مرض التهاب المثانة الخلالي من أكثر الأمراض خطورة، كما أنه يصيب النساء أكثر من الرجال، ويتسبب في تدمير حياة السيدة المصابة، وقد يؤدي أحيانًا إلى الاكتئاب والانتحار.
لذلك يجب على المريض التوجه فورًا لزيارة الطبيب وأخذ الأدوية والمسكنات التي يرشحها الطبيب للوصول إلى العلاج المناسب.
التهاب المثانة الخلالي
يقول “الدكتور يمان التل” استشاري جراحة أورام الكلى والمسالك البولية: أن مرض التهاب المثانة الخلالي من أكثر الأمراض التي تدمر نوعية الحياة خاصة لدى السيدات.
المثانة هي عبارة عن كيس يتم تجميع البول فيه، وهذا الكيس توجد عليه طبقة عازلة من مادة هلامية لمنع الخلايا من التأثر بالبول والمواد السامة وتعمل على حمايتها.
بالإضافة إلى أن هذا المرض يحدث بسبب خلل في تكون هذه المادة الهلامية التي تحمي المثانة، فيؤدي ذلك لتسرب المواد السامة إلى غشاء المثانة، فيحدث نوع من الالتهاب المزمن.
من المعروف أنه من أعراض مرض التهاب المثانة هو الشعور الدائم للمريض بالرغبة في التبول، بالإضافة إلى الشعور بآلام شديدة في الحوض.
أسباب مرض التهاب المثانة الخلالي
تابع “د. يمان” أن المعلومات المتواجدة لدى الأطباء عن هذا المرض محدودة جدًا، حيث أنه لا يمكن معرفة سبب حدوثه أو أي فئة من الأشخاص يصيب.
ولكن هناك بعض النظريات تقول أن هذا المرض يحدث بسبب خلل في الخلايا المناعية في الجسم، مع زيادة إفراز مادة “الهيستامين”، والتي تتسبب في حدوث نوع من الالتهاب في غشاء المثانة، فيصبح غشاء المثانة ضعيف وحساس ويصاب بالنزيف من أي حركة صغيرة.
أعراض التهاب المثانة الخلالي
- آلام في الحوض.
- كثرة التبول.
- آلام عند التبول.
- آلام في البطن.
- شد في الحوض.
- آلام خارجية في الجهاز التناسلي.
علاج التهاب المثانة الخلالي
أردف د. التل” أن تشخيص مرض التهاب المثانة يتم عن طريق الاستثناء، حيث يتم استثناء الالتهابات البكتيرية، والأورام، وعمل فحوصات متعددة للتأكد من عدم وجود أي أسباب أخرى.
علاجات التهاب المثانة متنوعة، تبدأ بالمسكنات حتى تصل إلى مضادات الاكتئاب، أو حقن المثانة بمادة الكولاجين أو البوتوكس لحماية غشاء المثانة، وقد تصل بعض الحالات المتأخرة إلى إزالة المثانة بالكامل والعيش بكيس بول.
يؤكد د. “يمان” أن التهاب المثانة يصيب جميع الفئات العمرية، ولكن أكثر فرصة للإصابة تكون للأشخاص بين ٢٠-٣٥ عام، وأضاف أن معظم النساء اللاتي يُصبن بالتهاب المثانة يَكنّ أكثر عرضة للاكتئاب، وذلك بسبب قلة النوم، والشعور الدّائِم بالألم، وكثرة التفكير، وقد يصل الأمر إلى الطلاق والمشاكل الزوجية، وأحيانًا يصل للانتحار.
نصائح للسيدات لتفادي الوصول لمرحلة الخطر في التهاب المثانة
والجدير بالذكر أن مرض التهاب المثانة الخلالي ليس مرض تقليدي يمكن علاجه بسهولة من خلال الأدوية، ولكن هذا المرض يحتاج إلى تغيير كامل في نمط الحياة، ويحتاج إلى تعاون كبير بين الطبيب والمريض للتجربة وإيجاد العلاج المناسب للمريض، كما ينصح د. “يمان” بمراجعة الطبيب فورًا عند الإصابة لمحاولة إيجاد الحلول المناسبة.
من الضروري تجنب تناول الطماطم لمرضى التهاب المثانة، وتجنب الفلفل الحار، الشوكولاتة، والليمون والحمضيات حتى لا يزداد الالتهاب.
أكمل د. “التل” حديثه قائلًا أنه في حالات نادرة من مرض التهاب المثانة الخلالي قد يؤثر فيها على أعضاء أخرى من الجسم، لأنه إذا فقدت المثانة مرونتها يتجمع فيها البول تحت ضغط عالي، وهذا الضغط قد ينعكس على الكلى ويؤدي إلى الإصابة بالفشل الكلوي.
في الحالات الشديدة من التهاب المثانة الخلالي يلجأ الطبيب لإعطاء المريض المسكنات الشديدة، ومضادات الاكتئاب، كما يفضل أن يكون العلاج من خلال منظومة متكاملة متعاونة من الأطباء تشتمل على طبيب نسا، وطبيب نفسي، بالإضافة إلى الطبيب المختص، كما تحتاج المريضة لتشجيع الدائم، ومحاولة التأقلم مع هذا المرض.
هل يؤثر مرض التهاب المثانة الخلالي على المرأة الحامل؟
ختامًا، لا توجد علاقة مباشرة لهذا المرض مع الحمل، ولكن خلال فترة الحمل لا يستطيع الطبيب إعطاء المريضة الأدوية والمسكنات التي تأخذها في العادة، وقد تتضاعف الحالة خلال الحمل لأنه يكون هناك ضغط على المثانة خاصة في الشهور الأخيرة من الحمل، ولكن هناك سيدات تتحسن حالتهن خلال الحمل.
وأضاف أن هذا المرض هو مرض مزعج جدًا، ويجب ضرورة التوجه لعلاجه في المكان السليم، والتعاون مع الطبيب في العلاج لإيجاد الحلول المناسبة، والاستمرار في الخطة العلاجية إلى النهاية.