في الطفولة، أو من خلال ما شاهدناه في المسلسلات والأفلام، أو قد قرأناه في الكتب والروايات، أو قد تكون هذه التوقعات ناتجة عن المقارنات التي قد نعقدها مع تجارب الأهل والأصدقاء.
وأخيراً، فتشير “صليب” إلى ضرورة أن نفهم ذواتنا أولاً، ومن ثم نضع التوقعات الصحية التي تناسبنا والتي يجب وأن تكون واقعية وغير مبالغ فيها، كما ويجب أن تكون هذه التوقعات مرنة، وقابلة للتغيير بشكل أو بآخر.
ذلك بالإضافة إلى أنه يجب أن نخبر الطرف الآخر بما نتوقعه منه، ومن ثم نعرف منه هل من الممكن أن يكون ذلك قابلاً للتطبيق أم لا.
ومن المهم أيضاً أن نسعى نحن لتحقيق توقعات الشريك قدر الإمكان؛ حتى لا نصيب الطرف الآخر بخيبة الأمل، وذلك لأن المصارحة هي أمر مهم وصحي جداً في العلاقات العاطفية وفي علاقاتنا في الحياة بصفة عامة.