التوبة من صفات عباد الرحمن، ومن صفاتهم أيضاً الصدقة والعبادة. وسنتناول في هذا الموضوع بعض الآيات من سورة الفرقان التي سنعرف منها أكثر عن صفات عباد الرحمن، والتي موضوعها من صفات عباد الرحمن وفضل التوبة، قال تعالى (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا | يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا | إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا | وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا).
معاني الكلمات
- معنى أثاماً: أي عقابًا.
- مهاناً: ذليلاً حقيرًا.
- متاباً: أي رجوعًا صحيحاً.
تفسير الآيات
وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ: ولا يقتلون النفس التي حرم الله قتلها إلا بما يحق قتلها به؛ من كفر بعد إيمان، أو زنى بعد زواج، أو قتل نفسا عدواناً.
وَلا يَزْنُونَ: لا يفعلون الزنا ولا يقتربون من مواطنه.
وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا: ومن يفعل شيئاً من هذه الكبائر يلقى في الآخرة عقاباً.
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا: ذليلاً حقيرًا (والوعيد بالخلود لمن فعلها معتقدًا حلها، أو لمن أشرك بالله).
إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ: فأولئك يمحو الله عنهم سيئاتهم ويجعل مكانها حسنات؛ بسبب توبتهم وندمهم، وذلك أنهم كلما تذكروا ما مضى ندموا واستغفروا، فيبدل الله سيئاتهم حسنات.
وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا: من ندم على ذنبه وظهر أثر ذلك في إقباله على الطاعة واجتنابه المعصية فإنه هو التائب حقاً، وهو الذي يقبل الله توبته، ويكفر ذنوبه.
من صفات عباد الرحمن
- نستنتج من هذه الآيات أن من صفات عباد الرحمن أنهم لا يشركون في عبادتهم مع الله أحدًا.
- لا يقتلون النفس المعصومة إلا بالحق، كأن ترتد عن دينها، أو تقع في الزنا بعد الزواج، أو تقتل نفسًا ظلمًا.
- كما أنهم لا يقعون في الزنا بل يبتعدون عنه وعن مواطنه.
- إذا وقعوا في معصية تابوا إلى الله فندموا على ما صنعوا وأحسنوا العمل.
آثار سلوكية
- تعلمنا من هذه الآيات أن نتجنب ما نهى الله عنه حتى لا نقع في عذابه.
- وأن نرجو ثواب الله ولا نقنط من رحمته ونصدق التوبة.