غالبًا ما يواجه الأهل والمتخصصون صعوبة في عملية التواصل مع الأطفال إذا كان لديهم تأخر في النطق، ولكن أصبح هناك الآن الكثير من الطرق التي تساعد في عملية التواصل وعملية الإثراء اللغوي للطفل.
ولكن نؤكد أن عملية تأخر النطق لا تعني أبدًا فقد مهارات التواصل لدى الطفل؛ حيث أنه يستطيع التواصل من خلال الإشارة أو الالتقاء البصري وغيرها من الطرق، كما أنه أصبح هناك الآن كثير من الطرق العلاجية التي يخضع فيها الطفل لجلسات علاج سواء في عملية تعلم النطق، مهارات التواصل، أو حتى عملية تعلم اللغة.
التواصل مع الطفل المتأخر في النطق
تقول “نور صبحا”، أخصائية النطق واللغة أنها خلال فترة تدريبها وعملها في هذا المجال قد لاحظت وجود نقص في المواد التي تساعد أخصائيين النطق والأهل للتحسين من عملية التواصل مع الطفل، ولذلك فإنها قامت بالتركيز على هذه النقطة وقامت بتنفيذها فعليًا.
والآن أصبح هناك حوالي 6 منتجات تساعد في عملية التواصل مع الأطفال أصحاب مشاكل النطق، كما أنها تساعد الأخصائيين والأهل والمعلمين في زيادة الإثراء اللغوي لدى الأطفال.
طريقة التعامل مع الطفل إذا كان لديه تأخر في النطق
تابعت “نورا”: بالنسبة للأطفال فهناك ثلاث مهارات مختلفة؛ مهارة تواصل، مهارة النطق ولغة. ويعتبر التواصل هو المجلة الكبيرة التي تحتوي اللغة والنطق؛ فالطفل عندما يولد يكون لديه نوع من مهارة التواصل عن طريق البكاء، وبعد فترة يتم تنمية هذه المهارة فيقوم بالتواصل عن طريق الإشارة، ثم عن طريق الالتقاء البصري، وهذا ما يسمى مهارات التواصل ما قبل الكلام.
وأضافت أن هذه المهارات إذا لم تتواجد لدى الطفل قبل عمر عامين فهذا يدل على وجود مشكلة تأخر النطق.
والجدير بالذكر أن اللغة هي عبارة عن عملية معقدة في الدماغ، فيكون لدى الطفل لغة انتقالية أو عملية استيعاب للغة، إضافة إلى عملية إنتاج للغة، وبالتالي فإن الطفل إذا كان لديه تأخر في النطق يكون لديه تأخر في اللغة.
ولتقرأ أيضًا هنا: كيف نُعلم أبنائنا الفرق بين الجرأة والوقاحة ؟ نقاط هامة في أسلوب التربية في هذا الركن
كيف يمكن التركيز على مرحلة التواصل قبل مرحلة النطق؟
هناك ثلاث أساسيات للتواصل عند الأطفال؛ سبب التواصل، طريقة التواصل، الشخص الذي يساعد في عملية التواصل.
وتؤكد “صبحا” أن عملية التواصل لا تقل أهمية عن عملية النطق؛ فقد يكون هناك أشخاص قد تعرضوا لبعض الحوادث مثلًا مما أدى إلى التأثير على عملية النطق لديهم، ولكن هذا لا يعني أبدًا أن هذا الشخص قد فقد عملية التواصل في حياته.
ولذلك إذا كان الطفل لا يستطيع الكلام فإن بإمكانه التواصل والتعبير عما يريد، وبالتالي فإن الطفل قد يواجه بعض الصعوبة في عملية تعلم اللغة، ويحتاج إلى أخصائيين لاستخدام مهارات وطرق معينة لمساعدة الطفل في تعلم هذه اللغة.
كما تقول “نورا”، هناك مهارات معينة للتواصل تسمى مهارات ما قبل الكلام، والتي يقوم بها الطفل عن طريق التقليد، أو تبادل الأدوار، والتي تكون خلال أول عامين من عمر الطفل.
وأضافت: تم صناعة بعض المنتجات أو الألعاب التي تتكون من صور حقيقة للأشياء الموجودة في عالمنا تساعد الطفل في التعلم والنطق خلال هذه الفترة، وتعتبر هذه أفضل طريقة للتعلم لأنها تساعد الطفل على التفاعل وبالتالي سهولة النطق.
واقرأ هنا: مقال عن عيد الطفولة بمظاهر احتفاله وأهدافه
نصائح للأهل إذا كان لديهم أطفال لديهم تأخر في النطق
ختامًا، كل طفل لديه مهارات مختلفة عن طفل آخر، لذلك يجب الحرص على عدم مقارنة طفل مع طفل آخر أبدًا من حيث المهارات.
ولكن هناك أنماط معينة عالمية للمهارات تتطور مثلًا خلال عمر معين من حياة الطفل، وإذا تخطى الطفل هذا العمر بدون تكوين هذه المهارات فهذا يدل على وجود مشكلة ويجب أن يقتنع الأهل تمامًا بوجود هذه المشكلة، ثم بعد ذلك البحث عن اختصاصي للمساعدة في علاج هذه المشكلة، بالإضافة إلى التفاعل الدائم مع الطفل ومساعدته في النطق وتعلم الأشياء من حوله.