يُعد التهاب اللفافة الأخمصية من الأمور المزعجة التي يتعرض لها الشخص نتيجة الوقوف المستمر أو ممارسة نشاط رياضي معين يعتمد على الضغط على الكعبين لفترة طويلة أو غيرها من الأسباب.
يتعرض الإنسان لألم شديد في التهاب اللفافة الأخمصية في فترة الصباح أو عند الاستيقاظ، أو عندما يقف على قدميه بعد فترة طويلة من الراحة، لذلك يبقى علاج هذه الحالة ممكناً عن طريق ارتداء الأحذية المريحة وتجنب الأمور التي تتسبب في ألم الكعبين والضغط عليهما.
ما المقصود بالتهاب اللفافة الأخمصية؟
ذكر الدكتور محمد شاهين “استشاري جراحة العظام والمفاصل والعمود الفقري” أن اللفافة الأخمصية هي عبارة عن نسيج موجود في القدم أو في كعب القدم ينتهي في قاعدة أصابع القدم.
هذا النسيج هو نسيج سميك وقوي، يتعرض لبعض التغيرات كالالتهابات أو تمزق في نفس مادة النسيج متسبباً في ألم شديد في اللفافة الأخمصية.
مضيفاً: لالتهاب اللفافة الأخمصية ألم مميز حيث يشعر المريض به فور ما يشرع في الاستيقاظ من النوم ويسير على قدميه عندما تلمس قدميه الأرض، أو في أول خطوة يخطوها بعد فترة طويلة من الراحة، ثم يبدأ هذا الألم في التحسن مع مرور الوقت والمشي بصورة طبيعية على القدمين طوال النهار.
مدة مرافقة ألم اللفافة الأخمصية للمريض وأسبابه
بشكل عام، يبدأ ألم اللفافة الأخمصية بشكل تدريجي وبصورة مفاجئة، ويكون مميز بشعور المصاب به بطعنات في هذه المنطقة من القدم، كما يمكن أن يستمر هذا الألم لفترة طويلة في حال عدم علاجه بشكل سريع.
ينتج التهاب اللفافة الأخمصية عن عدة أسباب من بينها:
- التهاب في نفس نسيج القدم.
- وجود تمزقات بسيطة في نفس مادة النسيجة والتي تتسبب في الألم الشديد في منطقة اللفافة الأخمصية.
- قد يصاحب التهاب اللفافة الأخمصية بعض الأمراض الأخرى كالتهابات المفاصل، ولكننا نميزه بأنه الألم الذي يبدأ مع أولى الخطوات بعد الراحة أو بعد الاستيقاظ من النوم مباشرةً.
- الوزن الزائد، حيث أن زيادة الوزن تزيد من شدة أعراض التهاب اللفافة الأخمصية.
- العمل على أسطح صلبة دون ارتداء أحذية مريحة أو طبية وذلك لشدة ضغط الجسم بأكمله على منطقة الكعبين.
- بعض أنواع الرقص التي يحدث فيها ضغطاً على الكعبين كرقص البالية.
- بعض أنواع الرياضات التي بها حمل زائد على منطقة الكعب كالركض لمسافات طويلة أو القفز لمرات متتالية الذي يتسبب في التهاب وتمزق اللفافة الأخمصية.
في بعض الأحيان، قد يصاحب ألم الكعبين ألم في المنطقة الداخلية للقدم نتيجة التهاب نسيج اللفافة الأخمصية، وهو ما يتسبب في الضغط على العصب الجانبي للقدم.
واقرأ هنا كذلك: علاج التهاب اللفافة الأخمصية
هل يعتبر التهاب اللفافة الأخمصية متقطع أم مزمن؟
يعتبر ألم اللفافة الأخمصية مزمن ويمتد لفترة طويلة ويُشبه بالطعنة أو الوخز بالإبرة، أما عن الألم الذي يشكوا منه الشخص بعد يوم مجهد، فإن هذا الألم يكون نتيجة تعب وإرهاق العضلات، ولا يرتكز في مكان ومنطقة واحدة، بينما ألم اللفافة الأخمصية يرتكز في منطقة الكعب فقط، وهذا ما يميز التهاب اللفافة الأخمصية عن غيره من الآلام أو الالتهابات الأخرى.
فيما يخص تشخيص التهاب اللفافة الأخمصية، فإن معظم التشخيص يكون سريرياً عبر أخذ السيرة المرضية والتاريخ المرضي من المريض وعن طريق فحص الحالة، ولكن هناك بعض الحالات التي تستدعي ضرورة إجراء صورة أشعة حتى نتأكد من عدم إصابة المريض بالمسمار العظمي، وحتى نستدل على وجود أمراض أو تكلسات في أوتار أخرى من عدمه، فضلاً على إمكانية عمل ultra sound لنسبة قليلة جداً من المرضى للتأكد من عدم وجود تمزقات داخل الوتر أو نسيج اللفافة الأخمصية.
على الجانب الآخر، يرى البعض أن المسمار العظمي قد يتصاحب في بعض الأحيان مع التهاب اللفافة الأخمصية ولكنه لا يُعد أحد أسباب التهاب اللفافة الأخمصية.
تابع “شاهين”: يبقى علاج التهاب اللفافة الأخمصية واحداً، وبمجرد تشخيص حالة المريض سريرياً نبدأ بنفس الخطة العلاجية التي تتطلب:
- ضرورة تفادي الضغط على منطقة الكعبين.
- استعمال كعب سليكون.
- إمكانية تغيير الحذاء المعتاد إلى حذاء آخر مريح للكعبين للتخفيف من الضغط على هذه المنطقة.
- بالنسبة للسيدات، يُفضل عدم لبس الكعب لأنه يزيد الضغط على نسيج الكعب كما أن يتسبب في آلام القدمين.
هل هنالك عوامل خطورة أو مضاعفات لالتهاب اللفافة الأخمصية؟
لا يوجد هناك أية عوامل خطورة أو مضاعفات لالتهاب اللفافة الأخمصية، إلا أن آلام اللفافة الأخمصية الملتهبة تظل مزعجة وشديدة على صاحبها خاصةً في فترة الصباح أو فترة ما بعد الراحة.
في بعض الأحيان تزيد أعراض التهاب اللفافة الأخمصية في بعض تشوهات القدم مثل القدم المسطحة ” flat foot ” أو القدم المقوسة بدرجة كبيرة، وهذه الحالات تعتمد في علاجها على الحذاء المريح أو بوضع أشياء داخل الحذاء تجعله أكثر راحة.
يبقى العلاج أيضاً لهذا الألم المبرح في الكعبين مرتكزاً على بعض الأدوية العلاجية والتي تختلف بين الأدوية المسكنة ومضادات التهيج وليس الأدوية المتعلقة بالأعصاب، فضلاً عن ضرورة إجراء التمارين وإجراء بعض جلسات العلاج الطبيعي، مع إمكانية أخذ إبرة في المنطقة المعرضة للالتهاب، وهذه الإبرة عادةً ما تكون عبارة عن الكورتيزون الذي يؤثر تأثيراً موضعياً فقط على منطقة الكعب ولا يؤثر على باقي الجسم.
وختاماً، في حالة استمرار وجود مسبب التهاب اللفافة الأخمصية فإن المشكلة ستظل كما هي عند الشخص ليبقى العلاج الدائم هو الوقاية من هذا الالتهاب من الأساس.