كلما زاد عمر الإنسان، زادت مسؤولياته واحتياجاته؛ فكلما تقدم الإنسان في العمر فهو يحتاج إلى رعاية خاصة تقع على أفراد الأسرة للاعتناء بهم وكذلك لرد الجميل.
المقصود بالمرحلة المتقدمة من العمر
يعتبر التقدم في العمر شيء نسبي، فللتقدم في العمر عدة تعريفات والتي تختلف من شخص لآخر، فقد نعتبر شخص فوق الخمسين شخص مسن، وكذلك قد نعتبر شخص آخر فوق الستين شخصاً مسناً، وذلك غالباً ما يعود إلى الحالة الصحية للشخص.
هل للتقدم في العمر أعراض خاصة؟
يقول الدكتور “ينال سلام” متخصص في الطب الباطني: أن للتقدم في العمر أعراض كثيرة، أهمها الجانب النفسي؛ فالشخص المتقدم في العمر غالباً ما يشعر أنه غير مرغوب به، أو أنه أصبح أداة عاطلة في المجتمع وذلك يفقده ثقته في نفسه.
أما بالنسبة للنساء بشكل خاص، فالمظهر له دور هام في تأثرهم نفسياً في هذه المرحلة؛ فتبدأ المرأة تلاحظ ظهور التجاعيد في الوجه، والشيب في الشعر، مما يؤدي إلى فقدها ثقتها بنفسها.
أما بالنسبة للجزء البدني، فللتقدم بالعمر تأثير واضح على النشاط البدني للشخص؛ فتقل قدرة الشخص على حمل الأشياء الثقيلة، وتقل قدرته على المشي لمسافات طويلة، ويبدأ يشعر بالتعب من أقل مجهود. كما لا يجب أن ننسى الفروق الفردية بين الأشخاص، فقد يكون شخص تخطى عمر السبعين عاماً ولكنه لديه قوة بدنية عالية، وكذلك وجود الأمراض عند البعض حتى في عمر صغير قد تكون سبباً في ظهور علامات التقدم في العمر للشخص مبكراً.
العلاقة بين التقدم في العمر والإصابة بالأمراض
كلما تقدم الإنسان في العمر، كلما كان عرضة أكثر للإصابة بالأمراض؛ وذلك يرجع إلى التغيرات الجذرية التي تحدث للشخص كالتغيرات الهرمونية، النفسية، والبدنية.
لذلك ينصح الدكتور “نيال” بأن يقوم أي شخص بالفحوصات الطبية بشكل دوري خاصة فوق ٦٥ عاماً والتي تشمل فحوصات للضغط، السكري، للكوليسترول، وكذلك فحص لبعض الأمراض السرطانية مثل سرطان القولون والذي يجب أن يتم الكشف عنه كل عشر سنين خاصة فوق سن ٥٥ عاماً، وكذلك سرطان الثدي بالنسبة للمرأة.
وكذلك هناك بعض اللقاحات التي يجب أن يتعاطاها الشخص، كلقاح الأنفلونزا السنوي والذي يجب أن يتعاطاه أي شخص عامة، ولكن فوق الستين بشكل خاص؛ وذلك لأنها قد تصيب الشخص المتقدم بالسن بشكل حاد، وكذلك هناك لقاحات أخرى كاللقاح المضاد للعدوى بالمكورات الرئوية “نيموكوكال”.
ويجب أن يراعي الطبيب الباطني الجزء النفسي للشخص، فيجب أن يعرف إذا كان الشخص يعاني من أي أعراض للاكتئاب، وألا يهتم فقط بالجزء البدني.
التعامل مع الحساسية المفرطة عند كبار السن
يجب أن نضع أنفسنا مكان هذا الشخص، حتى نستطيع أن نتخيل مدى التأثر النفسي الشديد الذي يعاني منه الشخص المسن؛ فبعد أن كان له دور فعال بالمجتمع وله نشاط كبير اجتماعياً، أصبح ليس له أي دور بالمجتمع بل أصبح كالأداة العاطلة.
وهنا ينصح الدكتور “سلام” الأشخاص المحيطين بالشخص المسن بالكلمة الطيبة، وأن يجعلوه يشاركهم المناسبات العائلية، ولا يجب أن يعاملوه كعالة.
ولدولة الإمارات دور واضح في تشجيع كبار السن على الخروج والاحتكاك بالمجتمع؛ إذ تسمح دولة الإمارات لمن هم فوق ٦٥ عاماً بالدخول المجاني بمعظم المرافق العامة.
هل يحتاج الشخص المتقدم بالعمر رعاية خاصة؟
لكل شخص مسن حالته الصحية الخاصة، ولكن بشكل عام من ناحية التغذية مثلاً، فيجب أن يتناول الشخص المسن الطعام بطريقة معتدلة؛ فإنهم يصبحون أكثر حساسية للملح، للسكر، وللطعام الغني بالكوليسترول. ويجب أن يتناول الشخص المسن غذاء متكامل، فالأكل الصحي كالخضروات والفواكه مهم بالنسبة لهم.
وكذلك يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض معينة، كالضغط، السكري، وأمراض الكوليسترول. فالتغذية أمر مهم جداً بالنسبة لهم، ولا يمكن التهاون فيه.
أما بالنسبة للجزء البدني، فالحركة مهمة جداً أيضاً، فيجب على عائلة المسن أن تصاحبه في نشاطات أسرية كالمشي. ويجب على المسن نفسه أن يشارك في النشاطات الاجتماعية التي تقام في بعض الأندية كالجري والمشي.
هل المناعة تتأثر بالعمر؟
لا شك أن المسنين معرضون للإصابة بالجرائم والفيروسات أكثر من اليافعين، كما أنهم أكثر احتمالاً للوفاة من إصابتهم هذه.
فالحل هنا يكمن في عزلهم عن أي شخص مصاب بأي مرض كالأنفلونزا، وكذلك يجب عزلهم من الأماكن التي بها أشخاص مدخنين أو أي بيئة أخرى ملوثة.
كذلك أكد الدكتور “سلام” على أهمية اللقاحات لكبار السن، وكذلك أهمية الالتزام بالأدوية بشكل منتظم للمرضى.
وهنا تقرأ أيضًا عن مرض التفول وأبرز أسبابه وطرق علاجه
حماية كبار السن من هشاشة العظام
يجب علي الأشخاص المسنين زيارة طبيب العظام للتأكد من عدم وجود “ترقق عظام“، أو أي مرض آخر.
أما بالنسبة للسقوط، فيجب على كبار السن إجراء فحوصات طبية لتقييم نسبة فيتامين د وكذلك الكالسيوم بالجسم، وفي حالة وجود نقص بأي منهم يتم إمداد الشخص بمكملات غذائية تعوض هذا النقص.
وكذلك يجب على أهالي المسنين وضع “عكازات” بالمنزل بجانب الحائط حتى نتفادى السقوط المفاجئ لكبار السن بسبب الدوار مثلاً، فالسقوط بالنسبة للمسن ليس بالأمر الهين؛ فقد يسبب كسر بمنطقة الحوض و مشاكل أخرى ليست أقل خطورة.
تأثر حواس الأنسان بالتقدم في العمر
يؤكد الدكتور “نيال” أن أكثر الحواس تأثراً عند التقدم في العمر هما حاستي الشم والتذوق، والتي لا يمكن أن يتم التهاون بها؛ لأنها تفقدهم متعة الاستمتاع بالطعام في أغلب الوقت.
كما يجب أن يتم فحص دوري للعين خاصة شبكية العين، وبالأخص إذا كان الشخص يعاني من أمراض أخرى مزمنة كالسكري.
أما السمع، فيجب على المحيطين بالمسن إذا لاحظوا تأثر سمع الشخص المسن، أن يقوموا بزيارة طبيب أنف وأذن حتى يقيم حالته.
وأضاف حديثه مؤكداً أن الفحص الدوري للأسنان ( كل ٦ شهور إلى سنة) أمر غاية في الأهمية للناس عامة والمسنين خاصة، فالمسن هنا عرضة لأمر أخر خطير وهو بلع الضرس المفقود.